لا يزال سكان مشاتي تافساس، فيض النعام و الزواوشة التابعة لبلدية الرصفة يعيشون حياة بدائية، بالنظر للحياة التي يعيشها السكان في الوقت الذي تنعدم فيه أهم المرافق الضرورية. حيث يعتمد سكان هذه المشاتي على بئر تقليدي للتزود بمياه الشروب مع وسائل نقله جد بدائية و المتمثلة في الأحمرة و البغال. هذا إضافة إلى مشاركة الأطفال هذه الحياة البعيدة كل البعد عن طموحهم، من خلال فتح البراءة أعينهم على حمل الدلاء و اعتيادهم اليومي على الالتفاف وراء البئر- الذي يعتبر محج الصغير و الكبير- لأجل الظفر بقطرة ماء تسد ظمأهم. كما أن مواطنو هذه المشاتي يكابدون يوميا أزمة نقل حادة، إذا ما لاحظنا المسافات الطويلة التي يقطعونها للوصول إلى أماكن توقف حافلات التي تعمل على الخط الرابط أولاد تبان و صالح باي ليلعب الحظ بعدها دوره في الظفر بمكان داخل الحافلة بناء على عدد الأماكن الشاغرة. و على الجانب الآخر، فإن هذه المشاتي لا تتوفر على قاعات العلاج ما يدفع السكان إلى التنقل للمناطق المجاورة لأجل حقن إبرة التي تكلفهم ما بين 200 دج و 300 دج. ليسترسل بعدها الشباب حديثهم عن معاناتهم رغم تقدم السنين، فمن جهة يعاني مواطنو هذه المشاتي من عدم ربطها بعد بالغاز الطبيعي و قنوات صرف المياه القذرة و من جهة أخرى البطالة القاتلة التي تحاصر شباب هذه المنطقة في ظل كل الظروف الدالة - حسبهم- على عدم الاستقلال بعد، صابين جام غضبهم على السلطات التي تمد لهم يد العون في مجال الدعم الفلاحي. جدير ذكره، أنه و لحل أزمة العطش ، قامت السلطات بإنجاز أربعة أنقاب كانت كلها سلبية، ما جعل معاناة السكان تتواصل، فيما يستفسر المواطنون عن نقب آخر تمت برمجته في إطار برامج تنمية الهضاب العليا بمنطقة بوسلام، غير أنه و على ما يبدو ثلاث سنوات لم تكف لترجمة هذا النقب ميدانيا و هو ما دفع سكان هذه المشاتي يفسرون لامبالاة السلطات بهم و بأنهم بعيدين كل البعد عن أنظار المسئولين. وفي ذات السياق، يبقى سكان مشاتي بلدية الرصفة يناشدون السلطات المحلية ضرورة التدخل و إعطاء السكان حقهم من الحياة.