الازدحام يتحوّل إلى كابوس يومي في حياة الجزائريين يحتار مستعملو الطريق من وتيرة الازدحام التي بلغت الذروة في هذه الأيام في أغلب النقاط المرورية ويزداد حجم الكارثة إذا وصلنا إلى ناحية لاكوت بالعاصمة على اعتبار أنها المعبر الرئيسي الذي يستعمله الكثيرون للوصول إلى العاصمة، أو تعد بوابة الدخول إلى العاصمة، ويقاسي فيها أغلبية المواطنين المكوث لساعات من الزمن صباح مساء وعلى مدار اليوم والكل يجهل السبب، على اعتبار أنها النقطة التي لم تجد حلولا على الرغم من توصيات وزير الداخلية للسيد الوالي زوخ المتعلقة بفك الاختناق على المناطق التي تشهد اختناقا ملحوظا يهدف إلى تيسير حياة المواطنين إلا أن الوضع بقي على حاله في تلك النقطة السوداء التي أرقت المواطنين وعكرت مزاجهم بسبب مواجهة الاختناق المروري الكبير مما حول تنقلاتهم إلى مشقة. نسيمة خباجة يظهر لنا من الترقيمات المختلفة للسيارات الوافدة من ولايات مختلفة والتي يجبر سائقوها على استعمال معبر لاكوت المحاذي لبئر مراد رايس بغية الدخول إلى عاصمة البلاد عبر معبر لا يتعدى عرضه بضعة أمتار أما طوله فقد اختفى بتلك الطوابير الطويلة من السيارات، بحيث يتساءل الجميع كيف لذلك الكم الهائل من السيارات أن يعبر من معبر ضيق زادته تعليمات الحاجز الأمني اختناقا، بحيث يمكث أغلب مستعملي ذلك المعبر في وضع لا يحسدون عليه في أغلب ساعات اليوم ولا نقول في الفترة الصباحبة أو المسائية، بحيث تعد المنطقة النقطة السوداء بسبب الاختناق المروري الشديد وحوّلت تنقلات المواطنين إلى كابوس يومي عبر ذات النقطة بسبب المكوث المطول لأكثر من ساعة وتبدأ المأساة من المحطة الثانوية لبئر خادم، فما أن يصل إليها الكل حتى يذهبون إلى التطلع من بعيد إلى ذلك الطابور الذي ينتظرهم ويستغرقون فيه وقتا زمنيا معتبرا، وتتأزم معنوياتهم عند مشاهدة الأمر من بعيد خاصة وأن ذلك سيعيقهم من الالتحاق بمقرات عملهم ومقاعد دراستهم ومختلف مشاغلهم. قطع كيلومترات على الأقدام لتجنب الاختناق فضل بعض المواطنين قطع مسافات طويلة مشيا على أرجلهم لكسب الوقت فهم ينتهجون أخف الضررين وبذلك فضلوا مشقة المشي على الانتظار، واختصار الطريق على المكوث لساعات بطوابير طويلة من السيارات، وهو السلوك الذي يلتزم به أغلبية المواطنين تفاديا منهم للتأخيرات المتكررة سواء للذهاب إلى مناصب عملهم أو مقاعد دراستهم أو مواعيد مهمة تربطهم لا تحتمل التأجيل كالمواعيد الطبية واستخراج الوثائق الإدارية في ظل الاكتظاظ الذي تشهده أغلب مصالحنا الإدارية. فازدحام الطرقات ولد مشاكل على جميع الأصعدة وكلف البعض بدل جهد بدني لتفادي المشاكل التي قد تنجر عن الازدحام في كل مرة واختار الكل استكمال مسافة المشوار مشيا على الأقدام بدل المكوث على الأعصاب بداخل الحافلات لساعات على مستوى بعض المقاطعات التي تشهد ازدحاما في كل وقت وحين، سواء تعلق الأمر بساعات الدوام أو غيرها من ساعات اليوم على غرار مقاطعة لاكوت ببئر مراد رايس، تلك الجهة التي حيرت الجميع وجعلتهم يندبون حظهم بسبب الازدحام الطويل الذي تشهده والذي انعكس سلبا عليهم. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم فبينوا انزعاجهم من الاكتظاظ الحاصل والذي بات ملاحظا في كامل أيام الأسبوع ابتداء من يوم الأحد وحتى يوم الخميس كآخر يوم من العمل مما أثر بالسلب على جل العمال، قالت إحدى السيدات التي التقيناها ببئر خادم إنها تقطن ببابا علي وتعمل بالجزائر مما يفرض عليها قطع مسافة المشوار في كل يوم وكذا استعمال حافلات النقل الخاص التي تتجرع منها الأمرين، وما زاد الأمر سوءا هو الازدحام الحاصل بصفة يومية في منطقة لاكوت ببئر مراد رايس مما يكلفها دوما قطع كيلومترات على الأقدام بعد أن تختار النزول قبل وصولها إلى المحطة بمسافة بعيدة لأنها لو فعلت وانتظرت لكلفها ذلك دخولها المتأخر يوميا إلى العمل، وبذلك فرض عليها الازدحام مشقة المشي، وتراها أنها أفضل من ضياع الوقت والمكوث بداخل الحافلة لفترة زمنية طويلة. هي الحيل التي ابتكرها وانتهجها الكثيرون بدليل ظهورهم جماعات وجماعات وهم يستقلون حواف الطرق السريعة التي تصطف بها السيارات في طوابير طويلة بحيث فضلوا مشقة المشي على ملل الازدحام.