لا يزال التجار الفوضويون يغزون شوارع وأرصفة مدينة برج منايل شرق ولاية بومرداس رغم الأوضاع الجوية المتقلبة، فلا برودة الطقس أثنت عزيمتهم ولا الثلوج أعاقت انتشارهم ولا تعثر الحركة حالت دون انتشارهم على جانبي الطرق الرئيسية والتي تحولت إلى سوق كبير منتشر بكل نواحي المدينة، مما أدى إلى شل حركة المرور بالمدخل الرئيسي للبلدية ووسط المدينة، وهو ما أثار استياء الوافدين إليها. فالزائر لمدينة برج منايل أول ما يصطدم به الإنتشار الكبير للمحلات الفوضوية بالمحطة الرئيسية للبلدية والتي تحولت بدورها إلى فضاء تجاري بعدما غزا التجار أرصفة المحطة وحولوها إلى محلات تجارية، مما يضطر المسافرين الإنتظار بطريق المحطة بدل الأرصفة، وهذه الوضعية لا تقتصر على المحطة حيث امتدت إلى مختلف شوارع المدينة بدءا بالطريق الرئيسي المؤدي إلى وسط المدينة الذي تحول بدوره إلى فضاء تجاري. ..حتى الأشجار لم تسلَم فقد احتل التجار الأرصفة وأصبح المواطن مضطرا للسير في الطريق ومزاحمة السيارات على حد تعبير العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم، حيث تفنن كل تاجر في طريقة عرض منتوجه ولم تسلم حتى الأشجار المتواجدة بالرصيف من الظاهرة، حيث يتم تعليق الملابس على الأشجار قصد استقطاب الزبائن، وهي نفس الوضعية التي تعرفها أرصفة الشوارع المحاذية للمستشفى الذي يشهد توافد عدد من المواطنين من مختلف النواحي، ليجد التجار فرصة لتحويله إلى مركز تجاري مثلما هو الحال في زنيقة سويعد التي تبعد عن المستشفى ببضعة كيلومترات، والذي تحول إلى سوق يومي يرتاده العديد من الزبائن نتيجة انخفاض أسعار المنتوجات المعروضة فيه مقارنة بالمحلات التجارية، وقد توسعت رقعة السوق اليومي وأصبح كل محل تجاري متخصص في نوع معين من المنتوجات خاصة لوازم العروس، فرغم أن الزنيقة معروفة بضيق طريقها واهترائه إلا أن ذلك لم يمنع التجار من عرض سلعهم. حيث أكد عدد من التجار أنها الطريقة الوحيدة لكسب قوت يومهم في ظل غياب مناصب عمل، وقال آخرون إنها الطريقة الوحيدة التي تنجيهم من طريق الإنحراف وتعاطي المخدرات التي استفحلت ظاهرتها كثيرا بالمدينة ولا يكاد يخلو يوم إلا وتسمع بأن مصالح الأمن أوقفت أحد مروجي المخدرات يقول أحد التجار الشباب. فوضى المكان تقلق السكان المجاورين من جهتهم أبدى عدد من المواطنين القاطنين بمحاذاة هذه المناطق التجارية استياءهم الشديد من تزايد التظاهرة في ظل التزام الجهات الوصية الصمت، وقال محدثونا إنه في العديد من المرات يجدون صعوبة كبيرة في نقل المريض نتيجة صعوبة السير بالسيارة بالحي مثلما هو الحال بزنيقة سويعد إذ لا بد على التجار رفع منتوجاتهم المعروضة حتى تتمكن السيارة من الدخول إلى المنطقة والوصول إلى المنزل، على حد قول محدثينا الذين أضافوا أنهم يضطرون إلى ركن سياراتهم بعيدا عن المنازل في أماكن عمومية تحولت إلى مواقف إجبارية يضطر الشخص إلى دفع ثمن ركن السيارة بدلا من تعرضها للكسر يقول أحد السكان، الذي أشار إلى أنهم لا يعارضون انتشار مثل هذه الأسواق التي يجد فيها المواطن البسيط ضالته لكنهم يطالبون السلطات المعنية بتحويله إلى مكان آخر. للإشارة، تعتبر بلدية برج منايل من البلديات الأكثر انتشارا لهذه الظاهرة غير الشرعية وقد سبق للسلطات الولائية أن قررت تحويل التجار الفوضويين إلى مكان آخر سيتم إنجازه بهدف تنظيم التجارة بالبلدية، إلا أن بعض التجار اعتبر القطعة الأرضية المخصصة لذلك بعيدة عن المدينة ولا تناسب تجارتهم على حد قولهم.