هنري إنشر: "العلاقات الأمريكيةالجزائرية تعرف تطوّرا" أفادت مصادر واسعة الاطّلاع بأن السلطات الأمريكية قرّرت اعتماد إجراءات جديدة بهدف حماية سفاراتها في الجزائر وعدد من البلدان العربية، خصوصا في ظلّ التهديدات الأمنية الناجمة عن (الفوضى الليبية)، ووفق المصادر نفسها فقد عزّزت واشنطن قواتها البحرية قرب سواحل بلادنا وقرّرت تسخير ستّ طائرات كاملة لحماية سفارات أمريكا في الجزائر و(جيرانها). أوردت وكالة (إرم) الإخبارية، نقلا عن مصادر وصفتها بالموثوقة، أن (البنتاغون) زوّد القاعدة العسكرية في جزيرة صقلية (جنوبإيطاليا) بستّ طائرات لتستطيع قوات (المارينز) المرابطة هناك حماية سفارات الولايات المتّحدة في الجزائر وليبيا ومصر وتونس. وقالت المصادر نفسها إن الطائرات الستّ وهي اثنتان من نوع (KC-130) وأربع من نوع (MV-22K) ستمكّن قوات (المارينز) من التحرّك في أيّ مكان، موضّحة أن واشنطن تعتبر أن التهديد المباشر ينبع من ليبيا لعدم قدرة الحكومة الليبية السيطرة على الميليشيات الإرهابية. وأوضح المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ستيف وارن أن وحدة المشاة البحرية قادرة على ردع أيّ تهديد للمصالح الأمريكية ومواجهة أيّ أزمة في شمال إفريقيا، مضيفا أن نشر قوات مشاة البحرية الأمريكية في إيطاليا جاء استجابة لطلب وزارة الخارجية الأمريكية. وأكّد المسؤولون الأمريكيون أن تنظيم القوة البحرية جاء عقب انتقادات من (الكونغرس) لأمن الولايات المتّحدة في ليبيا وتدهور الأوضاع الأمنية في هذا البلد. من جانب آخر، أكّد سفير الولايات المتّحدة الأمريكيةبالجزائر هنري إنشر على تعميق الشراكة التجارية بين البلدين في قطاعات عديدة خارج المحروقات تخصّ الصيدلة، النقل، التربية والصيد البحري، مراهنا على أن الجزائر تمتلك كلّ المقوّمات المادية والبشرية من أجل اقتحام غمار المنافسة وحتى تصدير منتوجاتها المحلّية إلى الخارج. وكشف هنري أمس خلال الندوة الصحفية التي نظّمتها وزارة التجارة بقصر المعارض في إطار التحضيرات للطبعة ال 47 لمعرض الجزائر الدولي الذي سينظّم ما بين 28 ماي الجاري إلى 2 جوان المقبل، عن حضور وزير الطاقة الأمريكي في الصالون لأوّل مرّة نظرا للأهمّية التي تكتسيها التظاهرة بعد سلسلة من الزيارات بين البلدين، آخرها زيارة وزير الخارجية جون كيري إلى الجزائر منذ شهرين التي أكّد أنها دليل على ترقية العلاقات التجارية بين البلدين، علما بأن أمريكا ستكون هذه السنة ضيفا شرفيا في الصالون. كما أثنى السفير الأمريكي بالجزائر هنري إنشر على قوة العلاقات الاقتصادية بين الجزائروالولايات المتّحدة الأمريكية، مؤكّدا أن هذه العلاقات عرفت تطوّرا نسبيا منذ الزيارة الأخيرة لكاتب الدولة الأمريكي جون كيري، مضيفا أن هذه العلاقات ستتطوّر أكثر خارج مجال المحروقات التي تمثّل 99 بالمائة من المبادلات التجارية. وأضاف هنري إنشر أن صالون الجزائر الدولي ستشارك فيه 80 شركة أمريكية خلال الطبعة السابعة والأربعين باعتبار الولايات المتّحدة الأمريكية ضيف الشرف، مضيفا في ذات السياق أن هؤلاء المستثمرين ينشطون في العديد من المجالات، على غرار الصيدلة والصناعة والفلاحة التي أكّد أنها تعتبر من أهمّ القطاعات التي ستعرف تعاونا كبيرا بين البلدين خارج مجال المحروقات من أجل وصول الجزائر إلى الاكتفاء الذاتي وحتى التصدير، كما أن المستثمرين الأمريكيين في الجزائر والبالغ عددهم 70 مستثمرا ينشطون في مجال التربية والبحث العلمي، الكثيرون منهم لهم دور كبير في النهوض بالاقتصاد الأمريكي لنقل التكنولوجيات الحديثة للجزائر، على غرار مصنع (التوربين) ببوفاريك ومصنع الجرّارات بقسنطينة، إضافة إلى سعي المستثمرين الأمريكيين لتطوير المجال السياحي في الجزائر، خاصّة وأن لها إمكانيات كبيرة، معربا في ذات السياق عن دعم أمريكا للجزائر لأجل الانضمام إلى منظّمة التجارة العالمية. وفي حديثه عن السوق الجزائرية قال هنري إن المستثمرين الأمريكيين متفائلون بتطوّرها، مطالبا الحكومة الجزائرية بتقديم المزيد من التسهيلات والترويج للاستثمار في الجزائر لجذب أكبر عدد من المستثمرين والنهوض بالاقتصاد الجزائري. وعقّب الأمين العام لوزارة التجارة زلماطي على تصريحات السفير الأمريكي بقوله إن التبادلات الجزائريةالأمريكية ترتكز على المحروقات بنسية 99 بالمائة، والتي لا تنقل عبر الطائرات، فيما أكّد أن الجزائر تريد إرساء علاقات رابح رابح، وأن القاعدة 51/49 لم تشكّل أيّ عائق أمام مشاريع الاستثمار، وجاء ردّ الأمين العام لوزارة التجارة بعد أن لمّح هنري إنشر إلى أهمّية مراجعة هذه القاعدة لتشجيع الاستثمار الأجنبي.