سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كأس رابطة أبطال إفريقيا.. سراب تلهث وراءه الأندية الجزائرية 2002الأندية الجزائرية تجني ثمار سياسة “البريكولاج” رؤساء دون طموح ولاعبون يفتقرون لثقافة تشريف الراية الوطنية
انتهت مباريات الذهاب للدور ال 32 من منافسة كأس رابطة الأبطال الإفريقية مخلفة وراءها نتائجا كارثية للفرق الجزائرية المشاركة في أغلى مسابقة في القارة السمراء والممثلة بفريقي جمعية أولمبي الشلف حامل اللقب وشبيبة بجاية الوصيف، فهذا الأخير سقط في عقر داره أمام فريق أكاديمية أمالو ديالو الذي تأسس سنة 2005 فقط والأول تعثر أمام نادي فيتا كلوب الكونغولي الذي يلعب لأول مرة فوق العشب الاصطناعي، ومع ذلك خيب ممثلو الجزائر الجماهير الجزائرية العريضة التي اقتنعت بمحدودية المستوى عند جميع الفرق الجزائرية التي أضحت تكتفي بالمشاركة الرمزية حتى بات حلم التويج باللقب كسراب يلهث وراءه الجمهور الجزائري. آخر ظهور للجزائر في منصة التتويجات الإفريقية كما أن غياب الفرق الجزائرية عن منصات التتويج القارية بين حقيقة الواقع الذي تعيشه أنديتنا الوطنية مجتمعة التي يرجع آخر تتويج لها إلى العشرية الماضية وبالضبط إلى سنة 2002، عندما تمكن فريق شبيبة القبائل من إحراز لقب كأس الكاف أمام تونار ياوندي الكامروني رغم أن هذه المنافسة لا تضاهي قيمة منافسة رابطة أبطال إفريقيا التي تعد أغلى منافسة في القارة الإفريقية. مجموع الألقاب القارية للجزائر في المسابقة تختزله خزائن نادي الزمالك هذا ولو رجعنا إلى نتائج الفرق الجزائرية وما حققته من تتويجات بالأرقام عبر التاريخ في منافسة رابطة أبطال إفريقيا بطبعتها الجديدة القديم والجديد وجمعنا كل التتويجات التي أحرزتها في هذه المسابقة لوجدناها تختزل في ألقاب نادي الزمالك المصري فقط، حيث أن فريق الدراويش يملك في خزائنه 5 ألقاب كاملة لوحده في حين تملك الفرق الجزائرية مجتمعة 4 ألقاب يتقاسمها كل من فريق شبيبة القبائل بتاجين، وفاق سطيف بتاج واحد، وصاحب أول تاج قاري للجزائر في منافسة رابطة الأبطال فريق مولودية الجزائر بتاج واحد، وهي كلها ألقاب تم إحرازها بالمسمى القديم في حين عجزت على مجرد تنشيط النهائي في صيغتها الجديدة في إحصائية تبين ما مدى العجز الذي تعانيه المستديرة في بلدنا. الأندية الجزائرية غائبة عن ساحة كبار إفريقيا وإن أردنا البحث عن أسباب هذا العجز في مقارعة صغار القارة حتى لا نتكلم عن كبارها كالأهلي المصري، الترجي التونسي، الرجاء والوداد البيضاوي المغربيين، وإنييمبا النيجيري دون نسيان بطل الكونغو وغيرهم من عمالقة القارة، فإن الحديث سيجرنا إلى أسباب عديدة لا حصر لها، فكيف لنا أن نحصل عن كأس رابطة الأبطال وجميع الأندية الجزائرية التي تدخل المسابقة تواجه شبح الإفلاس، كما أننا ربما البلد الوحيد الذي يفوز كل موسم بلقبه فريق جديد ليلعب في الوسم الموالي له على تفادي السقوط، وعدم وجود أيضا الأموال الكافية وغياب سياسات واضحة لدى القائمين على شؤون الكرة للنهوض بمستوى اللعبة في بلادنا، مع الفشل الذريع في تطبيق الاحتراف الفعلي في البطولة المحلية. كل أندية شمال إفريقيا تذوقت حلم التتويج بأغلى لقب قاري ولو لمرة واحدة والأدهى من كل هذا أن المتتبع لشؤون الكرة الإفريقية والمطلع على ما وصلت إليه اللعبة من تطور في السنوات القليلة الأخيرة عند جيراننا في منطقة شمال إفريقيا يدرك جيدا أن الفضل في تذوق معظم أندية هذه البلدان لطعم التتويج ولو لمرة واحدة بأغلى لقب في القارة، آخرها تتويج الترجي التونسي حامل لقب النسخة الماضية يرجع إلى السياسة التي انتهجتها مؤخرا بتوفير كل مستلزمات الدخول في عالم الاحتراف وتطبيقه على أرض الواقع، عكس ما هو حاصل عندنا كالمغرب التي عرفت إنجاز 4 ملاعب بمواصفات عالمية في ظرف وجيز في حين لم تستطع دولة بحجم الجزائر بناء ملعب واحد لا غير بالمعايير الدولية (ملعب5 جويلية) منذ سبعينيات القرن الماضي بل لم تتمكن من مجرد ترميم أرضيته خلال 10 سنوات كاملة. غياب سياسة التكوين سبب المهازل المسجلة ومهما تعددت الأسباب واختلفت الآراء حول السر وراء الإخفاقات للأندية الوطنية على الساحة الإفريقية بين المشاكل المالية وسوء التسيير، إلا أن فشل أندية النخبة في بلوغ أدوار متقدمة لمنافسة دوري إبطال إفريقيا هو تحصيل حاصل وبإجماع أراء المحللين والفنيين للغياب التام لسياسة التكوين للأندية الجزائرية في الوقت الذي قطعت العديد من الدول الإفريقية أشواط متقدمة في مجال تكوين اللاعبين حتى أضحت خزان لأكبر الأندية الأوربية، وبالرغم من شعرات العديدة التي يرفعها القائمين على شؤون الكرة الجزائرية بضرورة الاهتمام بالفئات الشابة إلا أن الواقع يكشف المستور ويفضح المسؤولين مع استمرار السقوط الحر للأندية الوطنية في المنافسات الإقليمية والمصيبة الكبيرة، أن الأمر لم يقتصر فقط على كرة القدم بل امتد لمختلف الرياضات بدليل المشاركة المتواضعة للنخبة الرياضية الوطنية في الألعاب الإفريقية الأخيرة والعربية بالدوحة، أين دق ناقوس الخطر بعدما أضحت الجزائر بإمكاناتها المالية والبشرية الهائلة مهددة بالغياب حتى عن الدورات العادية. 16 نادٍ محترف..ملايير تصرف والهدف دور المجموعات بالرغم من أن الجزائر تتوفر على قاعدة كروية كبيرة تجعلها في مقدمة البلدان من حيث عدد أندية كرة القدم على المستوى الإفريقي، منها 16 نادي محترف يتنافسون على لقب البطولة الوطنية و الميزانيات الضخمة التي يستهلكها الرؤساء خلال فترة التحويلات من كل موسم إلا أن هذا لم يشفع بظهور أي نادي يحمل على عاتقه مسؤولية منافسة كبار القارة على كأس رابطة الأبطال الافريقية وطموح القائمين على شؤون الأندية الجزائرية يقتصر دوما على بلوغ دور المجموعات كأبعد نقطة في غياب تام لروح المسؤولية لديهم، في الوقت الذي لقن أشبال أكاديمية أمادو ديالو الإيفوارية التي أنشأت في 2005 نجوم شبيبة بجاية على الورق درس حقيقي في أبجديات كرة القدم. أندية جزائرية تفتقر لروح تشريف الألوان الوطنية شهدت المنصة الإفريقية في الآونة الأخيرة غياب شبه تام للأندية الجزائرية عن تتويجاتها وألقابها المعهودة بالرغم من الدعم المادي الذي تقدمه السلطات المعنية للأندية بالمشاركة في المنافسات الإفريقية، فضلا عن الأموال الكبيرة التي تستفيد منها من المموليين الا أنها خيبت أمال الجماهير في التتويج، وبالمقارنة مع بعض الفرق الجارة على غرار المغرب الفاسي المغربي والترجي التونسي فنجد أن فريقنا بعيدة كل البعد عن هذه الفريق التي استطاعت ان تفرض مكانة مرموقة في القارة السمراء ويحسب لها ألف حساب بفضل المسيرة الكروية التي حققتها في ظرف وجيه، عكس بعض الفرق الجزائرية التي تراجعت بشكل رهيب عن الساحة الافريقية على غرار شبيبة القبائل التي كانت في حظيرة الكبار ووفاق سطيف الذي لم يعد مذكورا في الخارطة الافريقية.