تمر الذكرى الرابعة لوفاة الشيخ "سي عامر محفوظي" مرور الكرام هذه السنة فلا أحد تذكره ولا مؤسسة أقامت جائزة باسمه ولا جامعة قامت بملتقى يحمل اسم الشيخ، وغاب الحديث عنه وإحياء ذكرى رحيله من طرف السلطات الرسمية والجمعيات والجامعة وفعاليات المجتمع، واكتفى بعض محبيه بتذكره على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي، فمر أكثر من أسبوع عن ذكراه الرابعة، التي تصادف تاريخ 20 ماي، ورحل الشيخ مودعا الجلفة والجزائر في هذا التاريخ سنة 2009، والذي دفن بمقبرة المجحودة (سي علي بن دنيدينة) بالجلفة. وقد تم الإعلان عن إنشاء مؤسسة تحمل اسم الشيخ “سي عامر" في ملتقى نظمه المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي بجامعة الجلفة في ماي 2011 بالإضافة إلى تقديم جائزة السلم والأمان التي تحمل اسم الشيخ، وهو ما لم يتحقق منذ سنتين وبقي حبرا على ورق، رغم أن الملتقى كان برعاية رئيس الجمهورية “عبد العزيز بوتفليقة" وحضره ممثله الشخصي آنذاك عبد العزيز بلخادم. وقد كانت إذاعة الجلفة استحدثت في رمضان 2010 مسابقة في حفظ القرآن تحمل اسمه، لم يكتب لها أن تتواصل وهو الذي كان يطل دوريا عبر أمواج الإذاعة ليفتي الناس، وعرف بطيبته وليونته وبمعرفته للعديد من العلوم وسرعة رده وذكائه وهو الذي استمده من شيخه "سي عطية مسعودي" أحد أعلام الجلفة. ويعد الشيخ سي عامر محفوظي أحد أعلام ولاية الجلفة وفطائحلها، اشتهر بسماحته وخلقه الحسن تبحره في العلوم وسرعة بديهته وهو بن المبروك بن مزوز المحفوظ بن احمد ولد خلال 1930 بمدينة مسعد في جنوب ولاية الجلفة، حفظ القرآن الكريم في صغره عن والده، ومنذ العام 1941 بدأ يؤم المصلين في المساجد الحرة والرسمية وصلاة التراويح . في سنة 1946 أرسله والده إلى زاوية الهامل للتعلم وفي نفس السنة توفي أباه، وتعرف بالإمام الشيخ مسعودي عطية عام 1947 في الجلفة وطلب منه إقراء أولاده على ان يعلمه فقرأ عنه متونا جمة في الفقه والنحو والفرائض وغيرها من العلوم الشرعية .أذن له في تدريس الطلبة العام 1952، وعمل مع بداية الاستقلال بوزارة التربية الوطنية .عين الشيخ سي عامر رحمه الله إماما مساعدا للشيخ سي عطية في المسجد الكبير بالجلفة (جامع الجمعة) سنة 1967، وفي نفس السنة منح الشيخ نعيم النعيمي شهادة علمية. كان متفوقا في اجتياز امتحان لأئمة التيطري سنة 1972 وعين سنة 1974 مرشدا ومدرسا في بعثة الحج .تقلد سنة 1975 مهام المسجد كإمام ممتاز وقائم بدرس الجمعة والخطبة والتراويح والفتوى الشفاهية والكتابية .انتخب العام 1991 كرئيس للمجلس العلمي لولاية الجلفة ، ودعي عام 1993 عضوا في لجنة الفتوى ومقرر لها وفي نفس السنة كلف ناظرا للشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجلفة .عين سنة 1995 كرئيس للجنة الفتوى في الحج .خرج للتقاعد عام ال1996 ليتفرغ للعمل الدعوي والفتوى والإصلاح بين الناس، وكان منصتا لمحدثيه وافر العلم غزير المعارف. مثل الولاية في العديد من الملتقيات الدولية والوطنية في مجال الفكر الإسلامي ، وتتلمذ على يديه العديد من المشايخ، وله مؤلفات ومخطوطات عديدة منها: "تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل" و كتاب "الطرفة المنيرة في نظم السيرة". ورحل الشيخ إلى جوار ربه بعد مرض ألزمه الفراش، يوم الأربعاء 20 ماي 2009، 24 جمادى الاولى 1430، فرحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته. صوت الجلفة/ محمد عبد النور دحماني الشيخ سي عامر محفوظي في آخر حجة له: التلفزيون الجزائري يتحدث عن الشيخ سي عامر رحمه الله في ملتقى بجامعة الجلفة حمل اسم الشيخ برعاية رئيس الجمهورية وحضور ممثله الشخصي