محمود عباس: بوتفليقة معدنه عربي أصيل وقفت الجزائر، يوم الخميس، وقفة رجل واحد، تبكي غزة وتدعو لها وتعبر عن تضامنها المطلق معها، في الوقت الذي تقرر إرسال مزيد من المساعدات العاجلة لأبناء القطاع الذي يتعرض لعدوان صهيوني همجي متواصل، ولعموم الفلسطينيين. كانت الساعة تشير إلى تمام منتصف النهار بالجزائر العاصمة وغيرها من ولايات القطر الوطني يوم الخميس آخر أيام شهر جويلية عندما قام أعوان الأمن بإطلاق صفاراتهم لتوقيف حركة المرور بالتزام دقيقة صمت ترحما على ضحايا العدوان الإسرائيلي على أهالي غزّة. وكانت الشوارع الجزائرية في هذا اليوم الحار أقل حركة، في حين كانت حركة المرور تعرف سيولة أكثر، إلاّ أن المواطنين الذين كانوا يسيرون على الأقدام أو على متن السيارات التزموا دقيقة الصمت. كما أطلقت خلال تلك اللحظة صفارات الإنذار بميناء الجزائر في الوقت الذي اجتمع فيه العديد من الشبان أمام القباضة الرئيسية لبريد الجزائر حاملين الرايتين الجزائريةوالفلسطينية رافعين لافتات كتب عليها (كلّنا غزّة). ووقف المارة يشاهدون بنوع من الاعتزاز تلك المشاهد على غرار سيدة أطلقت العنان لحنجرتها (للزغاريد) ترحّما -كما قالت- على (شهداء غزّة). من جهته، قال أحمد في الستين من العمر أن هذه الوقفة (تعد أقلّ ما يمكن أن نعمله تضامنا مع أشقائنا الفلسطينيين)، مضيفا أنه يتابع عبر التلفزيون (هذا العدوان الهمجي الذي لا يمكن وصفه)، وأعرب عن (استيائه الكبير للتغطية الإعلامية للقنوات الأوروبية التي تقدم الاسرائيليين كضحايا)، مؤكّدا استعداده (للذهاب للجهاد في أرض فلسطين). ومن جهتهم، التزم عمال البنوك والإدارات العمومية والخاصة على مستوى البريد المركزي بدقيقة الصمت والتوقف عن العمل لمدة خمس دقائق. عباس يشيد ببوتفليقة أشاد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يوم الخميس، بدعم الجزائر للشعب الفلسطيني لصالح دعم المتضررين في غزّة، وأشار إلى أن إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تقديم بلاده 25 مليون دولار لصالح فلسطين لتمكينها من دعم المتضررين في قطاع غزّة ولمواجهة الكارثة الإنسانية التي حلت بالشعب الفلسطيني جراء العدوان الاسرائيلي المتواصل على أهلنا في قطاع غزة، مثمنا مساعيه لوقف هذا العدوان الاسرائيلي الغاشم على القطاع، وقال: (إننا نقدر دعم أخي فخامة الرئيس بوتفليقة الذي سارع لإعلان هذه المعونة العاجلة ما يؤكد معدنه العربي الأصيل ومواقفه المعروفة لدعم حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتعليماته المستمرة لدعم شعبنا على كافة الصعد، كذلك الشكر موصول للحكومة والشعب الجزائري الشقيق الذي يقف على الدوام الى جانب شعبنا ونضاله المشروع لنيل حقوقه خلال جميع مراحل نضاله)، وأضاف: (إننا نذكر الجزائر في دعمها لثورتنا الفلسطينية واحتضانها، ووقوفها لدعم الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية والاقليمية وتقديم دعم مالي ثابت ومتواصل لفلسطين). الجزائر مستعدّة لاستقبال ضحايا العدوان أعرب وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد عبد الملك بوضياف يوم الخميس بالجزائر العاصمة عن استعداد الجزائر لاستقبال ضحايا العدوان الصهيوني من مصابين وجرحى بالمستشفيات الوطنية، إضافة إلى تقديم مساعدات أخرى. وأكّد وزير الصحة خلال استقباله للسفير الفلسطينيبالجزائر السيد لؤي محمد عيسى أن الجزائر مستعدة لتقديم يد العون والمساعدات للشعب الفلسطيني بقطاع غزّة. ومن جهته، وصف السفير الفلسطيني تضامن الجزائر مع شعبه ب (المسألة الطبيعية جدا من هذا البلد المناضل)، مشيرا إلى أنه ناقش مع السيد بوضياف الوضع في فلسطين وبالتحديد في قطاع غزّة والحالة اللاّ إنسانية التي وصلت إليها من تقتيل وتعذيب. وثمّن السيّد لؤي محمد استعداد الجزائر لمساعدة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه قدم لوزير الصحة إحتياجات سكان غزة السريعة من سيارات إسعاف والتكفل بالجرحى ومسائل أخرى. أطبّاء جزائريون وإعانات.. إلى غزّة أكّدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم يوم الخميس بالجزائر العاصمة أنه سيتمّ إرسال أطبّاء وإعانات إنسانية مختلفة من الجزائر نحو قطاع غزّة. لكن الوزيرة قالت إن وصول المساعدات مرهون بفتح معبر رفح المغلق حاليا، ما يعني أن المساعدات الجزائرية الموجهة لغزة غير ممكن وصولها حاليا حتى فتح المعبر البري الذي يربط مصر بالقطاع، والذي سبق وأن أمر الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي بغلقه. وسبق أن نقلت وسائل إعلام عن الوزير الأول عبد المالك سلال، ما يشبه انزعاجا للجزائر من استمرار مصر في غلق المعابر وأشارت ذات المصادر إلى أن سلال قال في مكالمة هاتفية جمعته بالأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون التي طالبته بإرسال مساعدات لغزّة أنه (حتى إذا أرسلنا المساعدات كيف ستصل؟ كلّ شيء مغلق)، في إشارة منه إلى استمرار غلق معبر رفح البري الذي يعتبر المنفذ الوحيد لايصال المساعدات. وأوضحت الوزيرة في منتدى المجاهد أنه يجري التحضير لبعث أطبّاء وأخصائيين نفسانيين، إلى جانب إعانات إنسانية مختلفة من مواد غذائية وأدوية ليتمّ إرسالها بعد فتح معبر رفح إلى قطاع غزّة الذي يتعرّض لعدوان إسرائيلي همجي. بن صالح يدعو المجموعة الدولية للتحرّك العاجل دعا الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح يوم الخميس بالجزائر العاصمة المجموعة الدولية إلى التحرك العاجل لوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل في حقّ الشعب الفلسطيني بقطاع غزّة. وقال السيّد بن صالح في كلمة ألقاها خلال لقائه باطارات ومناضلي حزب التجمع الوطني الديمقراطي بمناسبة تقديم تهاني عيد الفطر: (نجدّد استنكارنا لما يجري من مجازر في فلسطين وندعو الأسرة الدولية إلى التحرك العاجل لوقف المجازر الاسرائيلية التي ترتكب على المباشر وأمام الرأي العام الدولي بغزّة). وبعد أن استنكر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي (وقوف الجهات النافذة في العالم موقف المتفرج) وفي بعض الأحيان -كما قال- (يعتقد أنها متواطئة مع العدوان الإسرائيلي) دعا إلى تضامن كل الشعوب وأحرار العالم مع الشعب الفلسطيني، ودعا أيضا هذه الشعوب إلى (حثّ حكوماتهم لممارسة الضغوط على اسرائيل والتحرك في الإطار الأممي ومع كبار العالم من أجل وضع حد للمجازر الإسرائيلية وإقرار عقوبات ضد إسرائيل). الإرشاد والإصلاح تدعو إلى المساهمة في إنجاح حملتها دعا رئيس جمعية الإصلاح والإرشاد نصر الدين حزام أمس الجمعة بالجزائر العاصمة كلّ فعاليات المجتمع المدني إلى المساهمة في إنجاح الحملة التضامنية التي باشرتها الجمعية لدعم سكان غزّة الذين يتعرّضون لاعتداء وحشي من طرف الاحتلال الاسرائيلي. وقال السيّد حزام في ندوة صحفية نشّطها بمقرّ الجمعية إن كلّ فعاليات وشرائح المجتمع الجزائري مدعوة للمشاركة في الحملة التضامنية الخاصّة بجمع المساعدات الإنسانية والطبّية المخصّصة لسكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذه الحملة التضامنية (تتمّ بالتنسيق والتعاون مع مختلف الهيئات والجمعيات الوطنية). وفي نفس الإطار شدّد السيّد حزام على ضرورة التنسيق من أجل إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزّة، كما أشاد بموقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية، معتبرا أن هذا الموقف (دليل على وفاء الجزائر لالتزاماتها اتجاه الشعب الفلسطيني ولمبادئها الراسخة في مناصرة الشعوب المظلومة)، كما حيّى بالمناسبة قرار رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة القاضي بتقديم إعانة مالية عاجلة بقيمة 25 مليون دولار لفائدة سكان قطاع غزّة الذين يعانون ويلات الهجوم الإسرائيلي الوحشي.