قالت مصادر مقربة من اجتماع وزراء دول الجوار الليبي إن رأيا غالبا بين الدول الست يتجه إلى تبني الخيار العسكري لحل الأزمة الليبية إذا لم تثمر جهود الحل السياسي خلال الفترة القادمة. وكشفت المصادر أن الدول المعنية قد تضطر إلى الخيار العسكري للحيلولة دون انتقال نشاط المجموعات المتشددة إلى أراضيها خاصة مصر وتونس والجزائر، لافتة إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نفى في تصريحاته الأحد الماضي وجود قوات مصرية في ليبيا، دون أن ينفي فكرة التدخل في المستقبل، ما يعني أن مصر قد تجعله خيارها في الفترة المقبلة. وفي هذا السياق، توقع محمد بوصيري، المستشار السياسي للجيش الوطني الليبي، أن يتبنى اجتماع دول الجوار الليبي الخطة (ب)، وهي تعني تفويض دول الجوار بالتعامل العسكري مع الوضع في ليبيا. وأضاف أن مبادرة جمع السلاح التي تقدم بها وزير الخارجية المصري سامح شكري لن تؤتي ثمارها لأن الوزير المصري يعتقد أنه يتعامل مع وضع مثالي، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يحاول خلق حالة من الحوار في ليبيا، لكن احتمالات نجاحه قليلة جدا. ولفت بوصيري إلى فشل فكرة استدعاء قوات أجنبية دولية، لأن الشعب الليبي لن يقبل بها، لهذا فإن فكرة استدعاء دول الجوار التي تربطها علاقات الدين والثقافة واللغة سوف تكون هي الأفضل. ونفى بوصيري، الذي يعمل مستشارا سياسيا مع اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة في ليبيا، وجود قوات مصرية تقاتل إلى جانب الجيش الليبي، مشيرا إلى أن القوات الليبية كانت في فترة القذافي تعتبر ثاني أكبر قوة في المنطقة، بعد مصر، وأن جيشها الوطني لا يحتاج إلى تدخل خارجي. وحذّر الوزير المصري من (آثار تطورات الوضع الليبي على أمن دول الجوار المباشر) في تواجد وحركة عناصر تنظيمات متطرفة وإرهابية لا تقتصر أنشطتها على العمليات الإرهابية داخل الأراضي الليبية، وإنما تمتد إلى دول الجوار عبر تجارة وتهريب السلاح والأفراد والممنوعات واختراق الحدود. لعرابي: "الأمن القومي المصري يبدأ من الداخل الليبي" قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق إن الأمن القومي المصري يبدأ من الداخل الليبي، مشيراً إلى أن المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية تهدف لاستعادة الأمن في ليبيا، مشدداً على أن الأمن القومي المصري خط أحمر ولا يمكن التعامل معه بالتهاون، قائلاً: مصر تتحرك على محاور استراتيجية تدركها تماماً. وأضاف العرابي أن المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية نوع من الكلاسيكية الدبلوماسية، موضحاً أن المبادرة تتضمن مبادئ حاكمة تشمل احترام وحدة ليبيا، وسلامة أراضيها، والالتزام بالحوار الشامل، ودعم العملية السياسية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والحفاظ على استقلالها، والالتزام بالحوار الشامل بين الأطراف الليبية المختلفة، وضرورة نبذ العنف، وتنازل الجميع عن السلاح. وتابع "لقد لمسنا منذ فترة طويلة آثار تطورات الوضع الليبي على أمن دول الجوار المباشر في تواجد وحركة عناصر تنظيمات متطرفة وإرهابية لا تقتصر أنشطتها على العمليات الإرهابية داخل الأراضي الليبية، وإنما تمتد إلى دول الجوار بما في ذلك عبر تجارة وتهريب السلاح والأفراد والممنوعات واختراق الحدود، على نحو يمس سيادة دول الجوار بما قد يصل إلى تهديد استقرارها، ويُمكن أن يمتد لتكون له آثاره على مصالح دول خارج المنطقة وهو ما قد يدفع باتجاه أنواع من التدخلات في الشأن الليبي يتعين العمل على تفاديها بكل السبل. جبريل: "الأزمة الليبية قضية أمن قومي عربي" قال السفير فايز جبريل سفير ليبيا في مصر إن هناك خطرا حقيقيا يواجه ليبيا بسبب الوضع الأمني الهش، مشيراً إلى أن خطر التنظيمات الإرهابية يهدد المنطقة بأكملها وليست ليبيا فقط، موضحاً أن المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية إيماناً منها لدعم العملية السياسية وعودة الاستقرار إلى ليبيا. وأضاف جبريل، أن الشعب الليبي يقدر دور مصر رئيسا وشعبا على استضافة الاجتماع رفيع المستوى بشأن ليبيا، مشيراً إلى أن موقف مصر المعني بالشأن الليبي ليس بالغريب عليها، لافتاً إلى أن هناك لجاناً تم تشكيلها من دول جوار ليبيا لدعم الجهود السياسية والأمنية. وأشار جبريل إلى أن ما يجري في ليبيا من تطورات متسارعة له تداعيات سلبية على مصر، مشيرا إلى أن مشكلة الإرهاب تهم جميع دول الجوار وليس مصر أو ليبيا فقط، مؤكدًا أنه تم الاتفاق على تأسيس لجنة سياسية تتولاها مصر وأخرى أمنية تتولاها الجزائر، كما أن دول الجوار اعترفت بالبرلمان ممثلًا وحيدًا لليبيين