بقلم: سميرة بيطام لست أحبك يا جزائر في ساعة واحدة أو موقف واحد أو لنسبي إليك في وطنية أغدقت في عنفوان روحي حبا ليس ينتهي..هو حبك يا جزائر... ليست هي المرة الأولى التي أكتب فيها عنك ولن تكون الأخيرة ما دمت سحرت عقلي وسلبت كل اهتمام مني فأصبحت أفكر في اخضرارك وبحرك وسمائك وكل ذرة من ترابك أينما ذهبت من شمالك لجنوبك...أتغنى دائما بلفظ الجزائر وأكتب في سبيل هذه التسمية أحلى الأشعار وإني لأحتار لأني أشعر أني صغيرة جدا أمام قامتك وأنا أنظر إليك من أفق مقام الشهيد يلبي بداخلي إحساس القوة والصمود وتماثيل المجاهدين تزين محيطه أن رمزك يا بطلة صنعه رجال باعوا كل شيء لأجل تحريرك فأنت تستحقين وزيادة يا عروس الشمال الإفريقي.. مشيت مشية الهناء في ربوع خريطتك فتذكرت أن ما كنت أمشي فوقه سقي بدماء زكية فزادني ذلك افتخارا ووزنا وقيمة ورفدا مرفودا من الكرامة التي انتعشت في ظلها أني جزائرية الانتماء والأصل والهوية.. فلفظك يقوي في إحساس التميز فيك عن باقي الأوطان، فقد وهبك الرحمان جمالا في كل شيء ولذلك كنت محل أطماع منذ القدم، فاسمك تنوع بين أيالة الجزائر وجمهورية الجزائر ومملكة الجزائر، لكن يكفي أن أقول لك جزائري والفضل للأمير عبد القادر وغيره من أسماء لامعة من بعثوا فيك رد الاعتبار في عمر وصل إلى 15 سنة من نضال الأمير ليعيد فيك بناء دولة جديدة وعلى أسس متينة..إنها غيرة الرجال عليك وخوفهم من أن تضيعي من بين أيدي الجزائريين أبنائك الأصليين بعيدا عن أكذوبة فرنسا أنك فرنسية، لعمر هذه التسمية ستجد لها مستقرا في قاموس جزائريتك يا رائعة أنت بنضال مجاهديك وثوارك وكفاح نسائك وأولادك، حقا امتزجت لأجلك الكثير من زمرات الدم الموحدة، نعم توحدت حينما قرر أصحابها الاستشهاد لأجل يحيا اسمك رائدا لامعا مزدهرا على مر السنين ... فيك الفخر دائما أنك لم ترضخي ولم تنحني وعلى تداول خطط المحتل منذ أن وطئت قدمه أرضك، لم يكن هذا المحتل يعرف خبايا شعبك وعبقرية مهندسي ثوراتك، ولم يكن يعي أيضا أنك تخبئين الكثير من بطاقات النصر المباغتة، وبالأخص لم يكن يعلم ما هي كلمة السر في انطلاق أول رصاصة غضب عليك ولأجلك، إنها الله أكبر من دوت وصدحت عاليا لتتفكك عنك قيود الاحتلال وتكسر عنك جدرانا ارتفعت لتطوق جمالك الفاتن ..، ما أجملك يا جزائر وما أبهاك وعلمك يرفرف في شموخ بألوان زاهية تفردت بها على نقيض الرايات الأخرى فزادها اللون الأحمر تأكيدا أن الدم هو ما كان المقابل حينما ساوموك وساوموا غناك وطهرك وشساعة مساحتك، رائعة أنت يا جزائر ولست أجد كلمة تنوب عن الروعة لأصف مدى حبي لك .. فحتى لو غبت عنك ورحلت لسبب من الأسباب أنت ساكتة في القلب والفؤاد بداية..أحبك أينما ذهبت وسأحبك ما حييت، فغلاوتك عندي كبيرة وكبيرة جدا وليس لي معها أو فيها مكيالا أو حدودا..نعم رائعة أنت يا جميلة، فلم يكف جمالك لأضفي على روعتك جمالا آخر وهو أنك محبوبة لدى كل الجزائريين دونما استثناء، فحتى من لا يجيد التعبير عن هذا الحب سيقول باختصار جزائر ساكنة في قلبي، هي عبارة شائعة النطق وأزيد عليها أنك جوهرة ومفخرة وحلوة حلاوة النضال والاستقلال والسيادة ..دمت رائعة يا جزائر ودام حبك في قلوب الكل، أما أنا فأقول لك: أنت في صميم الفؤاد يا حبيبة ....