قال تقرير نشرته صحيفة (هآرتس) أمس الاثنين إن قائمة المطلوبين الفلسطينيين في الضفة الغربية لأجهزة الأمن الإسرائيلية أصبحت فارغة ولم يعد هناك سوى عدد قليل جدا من المطلوبين في منطقة جنوب الضفة وذلك لأول مرة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل عشر سنوات. واعتبر التقرير، الذي أعده محللا الشؤون العسكرية عاموس هارئيل والشؤون الفلسطينية أفي سخاروف، أن فراغ قوائم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والجيش الإسرائيلي من المطلوبين هو دليل آخر على التحسن الحاصل في الوضع الأمني في الضفة وعلى التنسيق المتزايد بين جهاز الأمن الإسرائيلي وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. وأشار التقرير إلى أن منطقة "السامرة" وخصوصا مدن نابلس وجنين بالذات إضافة إلى طولكرم وقلقيليا كانت الأماكن التي تواجدت فيها شبكات المسلحين الفلسطينيين "الأكثر دموية" خلال الانتفاضة الثانية. وكان نشطاء شبكة التنظيمات المسلحة التابعة لحركة المقاومة الاسلامية حماس في نابلس على رأس قوائم المطلوبين ومعهم نشطاء الجهاد الإسلامي والخلايا المحلية لنشطاء كتائب شهداء الأقصى الذراع المسلح لحركة فتح، كونها نفذت أكبر الهجمات ضد أهداف إسرائيلية مدنية وعسكرية. وأوضح التقرير أن العملية التفجيرية الأخيرة التي وقعت في مطعم بتل أبيب في أفريل من العام 2006 وأسفرت عن مقتل 9 إسرائيليين كانت من تدبير مجموعة مسلحة تابعة للجهاد الإسلامي في جنين، وبعد ذلك تم اعتقال معظم نشطائها واغتال الجيش الإسرائيلي والشاباك القسم الآخر منهم. وتابع التقرير أنه لانتهاء أسماء المطلوبين في قوائم الشاباك والجيش الإسرائيلي ساهم عامل آخر هام وهو "التنسيق المتزايد مع أجهزة الأمن الفلسطينية، التي نفذت نشاطا حازما ضد التنظيمات الإرهابية في الضفة بعد جوان العام 2007، وبعد سيطرة حماس "العنيفة" على قطاع غزة وطرد قيادة فتح من هناك. واضاف إن السلطة اعتقلت المئات من نشطاء حماس والجهاد الإسلامي في منطقة السامرة، وفي موازاة ذلك بلورت السلطة الفلسطينية تفاهمات مع إسرائيل حول اعتقالات لحماية مطلوبين وبعد ذلك إطلاق سراح المئات من نشطاء فتح بعد تعهدهم بوضح أسلحتهم والتوقف عن ممارسة نشاط ضد إسرائيل. وقال التقرير إن إسرائيل سمحت لهؤلاء المطلوبين، الذي لم يكونوا ضالعين في أعمال قتل إسرائيليين، بالإفلات من العقاب في إطار محاولة استقرار الواقع الميداني بمساعدة الأجهزة الفلسطينية. وأضاف التقرير أن السلطة الفلسطينية واصلت حملة اعتقالات واسعة في صفوف حماس الجهاد الإسلامي خلال الشهر الماضي واعتقلت خلال شهر أكتوبر الماضي 120 ناشطا. وفي سياق متصل أشار المراسل العسكري لهآرتس أنشيل بيفر إلى أن السلطة الفلسطينية سلمت إسرائيل كميات من الأسلحة التي ضبطتها بحوزة نشطاء فلسطينيين في الضفة. وكتب بيفر "مؤشر آخر على التعاون المتزايد بين جهاز الأمن الإسرائيلي وأجهزة الأمن في السلطة الفلسطينية تم التعبير عنه بالارتفاع الكبير الحاصل في الشهور الأخيرة بالحالات التي سلمت فيها السلطة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي كميات من الأسلحة التابعة للتنظيمات (الإرهابية)". ونقل المراسل عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن تسليم الأسلحة يكاد يكون حدثا يوميا في الفترة الأخيرة، فيما قال ضابط آخر يعمل في منطقة أخرى إن السلطة تسلم أسلحة للجيش مرة واحد كل أسبوع على الأقل.