هدد سكان شاليهات حي سيدي يوسف ببلدية بني مسوس في العاصمة بالخروج الى الشارع تنديدا على سياسة التجاهل والتماطل التي تنتهجها السلطات المسؤولة معهم بعدم ترحيلهم ولا حتى تحسين ظروف معيشتهم بهذا الحي الذي يتوسط غابة بني مسوس المحفوفة بالمخاطر نتيجة الخنازير التي تهدد أمنهم وسلامتهم. وفي السياق ذاته أعرب القاطنون بتلك الشاليهات المهترئة منذ أزيد من 20 سنة عن مدى سخطهم وتذمرهم من الوضعية الصعبة والقاسية التي يواجهونها جراء التهميش الحاصل وهم يترقبون بفارغ الصبر أن يتم انتشالهم من بؤر المعاناة التي يتكبدونها منذ سنوات طويلة وترحيلها إلى سكنات لائقة تتضمن ظروف العيش الكريم، حيث لا تزال هذه العائلات البالغ عددها أزيد من 40 عائلة تعيش على أمل واحد ولا يمر يوم إلا ويزداد ترقبهم لهذه السكنات التي هي بمثابة حلم تحول إلى هاجس بسبب سياسة سلسلة الوعود الزائفة التي تقدمها لهم في كل مرة السلطات المحلية لدائرة بوزريعة وكذلك السلطات الولائية، حيث بات الوضع الكارثي داخل تلك الجحور الخانقة وبالمنطقة ككل يدق ناقوس الخطر ينذر بكارثة حقيقية مع الانتشار الرهيب للحيوانات على غرار الجرذان سيما الخانزير التي تنتشر بالغابة المحاذية كالطفيليات والتي تهدد حياتهم وحياة أطفالهم بالموت فضلا عن مختلف الحشرات والأمراض بسبب مادة الأميونت التي تسبب عدة أمراض للقاطنين كالربو وصعوبة التنفس والطفح الجلدي للأطفال وعدة أخطار صحية لا تعد ولا تحصى في الوقت الذي يبقى مشكل الانحرافات والقضايا الاجتماعية وقرصنة الكهرباء مصدر قلق للسكان والذين يجددون مطلب الترحيل. من جهة أخرى أوضح ممثل السكان ل اخبار اليوم أن الوضعية أضحت بمثابة كارثة حقيقية نتيجة المشاكل التي لا تعد ولا تحصى أهمها مشكل قنوات الصرف الصحي التي باتت محل سخط القاطنين نظرا لانسدادها المتواصل والدائم بشكل يجعل معاناتهم تتضاعف من المشكل خاصة مع اختلاط المياه القذرة بالمياه الصالحة للشرب، وهو ما ساهم في الانتشار الفادح للروائح الكريهة وصعوبة التنقل داخل الحي بالإضافة الى الانتشار الرهيب للبعوض والجرذان التي شكلت هي الأخرى محل تذمر للسكان الذين أكدوا أن المناظر الدائمة والصور التي تطبع تلك السكنات الشبيهة بالكهوف جراء تدهورها وانهيار أسقفها وجدرانها الأمر الذي زاد من تفاقم الأوضاع. كما أكدت بعض العائلات أن حياتهم أصبحت جحيم بسبب الحرارة الشديدة حيث تتحول تلك الشاليهات الى أفران تلهب أجسامهم لدرجة أن البعض يقوم ببناء خيمة بمحاذاة الشاليه نظرا للحرارة العالية على حد تعبيرهم أما خلال فصل الشتاء فالعيش بها لا يطاق نظرا لجل المشاكل التي يعرفها الحي والسكنات المتواجدة وهذا بسبب تسرب المياه الى الشاليهات، ناهيك على تحول كل الحي لمجموعة من البرك والأوحال. كما أشار السكان الى الآفات الاجتماعية الخطيرة التي انتشرت بالحي والتي باتت تهدد سلامة وأمن المواطنين خاصة منها ظاهرة المخدرات التي أخذت منحى تصاعديا في الحي الذين ينتظر ساعة الفرج لترحيل قاطنيه من حياة الشقاء والبؤس التي لا يزالوا يتقاسمونها منذ أكثر من 20 سنة، حيث أكد السكان من جهة اخرى أنهم يتجرعون مرارة المعاناة دون أن تلتفت إليهم السلطات المحلية والولائية، خصوصا بعد عملية الترحيل التي مسّت أغلب مناطق العاصمة ليبقى مصيرهم معلقا ومجهول لحد كتابة هذه الأسطر. وعليه يناشد سكان شاليهات سيدي يوسف ببني مسوس بالعاصمة السلطات المحلية والولائية النظر الى معاناتهم والخطر الذي يهدد حياتهم بسب تقاسمهم المكان مع الخنازير ومختلف الحيوانات الضارة والمطالبة بترحيلهم الى سكنات لائقة في أقرب الآجال.