من المقرر أن يحل ببلادنا، غدا الأربعاء، كل من وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية جون كيري وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك في زيارتين بأبعاد مختلفة، تضعان الجزائر تحت إنزال دبلوماسي كبير عشية استحقاق الانتخابات الرئاسية، بالنظر إلى أهمية الزيارتين اللتين تنشطهما شخصيتان من الوزن الكبير لدولتين تلعبان دورا محوريا في العالم، على الرغم من حجم الدولة الثانية. وبينما تشير مصادر رسمية إلى أن الزيارتين هدفهما تعميق العلاقات الثنائية بين الجزائر وأمريكا من جهة، والجزائروقطر من جهة ثانية، يقول متتبعون أن واشنطن ستجدد، من خلال زيارة كيري، دعمها للإصلاحات السياسية التي أقرها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وحرصها على دعم المسار الديمقراطي الذي تكرّسه الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر القادم. وكان الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف قد أكد ان كيري للجزائر الاربعاء والخميس المقبلين تندرج في اطار "الحوار الاستراتيجي" بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية ودعم تعاونهما. واوضح السيد بن علي الشريف في تصريح للصحافة أن "زيارة السيد كيري ستسمح بتطوير وتوثيق الحوار الاستراتيجي بين الجزائروالولاياتالمتحدةالامريكية". واضاف قائلا : "كما هو ملاحظ فإن العلاقات الجزائرية-الامريكية علاقات تمضي في طريق التقدم والتطور ويشهد على ذلك الحوار الإستراتيجي بين البلدين الذي أصبح الان مؤسساتي ومؤسس". وعن جدول اعمال هذه الدورة اجاب الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية انه سيتناول الحوار حول كافة ميادين التعاون الثنائي لاسيما التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية وترقية الاستثمار. كما سيتناول مجموعة المسائل التي تهم البلدين على المستويين الإقليمي والدولي والعلاقات الجزائرية-الامريكية "الجد متينة" في مجال محاربة الارهاب. وفي سياق متصل ذكر السيد بن علي الشريف ان الدورة الأولى حول الحوار الاستراتيجي التي نظمت في واشنطن في اكتوبر 2012 كان يترأسها من الجانب الجزائري وزير منتدب ومن الجانب الأمريكي مساعد كاتب الدولة. وقد تم -كما قال- الاتفاق على رفع مستوى هذا الحوار إلى وزراء الشؤون الخارجية للبلدين مما يفسر ان ندوة الحوار الاستراتيجي التي ستنظم هذه المرة بالجزائر سيترأسها وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة وكاتب الدولة الأمريكي جون كيري. وبخصوص زيارة الشيخ تميم للجزائر، لا يستبعد متتبعون أن تطلب قطر خلالها وساطة جزائرية لإنهاء "أزمة الخليج" التي جعلت الدوحة تعيش عزلة دبلوماسية حقيقية بين جيرانها، خصوصا بعد قرار بعض بلدان مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، سحب سفرائها من قطر. كما لا تستبعد بعض المصادر أن يسعى شيخ قطر إلى محاولة إقناع الجزائر بفتح مكتب لقنوات بين سبورتس في الجزائر، بعد أن أيقنت الدوحة استحالة فتح مكتب لقناة الجزيرة المتهمة بإشعال نيران الفتنة هنا وهناك.. أمير قطر تعرض للإحراج في الأردن! كشفت مصادر أردنية رسمية مطلعة أن اضطرار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للانتظار قرابة 15 دقيقة داخل الطائرة الأميرية، بعد أن هبطت في مطار ماركا شرق العاصمة الأردنية عمّان صباح الأحد، كاد أن يتسبب بأزمة دبلوماسية بين البلدين، بعد أن شعر الأمير بأن هذا التأخير متعمد، غير أن الأمير أصر على الانتظار. وكان لقاء الأمير تميم بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والذي استغرق 40 دقيقة، قد تخللته مأدبة غداء مغلقة بطلب من الأمير تميم، واقتصر الحضور فيه على الأمير علي بن الحسين، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب الملك، فيما كان لافتاً غياب وزير الخارجية ناصر جودة عن مجمل اللقاء. يذكر أن سياسيين أردنيين فسروا زيارة أمير قطر للأردن بأنها تأتي مدخلاً للتوسط من أجل المصالحة والتخفيف من الخلاف بين قطر وكل من الإمارات والسعودية والبحرين، ومحاولة من الدوحة لفك العزلة عنها.