خصصت بلدية القبة بالعاصمة غلافا ماليا يزيد عن 111 مليار و700 مليون سنتيم كميزانية أولية لسنة 2012 ستوجه إلى إقامة مشاريع تنموية عديدة, فضلا عن تكملة انجاز باقي المشاريع التي كانت قد انطلقت بها الأشغال في السنوات الماضية, حيث تم منذ حوالي الأسبوعين المصادقة بالإجماع على الميزانية الأولية من طرف أعضاء المجلس الشعبي البلدي, حيث يلاحظ أن ميزانية 2012 قد عرفت تضاعفا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية, أين لم تكن تتجاوز 42 مليار سنتيم خلال سنة 2007 فقط, وفي هذا الصدد, أرجعت رئيسة المجلس الشعبي البلدي المحلي «سعيدة بوناب» هذه القفزة النوعية من حيث حجم الميزانية إلى المجهودات المبذولة من قبل المصلحة الاقتصادية بالبلدية التي تمكنت من استرجاع ومسح كافة الديون التي كانت على عاتق البلدية, فضلا عن الإيرادات المختلفة التي تم تحقيقها. وفي سياق ذي صلة, أوضحت ذات المسؤولة في حديثها إلى جريدة «السلام» أن الحصة الأكبر من ميزانية سنة 2012, أي ما نسبته 60 بالمائة ستوجه إلى القطاع الوظيفي خلافا لما جرت عليه العادة بأن يأخذ قطاع التجهيزات النصيب الأكبر من ميزانيات البلديات, وهذا سعيا من مصالحها إلى تحسين الظروف الاجتماعية لعمال البلدية, إضافة إلى فتح مناصب شغل جديدة حسب احتياجات البلدية والتي تقدر خلال السنة القادمة ب60 منصب شغل جديد سيتم الإعلان عنه. 40 مليار سنتيم ستوجه لقطاع التجهيز اقتصرت مجمل المشاريع التنموية المعلن عنها من قبل السلطات المحلية لبلدية القبة فيما يخص صرف ميزانية سنة 2012 على تكملة بعض الأشغال الجارية في مختلف الورشات التي انطلقت خلال الفترة السابقة, حيث سيوجه الاهتمام الأكبر إلى تهيئة باقي طرقات البلدية التي لم تمسها من قبل الأشغال وذلك بغلاف مالي يقدر ب 20 مليار سنتيم, من أصل 40 مليار سنتيم موجهة إلى قطاع التجهيزات, حيث ستخصص حوالي ثلاثة ملايير سنتيم لتكملة تهيئة المساجد بعد العملية التي مست 14 مسجدا خلال السنة الجارية, كما سيتم توجيه أربعة ملايير و500 مليون سنتيم لتهيئة المدارس الأربع المتبقية من عملية التهيئة الخاصة بالمدارس التي انطلقت خلال السنة الجارية على مستوى البلدية, حيث قامت الجهات المعنية بتجهيز 20 مدرسة ابتدائية بمختلف التجهيزات البيداغوجية الضرورية التي من شأنها تحسين ظروف المعلم والتلميذ على حد سواء من خلال عصرنة التجهيزات المستعملة في العملية التربوية والتعليمية, كما ستسعى السلطات المحلية إلى إقامة مطاعم مدرسية تستهدف الأحياء الشعبية كتكملة لما سبق انجازه عبر مؤسسات تربوية أخرى في مناسبات سابقة, فضلا عن تكملة المشاريع التي هي في طور الإنجاز فيما يخص مكتبة «بن عمار», روضة الأطفال ب»ڤاريدي» ومدرسة «بن وجدي» بتكلفة اثنين مليار سنتيم, كما كشفت ذات المسؤولة في نفس الصدد أن ما قيمته ثلاثة ملايير سنتيم ستوجه بغية تهيئة حضيرة جديدة للبلدية, مؤكدة في سياق حديثها أن مصالحها أولت اهتماما بتغطية بعض النقائص التي كانت تشتكي منها البلدية فيما يخص تدعيم حضيرة البلدية من خلال اقتناء الجرافات أو شاحنات الصهاريج, وهي استمرار لسياسة تحقيق الاكتفاء الذاتي على حد قول محدثتنا, بعد أن تمكنوا من تحقيق ذلك فيما يخص قطاع النظافة الذي شهد نسبة الاهتمام الأكبر من خلال ميزانية السنة الجارية بغلاف مالي قدر ب10 ملايير سنتيم. ترميم كنيسة البلدية.. ضمن الأولويات أفادت رئيسة المجلس الشعبي البلدي للقبة أن مصالحها ستضع حدا للإهمال الكبير الذي طال الكنيسة المتواجدة بالقرب من مقر البلدية, وذلك من خلال الخطوات الفعلية التي انطلقت بها مصالحها في سبيل إعادة إحياء هذا الصرح التاريخي من خلال استغلاله لمصلحة تلاميذ وطلبة المنطقة, حيث أضافت محدثتنا أن مصالحها قد قامت بتكليف مكتب دراسات وطني مختص من أجل القيام بمختلف الإجراءات الضرورية لإعادة ترميم الكنيسة مع مراعاة لطابعها الحضاري والتاريخي مع الحرص على الحفاظ على الهيئة الخارجية والنسيج العمراني لها, مؤكدة في هذا السياق أنه بفضل إعادة ترميم الكنيسة وتحويلها إلى مكتبة ستتمكن السلطات المحلية من تحقيق مكسبين هامين, متمثلين في الحفاظ على هذا الصرح التاريخي من الضياع, وكذا المساهمة في القضاء على مشكل المكتبات البلدية التي يعاني تلاميذ المنطقة من جراء غيابها, حيث لا تتوفر بلدية القبة إلا على مكتبة وحيدة فقط على مستوى حي «المنظر الجميل» التي لا تستجيب بالشكل المناسب للعدد الكبير من مرتاديها من مناطق متفرقة من بلدية القبة. قاعة سينما «سيرتا».. بعد تشميع دام 20 سنة ستفتتح قريبا في الشق الثقافي وسعيا من السلطات المحلية إلى تحسين الخدمات المتوفرة على مستوى هذا القطاع الذي يستهدف بالدرجة الأولى الفئة الشبانية بالبلدية, كشفت رئيسة المجلس الشعبي البلدي للقبة «سعيدة بوناب» أن الأشغال ستنطلق في أقرب الآجال فيما يخص ترميم قاعة السينما «سيرتا», التي تعد أقدم قاعة سينما تتواجد فوق إقليم البلدية, والتي توقفت كافة النشاطات الثقافية والعروض السينمائية على مستواها منذ أكثر من عشريتين من الزمن, حيث أوضحت محدثتنا بأن مصالحها قد انتهت من كل الإجراءات والمعاملات الإدارية الخاصة بهذا الملف, حيث أن الدراسة التي تم إعدادها من أجل إعادة فتح القاعة تنتظر موافقة الوصاية فقط عن طريق المصادقة الرسمية عليها, الأمر الذي سيساهم حسبها في النهوض ثقافيا بالبلدية بالنظر إلى الدور الكبير الذي يلعبه هذا النوع من الفضاءات الثقافية بإبعاد الشباب عن مختلف الآفات الاجتماعية الفتاكة. خمسة ملاعب جوارية معشوشبة اصطناعيا وفتح مزيد من الفضاءات الخضراء سيستفيد أطفال وشباب أحياء بلدية القبة حسب ما كشفت عنه رئيسة المجلس البلدي في لقائها مع يومية «السلام» من خمسة ملاعب جوارية سيتم تجهيزها عن طريق العشب الاصطناعي, حيث عرفت بعض الملاعب انطلاق الأشغال, فيما يعرف البعض الآخر نسب تقدم الإنجاز متفاوتة, كما هو الشأن بالنسبة للملعب الجواري ب»ڤاريدي» الذي لم تنته الأشغال به, فيما انتهت الأشغال على مستوى ملعب «بن حداد», كما ذكرت ذات المسؤولة بأن بالأشغال التي ستمس أيضا أحياء «الباهية», «المنظر الجميل», «6506 مسكن», حي «281 مسكن» ستنطلق المناقصة الخاصة بها في غضون الأسبوع المقبل. وفي سياق ذي صلة, أوضحت محدثتنا بأن الاهتمام سيوجه أيضا إلى مجال الرياضة المدرسية, والذي انطلقت به عدة مشاريع من خلال إقامة ستة ملاعب جوارية داخل المدارس المنتشرة عبر تراب البلدية, هذا فضلا عن الملاعب التي ستقام عبر أحياء البلدية في كل من «العناصر», «لاغماس». من جانب آخر, برمج المسؤولون المحليون بالبلدية مشاريع عديدة ستعنى بإقامة المساحات الخضراء والحدائق العمومية, بغية تغطية النقص الفادح في هذا الميدان الذي يشكو منه سكان المنطقة بشدة, خاصة منهم الأشخاص المسنين الذين يجدون صعوبات كبيرة في إيجاد الفضاءات المناسبة لراحتهم, حيث أفادت المسؤولة الأولى على بلدية القبة أنهم في صدد وضع مخطط يشمل إقامة حدائق عمومية في مناطق متفرقة من البلدية استجابة لطلب المواطنين, كما هو الشأن بالنسبة لحديقة «العناصر» التي أقيمت استجابة لرغبة المسنين بها, مضيفة بأن الأشغال ستنطلق قريبا لإقامة حديقة عائلية على مستوى حي «بن عمار», كما أن ذات العملية ستشمل الحديقة الموجودة بالقرب من مقر البلدية في غضون الأسبوع المقبل, والتي أصبحت في الآونة الأخيرة مستغلة من طرف أناس غرباء, فضلا عن تحولها إلى منطقة يلجأ إليها المنحرفون, حيث ذكرت محدثتنا أن كل الإجراءات الإدارية تم اتخاذها. نقص الحصص السكنية هاجس السلطات المحلية تسجل بلدية القبة ما يزيد عن 5000 ملف خاص بطلب السكن بصيغتيه الاجتماعي والتساهمي, وهو عدد كبير مقارنة بحجم الحصص السكنية المخصصة للبلدية والتي كانت آخرها في شهر جوان 2011 بحصة 80 سكنا اجتماعيا, فضلا عن حصة ال60 مسكنا التي استفادت منها البلدية خلال سنة 2007, إذ تجد السلطات المحلية صعوبات كبيرة في الاستجابة لهذا الطلب الكبير والمتزايد على السكن, حيث تطرقت رئيسة المجلس الشعبي البلدي في حديثها إلى جريدة «السلام اليوم» إلى هذه النقطة التي اعتبرتها مشكلا عويصا أوقعهم في حرج أمام المواطنين, خاصة أولئك الذين يقطنون في البنايات القديمة ويعانون من ضيق السكن, حيث تأسفت في سياق حديثها عن الوضعية المزرية التي تعيشها العائلات القاطنة على مستوى بعض أحياء المدينة الهشة, كما هو الشأن بالنسبة للعائلات التي تقطن بمنطقة العبور منذ أكثر من 15 سنة, مضيفة بأن هذه العائلات ستكون لها الأولوية في عمليات الترحيل التي ستستفيد منها البلدية في إطار برنامج رئيس الجمهورية الرامي إلى القضاء على البنايات الهشة والفوضوية.