شهدت ثانوية حمادي الجديدة الواقعة غرب ولاية بومرداس نهاية الأسبوع فوضى عارمة قادها تلاميذ وعمال المؤسسة ضد مدير الثانوية، بسبب إقدام الأخير على التهجم على أحد المراقبين أمام مرآى التلاميذ، مما أدى إلى انفجار الأوضاع وخلق حالة من التوتر وسط التلاميذ الذين قاموا بمحاصرة المدير، مطالبين برحيله، ومرددين شعار «الشعب يريد إسقاط المدير». كما أدت هذه الأحداث الفريدة من نوعها داخل حرم مؤسسة تربوية إلى توقف تقديم الدروس من جانب الأساتذة الذين أبوا ذلك تضامنا مع زميلهم وكتعبير منهم عن رفضهم للتصرف غير المسؤول الصادر من طرف مدير الثانوية، وهي الفرصة التي استغلها التلاميذ للتجمهر وسط ساحة الثانوية وشن حملة شعواء ضد المدير الذي عجز عن تهدئة الأوضاع والحد من غضب التلاميذ، إلا بعد الاستنجاد بمديرية التربية لولاية بومرداس التي أرسلت فريق عمل إلى عين المكان. من جانب آخر، يشتكي تلاميذ الثانوية من نقائص عديدة أعاقتهم في التلقي الأمثل للعملية البيداغوجية، وكانت السبب فيما أقدموا عليه، حيث يأتي في مقدمتها النقص الفادح في الكراسي مما يضطر التلاميذ في كل يوم إلى القيام بجولة بين الأقسام بحثا عن كرسي شاغر، هذا فضلا عن افتقاد تلاميذ الأقسام العلمية إلى التجهيزات والوسائل العلمية اللازمة، الأمر الذي حتم عليهم الاقتصار على تلقي الدروس بطريقة نظرية فقط، حيث يذكر في هذا الصدد أن المخابر العلمية للمؤسسة قد تعرضت السنة الفارطة إلى عملية سرقة لكافة تجهيزاتها، ومنذ ذلك الحين لم يتم العثور عليها، كما لم يتم تعويض الأدوات المفقودة، الأمر الذي اعتبره بعض التلاميذ ممن تحدثوا إلى الجريدة تسيبا ولامبالاة من القائمين على المؤسسة التربوية، معبرين عن استيائهم في شأن آخر من التماطل الحاصل من طرف المدير فيما يتعلق باستخراج الشهادات المدرسية، حيث يستغرق الأمر مدة طويلة قد تمتد إلى الشهرين قبل حصول التلميذ على المبتغى كما يضيف محدثونا. وفي سياق ذي صلة، تعرف بعض أقسام الثانوية العلوية التي لم يمض عن تدشينها سبع سنوات تشققات وانهيارات على مستوى الأسقف دون أن تقوم الجهات المعنية بإصلاحها أو إدخال الترميمات الضرورية، كما سجل غياب الاهتمام بعنصر النظافة، خاصة بالمراحيض التي تشهد وضعيات كارثية. ومن جملة المشاكل التي امتعض منها التلاميذ غياب الممارسة المنتظمة للرياضة المدرسية، فضلا عن افتقادهم للتجهيزات الرياضية اللازمة، حيث أرجع محدثونا السبب في ذلك إلى عدم وجود الفضاء المناسب لممارسة التمارين الرياضية ممثلا في القاعات أو الأرضية الصالحة، حيث يؤدي في كثير من الأحيان تساقط خفيف للأمطار إلى إلغاء الحصة الرياضية، وهو المشهد الذي يتكرر غالبا طوال الموسم الدراسي، كما كشفوا أن التماطل في انجاز مشروع قاعة رياضية منذ حوالي الثلاث سنوات حرمهم من حقهم في الرياضة المدرسية، حيث يعد غياب الدعم المالي السبب الرئيسي في تعطيل المشروع.