تشهد مختلف دوائر ولاية بجاية انتشارا كبيرا لباعة الأدوية الذين يعرفون على مستوى المنطقة بالعشابين، هذه الفئة التي تعتمد العلاج بالطب البديل انطلاقا من مستخلصات النباتات والأعشاب الطبية التي يختص في بيعها الرجال والنساء كبار السن على حد سواء، حيث تجدهم ينتشرون كالفطريات بمختلف أسواق دوائر وبلديات الولاية· كما تعرف الأسواق الشعبية نفس الحركية والنشاط اللتان تمنح لهؤلاء الباعة الذين أصبحوا يعرضون أنفسهم بديلا عن الأطباء في ديكور وسط عشرات المستحضرات والأعشاب التي تبدو في الكثير منها غير معروفة لدى العامة وهي كلها وصفات نادرة تعالج مختلف الأمراض وحتى المستعصية منها، غير أن اللافت للانتباه في هذه الأسواق هو ذلك التهافت والإقبال الكبير للمواطنين من مختلف الفئات ومن كل الجنسين الذين يقصدون العشاب للحصول على مختلف الخلطات المعروفة محليا بالعقدة الممزوجة بمواد وعقاقير غير معروفة تماما لدى العامة· يكتفي كل من يشتري هذه الأعشاب والعقاقير بشهادات بائعيها حول مدى فعاليتها بدءا بعلاج الأرق والربو والحساسية وأمراض الروماتيزم وانتهاء بعلاج القرحة المعدية وغيرها، كما يختص أيضا بعضها الآخر في فتح الشهية وتقوية جهاز المناعة في الجسم وغيرها من الأمراض، وتنظيف وتبييض البشرة، بالإضافة إلى تبييض الأسنان وهذا بالرغم من ارتفاع أثمانها سواء بالمحلات الموازية للصيدليات المعتمدة من قبل الدولة أو بالأسواق الشعبية أين يفرش هؤلاء الباعة سلعهم وبالأخص في الأرصفة، ويبدؤون في استعراض أدويتهم أمام الملأ، مستعينين في ذلك بمجموعة من الأشخاص الذين تجدهم ينصحون العامة باقتناء هذه الأدوية واستعمالها بدون خوف، بدليل أنهم استعملوها سابقا، وقد أثبتت نجاعتها خاصة وأنها مستخلصة من مواد طبيعية· وأثناء تجولنا بهذه الأسواق الشعبية، لاحظنا وجود العشرات من الأفارقة وهم يعرضون على حافة الطريق ماركات من العطور المعروفة بالمسك وكل هذا نجده مقابل كسب بعض الدينارات ليسدوا بها رمقهم خلال فترة يوم كامل، ورغم كل المخاطر التي تشكلها هذه الأدوية والعقاقير التي يصفها البعض بالطب البديل وبالشعوذة، فإننا لا ننكر وجود طب بديل تستعمل فيه أعشاب معينة تستخلص منها خلطات أثبتت فعاليتها في الطب النبوي، حيث تعرض بطرق منظمة ومقاييس تجارية تتسم بالجودة في مجال التعليب، كما تحمل في طياتها وصفة لأهم دواعي الاستطباب والحالات المرضية التي تخصها ، إلى جانب إشارتها إلى طرق استعمالها والتأثيرات غير المرغوب فيها، وقد استطاعت هذه الأدوية التي يطلق عليها الطب البديل أن تكون فعلا البديل للعلاج لدى فئة كبيرة من المواطنين من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين، والدليل على ذلك ما وقفنا عليه ونحن نجوب بعض الأسواق والمحلات التي اختصت دون غيرها ببيع المستحضرات الطبيعية من خلطات ومراهم وزيوت ضمن إطار الطب النبوي وأصبحت تعتمد على بعض القنوات العربية التي اختصت في هذا المجال وأصبحت تقدم وصفات للمشاهدين من مختلف أنحاء العالم·