أصبحت بوفاريك تشتهر بعصير "الشاربات" الذي أصبح العديد من عشاقه لا يستطيعون الاستغناء عنه على مائدة رمضان أو دونه، شاربات بوفاريك تصنع الحدث حاضرة بأذواق مختلفة للفواكه الحمضية أو غيرها هي عبارة عن عصير ليمون تضاف إليه بعض النكهات الاصطناعية، وقد أدى الإقبال الشديد عليها إلى زيادة نقاط بيعها بشكل كبير، ولا يدهشك منظر الناس وهم يحملون في أيديهم أكياسا بلاستيكية لشاربات بوفاريك ويتدافعون من أجل الظفر بكيس قبل نفاد الكمية. أردنا معرفة قصة شاربات بوفاريك قادنا أحد معارفنا إلى بيت ومحل عائلة "أيت علي" رائدة في تحضير شاربات بوفاريك على مدار السنة ولرمضان نكهة خاصة، أين وجدنا عمي "حسين" داخل المحل الذي وجدناه بصدد إعادة تهيئته لاستقبال الشهر الكريم، عمي "حسين" مؤسس الشاربات ببوفاريك منذ سنوات الثمانينات المنحدر من ولاية تيزي وزو رفقة أخيه الأكبر "جمال"، الذي حدد أن أساس صنع الشربات الماء، السكر، والليمون، أين أصبحت شاربات بوفاريك تنافس العصائر المحلية ومختلف المشروبات التي تصدرتها شاربات بوفاريك التي تتربع على عرش المائدة الرمضانية بامتياز . تحدث عمي "حسين" أن تحضير الشاربات يكون تحت إشرافه كما أنه يحتفظ بسر صنعها الذي جعلها مميزة عن غيرها في المنطقة فالكل يشيد بجودة ونوعية شاربات عائلة "أيت علي" التي باتت المقصد الوحيد لسكان المنطقة و الزبائن الدائمين من أصحاب محلات أو غيرهم، من كل مكان من العاصمة و الولايات المجاورة خاصة أن سعرها في متناول الجميع لا يتجاوز سعر اللتر الواحد 35 دج توضع في أكياس خاصة بسعات مختلفة . سألنا عما إذا توارث أفراد العائلة مهنة تحضير الشاربات ابتسم عمي حسين قائلا "شباب اليوم يطمع في الربح السريع والعمل المريح"، كون تحضير الشاربات جد متعب ويتطلب جهد كبير خاصة الضغط الذي ينتاب عمي حسين والشباب الذي يساعدونه في تحضيرها، ومع ذلك يسعى عمي "حسين" إلى عمل الأفضل لا لشيء إلا لخدمة الزبون والإخلاص في خدمته، بطريقته التقليدية التي عهدها منذ أن بدأ فكرة تحضير الشاربات قبل 27 سنة خلت، أما الأخ "جمال" المقيم بفرنسا لظروف خاصة فيأتي إلى بوفاريك لتمضية شهر رمضان بين الأهل والأصدقاء . في الأخير تحدث هذا الأخير أن تحضير الشاربات يخضع لمقاييس مضبوطة لا يعلمها سوى أصحاب الحرفة الأصليين، ذاكرا أن تحضيرها العشوائي قد يضع المستهلك في الخط الأحمر من المخاطر خاصة عند ارتفاع درجة الحرارة وتعريض هذه الأكياس المملوءة بالشاربات مباشرة لأشعة الشمس خاصة التي يتم بيعها على الطاولات في الأسواق الشعبية، ناهيك عن ظروف تحضيرها التي يجهلها الكثيرون حيث تعرض المستهلك للإصابة بتسممات خطيرة، رغم كل ذلك ما زالت الشاربات تحظى بنفس الاقبال ويزداد كل يوم زبائنها، وهذا ما لاحظناه خلال جولتنا على مختلف نقاط بيعها التي تشهد طوابير طويلة وإقبالا شديدا ومن جميع الفئات العمرية خاصة عند في المساء.