طالب حزب التيار الشعبي القومي في تونس سلطات بلده الى التنسيق مع الجزائر، مصر والاتحاد الإفريقي لتجنب كارثة أخرى في المنطقة بعد التدخّل العسكري الايطالي في المياه الإقليمية الليبية تحت ذريعة التصدي للهجرة غير الشرعية بناء على اتفاق مع حكومة الوفاق الوطني . ودعا الحزب التونسي القوى الوطنية في تونس وكل قوى المقاومة في الوطن العربي للتعبير عن رفضها لما تقوم به ايطاليا من "احتلال سافر" لليبيا بمباركة غربية وأمريكية وعربية. هذا وحافظت الجزائر على موقفها الرافض لأي تدخّل أجنبي لحل الأزمة الليبية، فيما بقي الموقف الدولي والعربي غير واضح بخصوص التدخل العسكري الإيطالي في ليبيا. واعتبر محلّلون سياسيون قرار البرلمان الإيطالي لخطة التدخّل العسكري في المياه الليبية، "مهمة ظاهرها كبح جماح المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط، وفي باطنها تدشين ايطالي فعلي لتدخل خارجي، ومحاولة لجسّ النبض في بلد مازال يعاني من تبعات الثورة التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011". ووصف الليبيون الخطوة التي أقرّها البرلمان الإيطالي بمجلسيه بناء على طلب رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، "استفزازية" حيث صوت 328 نائباً إيطالياً على القرار، فيما عارضه 113 وتغيب 22 عن الحضور. في ذات السياق، أبدت الخارجية الروسية قدرتها على مساعدة الجانب الإيطالي في منع تدفق اللاجئين من ليبيا دون أن تبدي معارضة، وقال رئيس لجنة الاتصال الروسية حول ليبيا، إن "موسكو يمكن أن تساعد إيطاليا في معالجة قضية تدفق اللاجئين من ليبيا من خلال الحوار مع الجهات الليبية". وأضاف الدوما ليف دينغوف رئيس لجنة الاتصال التابعة للخارجية الروسية ومجلس النواب في حديث لجريدة "كوميرسانت" الروسية، نقلته وكالة "إنترفاكس" ،" نعمل على ذلك بنشاط، والإيطاليون بحاجة إلى دعم روسيا، لأن موسكو تجري حوارا بالتزامن مع القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السرّاج، وكذلك مصراتة وجنوب البلاد". من جهتها، أبدت منظمات مثل "العفو الدولية" و"أطباء بلا حدود" تحفظاتهما عن التدخل الايطالي في ليبيا، باعتبار أنه قد يعرّض حياة المهاجرين للخطر أو يدفع مهربي البشر إلى اعتماد وسائل أكثر خطورة على طالبي اللجوء. وأضافت تلك المنظمات، أن التدخّل الايطالي في ليبيا يعني محاصرة المهاجرين استقرارهم في ليبيا، ما يهدّد بتغيير التركيبة السكانية في الفزان ويقود إلى انهيار الخدمات وانتشار الأوبئة والجريمة. كما انتقدت منظمة "برو أزيل" الألمانية، التي تعنى بحماية اللاجئين والمهاجرين التدخل الايطالي في المياه الإقليمية الليبية، وقالت أن "مهمة البعثة الإيطالية في المياه الإقليمية الليبية خرقٌ للقانون الدولي"، وقال كارل كوب مسؤول الشؤون الأوروبية في المنظمة، أن "البحرية الإيطالية تتدخل في الشؤون الليبية في حين يُقدم خفر السواحل الليبية على سحب قوارب اللاجئين ويعيدها إلى الجحيم". للتذكير، أعطى الاتحاد الاوروبي قبل أيام الضوء الاخضر للإيطاليين بالتدخل في ليبيا من بوابة مكافحة الهجرة غير الشرعية وذلك بمنحه خفر السواحل الايطالي ما يقارب 80 مليون دولار لتنفيذ مهمات اعتبرها كفيلة بتقييد حركة المهربين. وطالب الاتحاد الأوروبي إيطاليا بعد وصولها الى طرابلس بنشر قوة بحرية في المياه الليبية، فيما أبدت بعض الدول الاوروبية مخاوفها من انعكاس هذا التدخل الإيطالي على الوضع في ليبيا، ما من شأنه أن يؤدي إلى غرق البلاد ب "فيضان بشري"، مشيرة إلى وجود حوالي ربع مليون مهاجر على الأراضي الليبية يأملون بعبور البحر المتوسط إلى إيطاليا. للإشارة، التقى أمس فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية في طرابلس، غسان سلامة مبعوث الأممالمتحدة الجديد الى ليبيا الذي بدأ أول زيارة رسمية الى هذا البلد منذ تعيينه في منصبه قبل نحو شهر ونصف.
كما التقى غسان سلامة مع وزير الخارجية الليبية محمد الطاهر سيالة في مبنى ديوان رئاسة وزراء حكومة الوفاق، وفق ما تناقتله وكالات الانباء دون أن تشير الى فحوى المباحثات بين الطرفين.