حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو من أن عدم إعادة النظر في نظم إنتاج الغذاء سيؤدي إلى ظهور المزيد من أزمات نقص الأغذية وذلك بمناسبة إحياء العالم ليوم الغذاء العالمي الذي صادف أمس. وقالت قناة الجزيرة في تقرير لها : إن المؤشر العالمي للجوع يحذر من تزايد معدلات الجوع في 25 دولة واصفا الأرقام بأنها مثيرة للقلق حيث كشفت أرقام صادرة عن منظمة الفاو أن عدد الجائعين في العالم وصل إلى نحو مليار شخص معظمهم من الأطفال في إفريقيا واسيا. ودعا جاك ضيوف المدير العام للمنظمة حكومات الدول ذات الدخل المنخفض والعجز الغذائي إلى زيادة حصة الزراعة في ميزانيتها الوطنية والبالغة حاليا 5 بالمئة لتصل إلى 10 بالمئة على الأقل لمواجهة أزمة الغذاء. من جهته قال كانايو نوانزى رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ان تحقيق اي تقدم بعد ثلاثين عاما من احياء اليوم العالمي للغذاء يتطلب النظر في نتائج الجهود العالمية لانقاذ الناس من الفقر موضحا ان اعداد الجائعين في العالم يؤكد أنه لم يتم إحراز أي تقدم في هذا المجال. وطالب نوانزي الحكومات في جميع انحاء العالم باعطاء الزراعة والتنمية الريفية الأولوية القصوى في جدول اعمال وخطط التنمية في برامجها القادمة. وفي حديث لقناة فرانس 24 قال عبد المجيد شعار المدير الاعلامي للمنظمة إن الاحتياجات لمعالجة هذه الأزمة كبيرة وتستلزم التخطيط المتواصل لتأمين ركائز الأمن الغذائي مشيرا إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في ترتيب الأولويات ومشكلة التوزيع العادل للثروات والقدرة على المقدرة الشرائية. وأضاف شعار إن المنظمة تمكنت من القضاء على مرض الطاعون البقري الذي هدد الثروة الحيوانية في أفريقيا وفي كثير من دول العالم وسيعلن عن ذلك رسميا منتصف العام القادم. وتفاقمت ازمة الجوع خلال العقد الاخير بسبب خفض المساعدات المخصصة للزارعة إلى 6 بالمئة من مجمل المساعدات التي قدمتها الحكومات عام 2006 مقابل 19 بالمئة عام 1980 وعدم استقرار أسعار المنتجات الغذائية الذي يتزايد يوما بعد يوم ما يشكل تهديدا جديا للأمن الغذائي. وأشارت الفاو إلى وجود مشاكل هيكلية فيما يتعلق بإنتاج الطاقة داعية حكومات وقادة العالم إلى الاتحاد امام الفقر كشعار ليوم الغذاء العالمي. ونفذت منظمات وفعاليات مناهضة للفقر احتجاجات بطرق مختلفة تزامنا مع انعقاد اجتماعات منظمة الفاو في روما للبحث في سبل مواجهة ظاهرة الجوع في العالم معتبرين أن الجهود الدولية لمكافحة الجوع غير مقنعة. وعبر المحتجون عن سخطهم بتبادل الاتهامات بين الشمال والجنوب موضحين ان الشمال يتهم الجنوب بعدم الاستثمار في خطط ومشاريع زراعية فيما يتهم الجنوب الشمال بعدم تقديم مساعدات كافية لمواجهة الجوع. وبين تبادل الاتهامات تبقى ازمة الجوع ونقص الغذاء حقيقة تزداد منذ قرون مضت وربما ستستمر إلى قرون قادمة ما لم توضع خطط عاجلة لمعالجتها.
