جددت احتفالات نيجيريا بذكرى تطبيق الشريعة الإسلامية في 12 ولاية بشمال البلاد ذات الغالبية المسلمة نقاشا حول نجاح أو فشل التجربة، حيث يعتقد بعض الخبراء النيجيريين أن هذه الخطوة "وفرت حياة كريمة للنيجيريين"، بينما يرى آخرون أن "العديد من القادة السياسيين استغلوا تطبيق الشريعة لحساب مصالحهم السياسية". وبمجموعة من الأنشطة والفعاليات، بما في ذلك كلمة رئيسية ألقاها الرئيس جودلاك جوناثان احتفلت نيجيريا الأربعاء، بذكرى تطبيق الشريعة الإسلامية في 12 ولاية بشمال البلاد ذات الغالبية المسلمة. وقال ساني يريما باكورا، الحاكم السابق لولاية زامفارا شمال غرب نيجيريا ل"أون إسلام": "بالنسبة لنا.. تطبيق الشريعة الإسلامية أثبت نجاحا.. وتنفيذه كان مطلبا شعبيا في ولايتي". وأضاف باكورا: "لم ندع النجاح بنسبة 100%.. لكن سيكون من السيئ أن يقول أحدهم إن التجربة فشلت"، مشيرا إلى أنه بواسطة قوانين الشريعة الإسلامية، استطاع المسؤولون في ولايته القضاء على الاحتيال والفساد. واستكمل باكورا: "أي محلل مخلص سوف يقول لك إن مؤسسة الزكاة نجحت في خفض معدل الفقر في الولايات الإسلامية التي طبقت الشريعة الإسلامية". ويوافقه عبد الله شعيب، منسق مؤتمر المنظمات الإسلامية في لاغوس في أن الشريعة قدمت للفقراء الكثير، موضحا: "الشريعة قدمت الكثير للمواطنين والدولة منها سياسة الحكم الرشيد والعدالة الاجتماعية والمساواة والإنصاف". وتعد ولاية زامفارا أول ولاية يتم تطبيق الشريعة الإسلامية فيها، تلاها 11 ولاية بعد ذلك إثر تخلص النيجيريين من القادة العسكريين وعودة المدنيين للحكم عام 1999 واتخاذ نيجيريا لنفسها دستورا جديدا. وتنقسم نيجيريا بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي، ويشكل المسلمون نحو 55% من إجمالي السكان البالغ عددهم 140 مليون نسمة، بينما يشكل المسيحيون 40%، وال5% المتبقية تمثل ملحدين أو وثنيين. مسيَّسة ويعتقد بعض الخبراء أنه في الوقت الذي تسعى فيه الشريعة الإسلامية لمحاربة قضايا الفساد وإنصاف المضطهدين والفئات الأقل، إلا أنه يجرى استغلالها لاعتبارات سياسية في نيجيريا. من ناحيته قال جون جوزيف هياب، المتحدث باسم "رابطة المسيحيين في نيجيريا" في ولاية كادونا شمال غرب البلاد: "الحقيقة البسيطة هي أن أولئك الذين من المفترض أن يطبقوا الشريعة للنهوض بالمواطنين يستخدمون الشريعة لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بهم". وأضاف: "هذا هو السبب في إخفاق تطبيق الشريعة في الولايات الشمالية"، مشيرا إلى أن سوء استخدام الشريعة الإسلامية منتشر للغاية: "كما هو الحال في كادونا اليوم.. نرى أناسا يتخاصمون أمام المحاكم الشرعية لتصفية حسابات سياسية مع بعضهم". واعتبر هياب أن تنفيذ الشريعة الإسلامية أدى إلى تهميش المسيحيين الذين يعيشون في الولايات التي يتم فيها تطبيقها، قائلا: "كان معروفا أن الشمال منطقة تستوعب الجميع.. لكن اليوم فهو بعيد عن ذلك". وعلى صعيد متصل أكد شعيب أن العشر سنوات الماضية والتي تم فيها تنفيذ الشريعة الإسلامية في عدد من الولايات الشمالية شابها بعض الجوانب الإيجابية والسلبية. وأضاف شعيب أن حجر الزاوية في نظام الشريعة الإسلامية هو عدم التسامح مطلقاً مع الفساد، وإقامة العدالة والمساواة والإنصاف، والخدمة المتفانية، وسيادة القانون والحكم الدستوري. وأوضح: "من الصعب أن نرى عمليا كل ما سبق ذكره في معظم الولايات التي تدعي أنها متوافقة مع الشريعة الإسلامية". جهل لكن الشيخ عبد الرزاق أكويسولو، مدير دار "عثمان بن عفان" للدعوة والإرشاد يرى التجربة بشكلٍ مختلف، حيث يقول: "ما يتم الآن هي محاكمة للتجربة.. إنها مجرد 10 سنوات فقط". وأضاف قائلا: "نحن كمسلمين يجب أن ندعم نجاح التجربة.. سوف تنضج وتصل إلى مرحلة نُحسد عليها وسوف تعيد ترتيب السلام والتعقل في مجتمعنا.. هذا كله إن كنا صادقين في ذلك". وأكد الشيخ أكويسولو على أن المشكلة مع الشريعة في نيجيريا هي نقص الوعي والفهم السليم، موضحا: "الجهل الكبير هو أحد العوامل الرئيسية وراء المعارضة الشديدة التي يلقاها تنفيذ الشريعة الإسلامية والشكوك التي تواجهها على مدى العقد الماضي". وشدد قائلا: "يجب أن يكون واضحا أن الشريعة الإسلامية ليست ملزِمة لغير المسلمين.. وفي مجتمع متعدد الأديان مثل بلدنا تنفيذها اختياري". وأضاف "لكن أستطيع أن أقول لكم إن التنفيذ السليم للشريعة يمكن أن يجلب لنا السلام والنجاح في أي مجتمع تطبق عليه". فهم خاطئ "سولي ياو سولي"، المتحدث باسم حاكم ولاية كانو، التي تطبق الشريعة الإسلامية، يتفق على أن الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى البعض حول تطبيق الشريعة الإسلامية. وقال "بعض الناس يعتقدون أن تطبيق الشريعة هو الرجم حتى الموت وبتر الأطراف.. وهو تصور محدود.. الشريعة تعني تنمية الإنسان ليصبح أفضل في كل المجالات وهذا ما نقوم به في ولايتنا".