لصوص يتربصون ب السياح في كل لحظة تعد الشواطئ الوجهة المفضلة للمواطنين خلال فصل الصيف وصار الإقبال كبيرا حتى على الشواطئ الممنوعة أو غير المسموحة، لكن لا تزال شواطىء العاصمة وغيرها من المدن بعيدة عن مظاهر التحضر ولا تفي بغرض المصطافين من حيث انعدام شروط النظافة وانعدام الأمن كآفة أخرى استفحلت عبر الشواطىء، فالإجراءات التي اتخذتها السلطات المعنية بهذا الشأن وحملات تنظيف الشواطئ استعدادا لموسم الاصطياف باءت بالفشل أمام غياب ثقافة حماية البيئة في أوساط الكثير من الأفراد. حسيبة موزاوي قليلة هي الشواطئ التي تتوفر على كل شروط النظافة والأمن بالعاصمة، هكذا كان رأي أغلبية المواطنين الذين عبروا عن استيائهم وتذمرهم من الوضع الذي آل إليه البعض منها بالعاصمة، فشاطئ الليدو،الباخرة المحطمة، و شواطئ أخرى ببرج الكيفان وحتى شاطئ كيتاني كلها غير صالحة للسباحة لكنها تستقبل عشرات الزائرين، وفي هذا السياق أكدت (سميرة) إحدى المواطنات صادفناها بأحد شواطئ عين طاية أن الأوساخ والنفايات منتشرة في كل جهة في الشاطئ، الأمر الذي يعطي صورة بشعة للبحر والمكان الجميل، كما أنه -حسبها- لا يمكن الشعور فيه بالراحة والطمأنينة إلا أن الأمر ليس بيدها وإنما بيد السلطات المعنية. من جهته أشار (كريم) أحد المواطنين بشاطئ كيتاني أن هذا الأخير يسجل نسبة جد عالية في حالات السرقة، حيث أكد أن اللاأمن يسود هناك، مضيفا أن السرقة لا تتوقف فقط على الأشياء الثمينة كأجهزة الهواتف النقالة أو السيارات وإنما أبسط الأشياء حتى النعال لم تسلم هي الأخرى. جزء من المسؤولية يتحمله المصطافون السيدة خديجة من بئر مراد رايس كان لها رأي مغاير تماما، حيث قالت بأن مجتمعنا الجزائري ليس لديه ثقافة بيئية ويضع اللوم أو كل شيء على عاتق عمال النظافة والساهرين على إعطاء صورة جميلة للبحر خصوصا في موسم الاصطياف، وأضافت أن الأمر بات مشكلا يؤرق العديد من المعنيين في مقدمتهم عمال النظافة، وفي سياق متصل أكد أحد عمال النظافة أن المواطن هو المتسبب الرئيسي في ذلك، مشيرا إلى أنه يعمل يوميا بجد لتنظيف الشاطئ، إلا أنه سرعان ما يتجه لتنظيف مكان آخر بالجوار ليرى مجموعة شبان تتعاطى المشروبات وترمي القارورات فارغة، وآخرون يأكلون ويرمون بقايا تلك المأكولات على الشاطئ رغم وجود أماكن مخصصة لرمي الأوساخ والنفايات، كما نوه ذات المتحدث بنقطة لا تقل أهمية عن سابقتها وهي الاقتداء بالغير، حيث قال في هذا الصدد إنه لا يلوم الأطفال على سلوك كهذا طالما كان آباؤهم وأمهاتهم يقومون بالمثل أمام أعينهم، مضيفا على أنه يجب توعية الكبار وغرس فيهم الثقافة البيئية قبل الصغار حتى يتمكنوا من ترسيخ تلك الثقافة وتعليمها لأولادهم لضمان الحصول على شواطئ أو حدائق نظيفة وملائمة. جهود وحملات تحسيسية لتنظيف الشواطىء لكن ما حدث هو العكس تماما، حيث يلاحظ مبادرات كثيرة من طرف الأطفال بدل الكبار أهمها تلك الحملات التحسيسية لتنظيف شواطئ العاصمة التي قام بها بعض الأطفال من جمعيات ومنظمات كشفية فاعلة في الميدان، سواء كان ذلك تزامنا مع اليوم العالمي للبيئة أو الطفولة وحتى يوم الطفل الإفريقي، في وقت تفضل فيه بعض الجمعيات عدم الاقتصار على مناسبة معينة وانما التحسيس على مدار السنة. وفي نفس السياق أكد الأطفال الذين قاموا بمثل هذه المبادرات أنهم يريدون الحصول على مكان هادئ وغير ملوث، كما أنهم يحبون السباحة في بحر لا يعرضهم للإصابة بأمراض مختلفة، بالإضافة إلى أنهم ومن خلال هذا المنبر الحر أرادوا أن يغرسوا في أذهان الكبار والصغار أن البيئة وكل ما يتعلق بها أمر ضروري وحتمي، فيجب ألا يخجل الإنسان من تنظيف مكان عام أو شاطئ لأن هذا هو السلوك الحضاري الصحيح الذي يفتقر إليه المجتمع الجزائري على وجه الخصوص، متمنين في الأخير أن تصبح كل الشواطئ صالحة للسباحة والراحة والاستجمام خصوصا في ظل غياب أماكن خاصة لهذه الشريحة الخاصة من المجتمع.