احتفل الجزائريون يومي الاثنين والثلاثاء بعيد الفطر في أجواء من التآخي والتراحم وصلة الرحم، إلاّ أن قلوبهم هذه السنة كانت مشدودة إلى غزّة التي سقط بها مئات الأطفال الأبرياء منذ أسبوعين تحت قصف الطائرات الصهيونية، حيث أفسد عدوان بني صهيون نكهة عيد الجزائريين، وعموم المسلمين، وشكّلت صور الأطفال الشهداء محورا أساسيا لأحاديثهم. ففي الصباح وبعد خروج الجميع من المساجد مع نهاية صلاة العيد كان الكلام يدور حول شهداء فلسطين وكفاحهم البطولي لمقاومة وحشية الصهاينة. وفي الوقت الذي تم فيه تبادل تهاني العيد بين المواطنين انصبت النقاشات دائما حول العدوان الصهيوني على قطاع غزّة. فمحمود بلحمدي (40 سنة) اعترف بنوع من (الخجل) للاحتفال بعيد الفطر في الوقت الذي (كل تلفزيونات العالم تبث سلسلة من الصور المروعة التي لا يمكن تحمل مشاهدتها وهي صور لأطفال صغار وهم جثث هامدة بين أيدي أمهاتهم اللواتي يكسرهن الألم). وواصل محمود متحدثا لوكالة الأنباء الجزائرية وهو يذرف الدموع (عندي 5 أطفال تمكنت من توفير لهم ملابس جديدة كما تروهم يلعبون.. صدقوا أو لا تصدقوا فإن هذا المظهر الذي يزرع الفرحة في القلب إلا أنه بمقابل ذلك لم تكتمل الفرحة بالنظر لما يحصل في غزّة). وأجمع شبّان لدى خروجهم من المسجد بعد أداء صلاة العيد على أن (فرحة العيد كانت ستكتمل لو توقفت الإعتداءات على الشعب الفلسطيني الأعزل كي يتمكن الفلسطينيون من تقاسم هذه اللحظات معنا). كما أعرب شبان آخرين عن تعاطفهم الكبير مع سكان غزة مؤكدين تضامنهم مع هؤلاء الفلسطينيين الذين حرموا من الإحتفال بهذا العيد. من جهته، ذكر إمام الجامع الكبير بالعاصمة في خطبته بالمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الجريح، داعيا الأمّة الإسلامية إلى توحيد الصفوف والمواقف. بن صالح وولد خليفة وسلاّل يؤدّون صلاة العيد معا أدّى السادة عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الامة ومحمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني وعبد المالك سلاّل الوزير الأوّل يوم الاثنين صلاة عيد الفطر المبارك بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة في جو من الخشوع والسكينة وسط جمع من المواطنين. وقد أدّى صلاة عيد الفطر أيضا بنفس الجامع أعضاء الحكومة واطارات من الدولة وممثّلين عن الاحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاسلامي المعتمد بالجزائر. وعقب الصلاة تلقّى السادة بن صالح وولد خليفة وسلاّل التهاني من قِبل المصلّين.