جامعة حسيبة بن لوعلي على مدار يومين متتالين اختتمت اليوم فعاليات الملتقى الوطني الخامس حول "التجربة الروائية عند الأديب" من تنظيم الجمعية العلمية و الثقافية "المنار" بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف، اختير هذه السنة كأديب تكون أعماله الروائية موضوعاً للدراسة الأديب الراحل "الطاهر وطار". قسم اللغة العربية و آدابها بالجامعة كان مقراً للملتقى في 01 و 02 مارس الحالي، و ثلة من أساتذته و طلبته قاموا بتنشيطه إضافة إلى بعض معارف و أصدقاء المرحوم، تعرض المحاضرون إلى ذكر جملة من أعمال "عمي الطاهر" الروائية و قراءة في بعضها على سبيل الاستدلال و الاستشهاد فعمّت الفائدة و المتعة، لم يغفل الأساتذة طرح ما جال في فكر الطاهر وطار و تأثره بالثورة الجزائرية و الاشتراكية العالمية و الشيوعية – رغم عدم اعتقاده و إيمانه البليغ بهذه الأخيرة - و ما مدى انعكاس هذا التأثر على إبداعاته و كتاباته، و القارئ لأعمال الأديب يستشف رمزية و إيحاءات و دلالات العنوان و الشخصية و الاسم عنده. فكانت "اللاز" و "الزلزال" و "رُمَّانة" و غيرها كثير، روايات أقل ما يقال عنها أنها " الشعب الجزائري في كلمة " لِما أثاره محتواها الخفي، فاختصر ثورة التحرير التي جاءت من ال "لا شرعية" في شخصية "اللاز" الطفل غير الشرعي، و من "الزلزال" كان "بو الأرواح" مثالاً و نموذجاً للإقطاع و البرجوازية التي عمّت الجزائر فترة لا بأس بها، أما "رُمّانة" المرأة فكانت "الرُمّانة" الفاكهة المعروفة بقساوة قشرتها و صعوبة تقشيرها - حسب قراءة المحاضرين لها - تشير إلى تلاحم الشعب و توحده. قد يكون قيل الكثير و الكثير عن "عمي الطاهر" - كما كان يحب أن ينادى - لكن يبقى أكثر منه لم يستطع يومان حصره، ولد الطاهر وطار في 15 أوت عام 1936 بسوق أهراس و توفاه الله في 12 أوت 2010, هي مسيرة أكثر من نصف قرن في دروب الإبداع و الكتابة بالعربية على عكس أقرانه فكان رائد الأدب العربي الحديث في الجزائر و الحامي لحرف الضاد من الانصهار في غياهب "الفرنسة"، فأنشأ جمعية "الجاحظية" الثقافية عام 1989 لتبقى شاهداً على عروبته وانتمائيته، فأين شباب اليوم و مثقفوه من هذا الرجل؟