(وان تو ثري، فيفا لالجيري).. بهذه الكلمات وغيرها من الكلمات التي تمجّد المنتخب الوطني حظي المنتخب الوطني أمس باستقبال أبطال ملحمة بورتو أليغري البرازيلية، برجوعهم سالمين غانمين من أرض (السامبا) أشبه بالأبطال المتوّجين بكأس العالم، اعترافا بما فعلوه في المونديال الحالي ببلوغهم الدور الثاني بجدارة واستحقاق ووقوفهم الند للند في وجه الآلة الألمانية في الدور ثمن النّهائي، حيث خسروا بشقّ الأنفس بهدفين لهدف بعد الوقت الإضافي. الوصول على الساعة الثانية وسلاّل كان في استقبال الأبطال في حدود الساعة الثانية وربع بعد الظهر حطّت الطائرة الخاصّة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية بمطار (هواري بومدين) الدولي، وبعد دقائق من وصولها نزلت العناصر الوطنية واحدا تلوى الآخر ليجدوا في استقبالهم الوزير الأوّل السيّد عبد الملك سلاّل وعدد كبير من الوزراء يتقدّمهم وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد تهمي. كما حظي (الأبطال) بفرقة فلكلورية وفرقة البارود اعترافا بما قدّموه في البرازيل. آلاف الجماهير الجزائرية كانت في استقبال "الخضر" لم يمنع الصّيام وحرارة الجو من توافد أعداد كبيرة جدّا إلى مطار (هواري بومدين)، حيث تحوّل المطار إلى مكان يحجّ إليه الآلاف من الجزائريين. وقد شكّلت السيّارات الوافدة إلى المطار طوابير طويلة، الأمر الذي أحدث فوضى عارمة في جميع الطرق المؤدّية إلى المطار، ما اضطرّ رجال الأمن إلى منع السيّارات من دخول المطار بعد أن امتلأت جميع حظائره بالسيّارات عن آخرها. جماهير قطعت مئات الكيلومترات لحضور استقبال "الخضر" فضّل الآلاف من الجزائريين القاطنين بالمدن البعيدة والداخلية حضور حفل الاستقبال الذي حظي به المنتخب الوطني من طرف الجماهير الجزائر، فمن خلال ملاحظتنا لترقيم السيّارات هناك من قدم من أقصى الشرق الجزائري من عنابة وسوق أهراس وتبسة وهناك من قدم من ولايات تلمسان وسيدي بلعباس والبيّض، بل هناك من قدم من ولايات بشار وأدرار وغرداية وورفلة فما بالكم بالولايات القريبة من العاصمة كالبليدة، البويرة، بومرداس، تيزي وزو والمدية. فرغم مشقّة السفر والصّيام ودرجة الحرارة المرتفعة التي تسود هذه الأيّام العديد من الولايات الداخلية والشرقية وحتى الوسطى إلاّ أن ذلك لم يمنع محبّي (الخضر) من الحضور بأعداد كبيرة جدّا إلى مطار (هواري بومدين) لمشاهدة أبطال ملحمة بورتو أليغري. آلاف الجماهير فضّلوا انتظار "الخضر" عند مخرج المطار بعد أن استعصى على آلاف الجماهير ولوج مطار (هواري بومدين) فضّل الكثيرون منهم انتظار حافلة المنتخب الوطني عند مخرجه، حيث اصطفّ على طول عدّة كيلومترات الآلاف من الجماهير الجزائرية في انتظار وصول حافلة المنتخب الوطني، المهمّ بالنّسبة لهم توجيه تحياتهم إلى الأبطال الذي شرّفوا الجزائر والعرب والمسلمين دون استثناء في أكبر حفل كروي في العالم. حافلة مكشوفة أقلّت "الأبطال" وجابت أهمّ شوارع العاصمة بعد الاستقبال الذي حظي به أبطال ملحمة (بورتو أليغري) من طرف الوزير الأوّل السيّد عبد الملك سلاّل، راح اللاّعبون واحدا تلوى الآخر يصعدون الحافلة المكشوفة التي صنعت لهم خصّيصا لتحملهم على طريقة النّجوم الكبار، وراحت تجوب بهم أهمّ شوارع العاصمة. الانطلاقة كانت من مطار (هواري بومدين) الدولي، مرورا بطريق الدار البيضاء وباب الزوّار وحي الموز والمحمّدية والمعرض وشاطئ (السابلات) وطريق جيش التحرير، مرورا كذلك بشارع (ديدوش مراد) والبريد المركزي و(حسيبة بن بوعلي) وصولا إلى مقرّ وزارة الرياضة بساحة أوّل ماي. وعلى مدار هذا المسار السيّار كان في استقبال أبطال الجزائر مئات الآلاف من الجزائريين، شبابا وأطفالا، شيوخا وعجائز، نساء ورجالا، الكلّ راح يغنّي ويرقص لما فعله هؤلاء الأبطال في أرض (السامبا) أمام كوريا الجنوبية وروسيا وألمانيا. سلاّل أقام على شرف "الأبطال" مأدبة فطور لم يكتف السيّد عبد الملك سلاّل باستقبال (الأبطال) في مطار (هواري بومدين) فحسب، بل أقام على شرفهم مأدبة إفطار بفندق (الشيراطون) حضره العديد من الشخصيات السياسية في الجزائر.