تعليق أحد قراء "صوت الجلفة": المقال كذلك يوحي إلى خدمة جهة معينة أي بنفس تصريحات سعيداني. أنا لا أستطيع تحديد جهة معينة بحد ذاتها ولو كنت أعرفها لحددتها مباشرة وكفيتك طرح السؤال و لكن ألا ترى معي بين سطور المقال أن الكاتب يريد بقوله: ما تبقى من مؤسسات الدولة وكأنه يلمح إلى أن الفترة الماضية أجهزت على المؤسسات أو على أغلبها وهذا ما يتناسب تماما مع بعض الأطروحات السياسية لأحزاب معينة غير راضية عن انجازات العهدات السابقة، هذا ما تبادر لذهني لمقال السيد الكاتب المحترم وشكرا. Tayeb Djelfa حول موضوع: "كرنفال في دولة" الرد: لن ألوم القارئ على ملاحظته فهو قد حكم على ظاهر النص وربما لم يكن العمود واضحا بما يكفي وهذا من عيوب الكتابة بانفعالية. تأكد سيدي الكريم أن العمود لا يخدم أي جهة معينة، وما لم تسميه أنت بصريح العبارة هو أنني أدافع عن المخابرات تماما كما يدافع سعداني عن الرئاسة وهذا في نظري فهم مخطئ لما أردت التعبير عنه وفي نفس الوقت تلميع لما يحاول أن يحققه حاليا زعيم "الأفلان"، فلا أنا أدافع عن الجيش ولا سعداني يهمه تمدين الحياة السياسة. إذا رجعت إلى حوار "سعداني" الأخير، ستلاحظ أنه ينقسم إلى جزئيين، أولهما ذو مغزى ديمقراطي بليغ والثاني رديء رداءة الرجل. إذا كان سعداني يدافع عن مساعي رئيس الجمهورية إلى تمدين الحياة السياسية وإنهاء حكم "السلطة الموازية" فالأجدر أن نرد عليه أنه لا يمكن شفاء الملاريا باستخدام أعراض الملاريا كدواء لأننا إذا سلمنا كما يدعي أن المخابرات ظلت إلى غاية مجيء مخلصنا "سعداني" تتحكم في العدالة والصحافة والسياسة، فهذا يعني أنه هو نفسه والرئيس بوتفليقة والصحافة التي رفعتهم إلى ما هم عليه والعدالة التي فتحت أبوابها ليلا لتصدر قرارات تخدمهم في عديد القضايا نتاج لهذه السلطة الخفية التي يريد أن يحاربها، فإما أن سعداني يستغبي في الرأي العام أو أنه يقود حملة ترمي إلى تجديد جلد نفس هذه السلطة الخفية المستهدفة مجازا. عمليا، عندما يقول مسؤول كسعداني أن المخابرات تتحكم في كل شيء في الجزائر، وهي ذات الاتهامات التي سبقه إليها زيطوط وجماعته، فهو يدعو ضمنيا إلى الفوضى والتمرد، وأنا شخصيا لا يمكن إقناعي بأن إسقاط أي نظام يمكن أن يحدث من داخل نفس هذا النظام. بالطبع، فأنا وأنت وكل من يتابع هذه المهزلة التي تسبق الرئاسيات يحلم بنظام سياسي مدني ديمقراطي في الجزائر والمراد ليس الديمقراطية في حد ذاتها كونها وسيلة وليست هدفا، بل تحرير المبادرة وخلق جو ملائم للكفاءات الوطنية حتى نحقق هدف أي نظام سياسي مهما كانت طبيعته: العدالة بمفهومها الواسع والرقي. لكنه واضح وجلي أن سعداني يهاجم المخابرات لأن هذه الأخيرة تهاجم من أوعزوا له بمهاجمتها وإذا أردت أن تعرف من هم هؤلاء فما عليك سوى أن تطرح على نفسك سؤالين، أولا: لماذا يحدث ما يحدث بعد أن تدهورت صحة الرئيس؟ وثانيا: لماذا يختار سعداني وسائل إعلام أجنبية في كل مرة يريد أن يهاجم سلطة الجيش المزعومة على الحياة السياسية؟ أتركك تتأمل في الإجابات…