انتقدت نقابة (الأسنتيو) المنظومة التعليمية في الجزائر التي تحتاج -حسبها- إلى إعادة تقويم إصلاحات سنة 2003 تقويما شاملا، موضّحة أنه قبل الحديث عن تقويم الإصلاح المنشود وجب أوّلا إعطاء تعريف له بشكل دقيق، داعية إلى إعادة النّظر في النّظام التربوي القائم بما في ذلك النّظام التعليمي ومناهجه من خلال إجراء دراسات تقويمية. اقترحت النقابة الوطنية لعمال التربية (الأسنتيو) في بيان تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه باسم الأمين العام المكلّف بالتنظيم يحياوي قويدر التركيز على ثلاثة محاور أساسية المتمثّلة في السياسة العامّة للمنظومة التربوية وإبعادها عن القرارات السياسية الارتجالية بتنصيب كلّ من المجلس الأعلى للتربية، وكذا المرصد الوطني للتربية والتكوين اللذين نصّ عليهما القانون التوجيهي للقطاع، إضافة إلى تحديد السياسة العامّة للتربية في الجزائر ومتابعتها وتقويمها وفصلها عن السلطة، مع مراعاة ضرورة استقلالية هاتين الهيئتين عن وزارة التربية بالنّظر إلى الدور الرقابي المنوط بهما، على حدّ تعبيرها. وطالبت النقابة بتثمين مواد الهوية الوطنية في مقرّرات البرامج والمناهج الدراسية وإشراك الأساتذة والمعلّمين مع الخبراء المختصّين والمهتمّين بقطاع التربية في أيّ إصلاح محتمل لهده السياسة، مشيرة إلى أنه بالنّظر إلى الأهمّية التقنية في عصرنا وجب على الوصاية إعادة النّظر في سياسة التعليم التقني وإرجاعه للبرامج ومناهج وزارة التربية الوطنية وتكييفه بما يتماشي مع مواطن ذي كفاءة عالية باعتبار أن المدرسة عنصر من العناصر المكوّنة للمجتمع. ودعت (الأنستيو) إلى إيحاد حلول جذرية ونهائية للمشاكل المهنية التي يتخبّط فيها عمال القطاع وبخصوص ما اصطلح عليهم فئة الآلية للزوال، لأنه حسب النقابة لا إصلاح في وسط مهني يتّسم بالتشنّج والصراع، إضافة إلى تخصيص أقسام خاصّة للتلاميذ الرّاسبين لمنحهم فرصة أخرى أو تهيئتهم للتمهين، مع ضبط قوائم نهائية بين وزارة التربية ووزارة التكوين والتعليم المهنيين. وشدّدت ذات النقابة على وجوب التنسيق الأفقى والعمودي بين المواد المتكاملة في الأطوار التعليمية الثلاثة ابتدائي، متوسط، ثانوي، مضيفة أن نصوص القراءة في الأطوار الثلاثة خيالية تبعد التلميذ عن الواقع وهي بعيدة عن الثقافة الجزائرية الإسلامية لذلك وجب إدراج نصوص من مكتسبات الهوية الوطنية. في ذات السياق، أشارت (الأنستيو) إلى عدم تفاعل الطلاّب مع البرامج الجديدة، خاصّة بعد حذف بعض المواضيع، فالحذف العشوائي للدروس -حسبها- أدّى إلى تشتّتها مثل حذف درس المنطق الرياضي على سبيل المثال لا على سبيل الحسر في السنة الأولى ثانوي، داعية في ذات الوقت إلى العودة إلى التوقيت القديم ستّة أيّام في الأسبوع عوض خمسة وذلك انطلاقا من يوم السبت إلى الخميس، مع تخصيص فترتي الاثنين والخميس مساء للرّاحة. وطالبت ذات النقابة في بيانها بتشكيل أفواج تربوية لا تتعدّى 20 تلميذا في القسم الواحد قصد إنجاح طريقة التدريس بالمقاربة بالكفاءات، إضافة إلى توجيه التلاميذ على مراحل انطلاقا من التعليم المتوسّط والرّجوع إلى الموضوع الواحد في البكالوريا وإلغاء عتبة الدروس بشكل نهائي لبناء اختبارات البكالوريا بطريقة تتماشي مع المقاربة بالكفاءات، على حدّ قولها.