يحصل إجماع أن الفوز الصعب المحقق من قبل المنتخب الوطني الجزائري في وديته أمام نظيره الغيني (2-1) ليلة أول أمس مهم جدا من الناحية المعنوية، خصوصا إذا علمنا أن المواجهة التي احتضنها ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة استعدادية وتأتي قبل أقل من أسبوع من دخول رفقاء محرز تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2019 بالكامرون حين يواجهوا منتخب الطوغو الأحد القادم لكن من جهة أخرى يرى بعض النقاد والمختصين أن المنتخب الوطني لم يستعد عافيته بعد والناخب الجديد لوكاس ألكاراز لا يزال ينتظره عمل كبير ليقوم به. ولم يكن الظهور الأول للخضر منذ نهائيات كأس إفريقيا 2017 بالغابون، أي منذ جانفي المنصرم، موفقا في الشوط الأول، حيث وجد أشبال التقني الاسباني صعوبة كبيرة للدخول في اللقاء وارتكب رفقاء ماندي مجددا أخطاء دفاعية عديدة، ذكرت بنفس الأخطاء التي كلفته غاليا في المواعيد الرسمية السابقة وجعلت حتى أنصار الخضر يقاطعون المدرجات -مثلما حصل في لقاء أمس-، كما بدا جليا غياب الانسجام بين الخطوط الثلاث وتواصل المعاناة على مستوى وسط الميدان وسرعة وصول الكرة للدفاع. الفرص قليلة ورفقاء محرز عجزوا عن الحفاظ على تقدمهم لفترة طويلة ولم تصنع عناصر المنتخب الوطني فرصا كثيرة تذكر وانتظروا إلى غاية الدقيقة ال38 لافتتاح باب التسجيل بواسطة اللاعب سفيان هني بعد أول عمل جماعي قاده رياض محرز، الذي كان بعيدا عن مستواه المعروف في هذا الموعد ولم يقم بواجبه الدفاعي، وبعد أن ظن بعض الآلاف من الأنصار الحاضرين في المدرجات بأن هذا الهدف سيحرر أشبال التقني الاسباني في المرحلة الثانية، إلا أن العكس هو الذي حدث بعد العودة من غرف تبديل الملابس، حيث ميز الركود مردود الخضر، ما استغله المنافس لتعديل النتيجة في الدقيقة ال60 من طرف أبو بكر كمارا ديمبا مع تسجيل سهولة كبيرة في اختراق دفاع المنتخب الوطني. وبالحديث عن مجريات اللقاء دائما انتظر الخضر لغاية تعديل النتيجة ليخرجوا من سباتهم، وذلك بعدما عمد المدرب ألكاراز لإجراء عدة تغييرات، سيما على مستوى الخط الهجومي مقحما الثلاثي بودبوز-فيغولي-سوداني دفعة واحدة، وهو التغيير الذي أتى بثماره، بدليل الهدف الثاني الذي أمضاه سوداني، في الدقيقة ال79 ولم يطرأ بعد ذلك أي تغيير في النتيجة، ليتمكن رفقاء القائد الجديد للمنتخب الجزائري، الحارس وهاب مبولحي، من استعادة نغمة الفوز الذي غاب عنهم في النهائيات القارية الأخيرة، ما قد يكون لهم أثر بسيكولوجي مهم جدا قبل استضافة الطوغو الأحد المقبل بنفس ملعب تشاكر لكن مع ضرورة تدارك الأخطاء الكثيرة المسجلة في ودية أول أمس. عمل كبير ينتظر ألكاراز ويجمع المتابعون للمباراة على أن عملا كبيرا ينتظر المدرب الوطني الجديد، الذي يكون قد استخلص دروسا كثيرة من خرجته الأولى على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وحتى يتفادى ما وقع لغوركيف في كان 2015، وجورج ليكانس في خيبة كان 2017 بالغابون، دون الحديث عن ريفاكس الذي أثر بالسلب على مستقبل الخضر قبل أن يقرر الرحيل، على مدرب غرناطة السابق أن يضع حدا لتصرف اللاعبين غير الرياضية المسيئة للعلم الوطني ومنع المناوشات المتكررة لبن طالب وزملائه مع المنافس ومطالبته بالتركيز على واجباتهم فوق المستطيل الأخضر، معاقبة سليماني بالجلوس على كرسي الاحتياط حتى يستعيد عافيته ويكون أكثر فعالية، تشديد اللهجة مع محرز الغائب الحاضر في مباريات المنتخب ومطالبته بالتغطية على الدفاع، فضلا عن التخلص من عدلان قديورة ولو بإبعاده من القائمة الأساسية كونه أصبح عالة على منظومة لعب الخضر. عطال المفاجأة..هني يؤكد وعودة روح المجموعة وبراهيمي من الإيجابيات ومما لا شك فيه فإن لقاء أول أمس جعل الناخب الوطني يخرج بعدة إيجابيات، بإضافة الفوز المعنوي والقضاء على عقدة غينيا، فمردود الخضر كان فوق المتوسط والمنتخب حقق العديد من المكاسب لعل أبرزها، الأداء المتميز لعطال والذي قد يمثل حلا للجهة اليمنى بعد سنوات من المشاكل، تحسن الأداء الدفاعي للخضر بإشراك ماندي وبن سبعيني، تأكيد هني لظهوره المشرف في الكان استعادة براهيمي تدريجيا لمستواه، وأخيرا عودة روح المجموعة التي افتقدها الخضر منذ مدة. ألكاراز يشكر اللاعبين وزطشي راض عن النتيجة أكد الناخب لوكاس لويس ألكاراز، رضاه التام بنتيجة أول مباراة له على رأس الخضر وأشاد بردة فعل اللاعبين وقال:"يجب علينا معالجة العديد من النقاط والنقائص، وسنحاول أن نرفع المستوى مستقبلا، وأضاف عندي فكرة عن اللاعبين الأساسيين لكنني لن أغلق القائمة في وجه أحد". وقال ألكاراز بخصوص أداء يوسف عطال لاعب وسط ميدان نادي برادو، :"بغض النظر عن صغر سنه، لا يجب أن ننسى أنها مباراته الأولى". ومن جهته أكد رئيس الاتحادية الجديد خير الدين زطشي رضاه التام بمردود الخضر ونتيجة اللقاء الودي وأكد أن الأهم مباراة الأحد القادم أمام الطوغو.