مواقع التواصل الاجتماعي قنابل بالبيوت الجزائرية يتعرض المجتمع الجزائري وعلى غرار سائر المجتمعات لشتى أنواع الغزو الثقافي الذي يشنه الغرب من أجل سلب قيمنا وأعرافنا، ولعل الشبكة العنكبوتية هي من أهم صور هذا الغزو التي أفسدت عقول الشباب على وجه الخصوص كونه المستهدف الأول والأخير، ما فتح المجال أمام الفساد الأخلاقي للتغلغل في كل ركن من أركان المجتمع جراء الاستخدام السيئ لتقنية الأنترنت. عتيقة مغوفل أشخاص كثيرون أصبحوا يلازمون جهاز الكمبيوتر لساعات طويلة من الزمن فولعهم بالأنترنت فاق كل الحدود والتصورات، فبعد أن كان الإدمان منحصرا على السجائر والمخدرات بشتى أنواعها ها هو اليوم يعرف وجها آخر من الإدمان وهو الإدمان الإلكتروني، فشبكات التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) و(السكايب) أصبحت تعتبر مستنقعا للانحلال الأخلاقي وذلك نظرا للاستعمال أو الاستغلال الخاطئ الذي أصبح يستغله الشباب، وذلك بالممارسات أللأخلاقية والتي تتوج في الأخير بفضائح تمر عبر الهواتف النقالة وثبت في أشهر مواقع الشبكة العنكبوتية على غرار (اليوتيوب). المواقع الشبابية... فسوق ومجون تطلب منا إنجاز هذا الموضوع دخول بعض مواقع الأنترنت بالعاصمة والتي تعج دوما بالشباب في كامل ساعات اليوم، هذه المقاهي التي أصبحت مصدرا آخر للفسوق والمجون في المجتمع الجزائري ووجها آخر من أوجه الفساد الأخلاقي الذي ينخر في المجتمع، وقد كان أول من تحدثنا معه (عبد الحق) صاحب مقهى أنترنت بباب الوادي والذي أكد لنا أن الشباب هم أكثر الفئات ترددا على المكان، أما بالنسبة للمواقع التي يزورونها فهي المواقع التي تعرض أخر صيحات الموضة وأحدث مستحضرات التجميل التي تستهوي بنات حواء كثيرا، أما فيما يخص مواقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك)، (التويتر)، (السكايب) و(اليوتيوب) فقال محدثنا إن تصفحها لم يعد يقتصر على فئة الشباب فقط بل أصبح يشتمل مختلف الفئات العمرية على اختلاف مستوياتهم العلمية والثقافية. السكايب للإيقاع بالفتيات دفع بنا فضولنا لمعرفة ما يتصفح هؤلاء المشدودون إلى شاشات الكمبيوتر للاقتراب من (إسحاق) وهو عشريني قابلناه بمقهى الأنترنت وقد كان منهمكا في مغازلة لوحة المفاتيح، ينقر على الجرادة أحيانا ويكتب على اللوحة أحيانا أخرى. استسمحناه لنأخذ من وقته قليلا فسألناه عن أكثر المواقع التي تستهويه عبر شبكة التواصل الاجتماعي، فرد قائلا (برامج المحادثة والدردشة هي أكثر المواقع التي تستهويني بل أنني أصبحت من أكثر المدمنين عليها)، وعلل ذلك مضيفا (لأنها تسمح لي بمعرفة عدد كبير من الأصدقاء إناثا كانوا أم ذكورا ومن النقاط الأربع للعالم، وهو الأمر الذي يجعلني أحتك بثقافات مختلفة فأوسع من رصيدي المعرفي (سألناه مرة أخرى) أتستعمل هذه الشبكات من أجل هذه الأغراض فقط؟فأجاب مبتسما (استعملها بش نزهى شوية) على حد تعبيره دون أن يفسر أكثر، ثم أضاف أن هناك عددا من أصدقائه الذين يستعملون هذه المواقع لأغراض أخرى، وهو الأمر الذي شدنا إليه فطلبنا منه أن يفسر أكثر ودون حرج لأنه يجب الحديث عن الموضوع بما أنه أصبح ينخر في جسد المجتمع، فحدثنا عن صديقه (جمال) البالغ من العمر 23سنة وهو شاب مهووس في استدراج البنات عبر (السكايب) وبعد مرور فترة وجيزة عن تعارفهما يعرض عليهن الزواج كطعم ليرضخن له، وبعد أن يمل منهن يتركهن فجأة دون سابق إنذار ودون تبرير، وفي إحدى المرات تعرف على فتاة من الشرق الجزائري التي لم يتجاوز سنها 18 سنة والتي أوقعها في شباك الرذيلة شهرا بعد تعارفهما عبر (السكايب)، بعد أن أوهمها بأنه متيم بحبها مستغلا سذاجتها لتلبية رغباته الحيوانية، ولكن حين أدركت الفتاة سوء نوايا (جمال) قررت أن تضع حدا لعلاقتها به، ولكن الأوان كان قد فات لأن (جمال) كان أذكى وأمكر منها بكثير، فقد سجل كل الفيديوهات للفتاة وهي في وضعيات مخلة من خلال كاميرا (السكايب) ثم أصبح يهددها بنشرها على الجميع إن لم ترض أن تستجيب لنزواته ورغباته الحيوانية ولم يشأ أن يحل عنها حتى دفعت له مبلغا معتبرا من المال، ولم تكن هذه الفتاة سوى واحدة من الكثيرات اللواتي تلاعب بهن جمال. خيانة زوجية وفضائح تركنا (إسحاق) يبحر في الأنترنت بهدوء وعدنا لصاحب مقهى الأنترنت (عبدالحق) طلبنا منه بأن يعرفنا على بعض الأشخاص وخصوصا أولئك الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية مرموقة والذين يستعملون مواقع التواصل الاجتماعي من أجل ممارسات لا أخلاقية، وبما أن الأمر تعذر عليه روى لنا قصة صديقه عادل الذي كان على علاقة عبر (السكايب) مع محامية لكن الأدهى والأمر أنها متزوجة وأم لطفلين، ولكنها تستجيب لكل رغبات (عادل)، قال (عبد الحق) إن عادل لم يصدقها في البداية أنها متزوجة إلا أنه سمعها مرة تتحدث إلى زوجها، لكن حجتها في خيانة زوجها بهذه الطريقة أنه يعمل في الصحراء لذلك فهي تعاني من فراغ عاطفي تسده بهذه الطريقة، ولم يكن (عادل) عشيقها الوحيد عبر (السكايب) بل واحدا من بين الكثيرين الذين تعرفهم هذه السيدة المحامية فقد تجاوزت علاقاتها الغرامية حدود الوطن إلى المشرق أيضا وكل هذا عبر شبكات المحادثة الاجتماعية. سلب أموال السفهاء (مينوشة) هي كنية استعملتها إحدى العاهرات في برنامج المحادثة (السكايب)، بالإضافة إلى هذا فقد وضعت صورة مخلة بالحياء عبر البروفيل الخاص بها وشعار بعبارات مشينة حتى تستقطب عددا كبيرا من الزبائن، كما أنها تشترط على زبائنها تعبئة رصيد هاتفها النقال ببطاقة تعبئة لا تقل عن 500دج ثمنا لخدماتها، وبعد أن يرسل لها الزبون الرصيد تنقض وعدها بغلق الصفحة أو تغيير الاسم. ولكن الغريب في الأمر أيضا أن أحفاد لوط يصنعون الحدث عبر شبكة (السكايب) فهم يقومون بإنشاء صفحات خاصة بهم عبر هذا البرنامج ويكتبون عليها للرجال فقط، هي وضعية أليمة والتي باتت للأسف تنخر في جسد المجتمع الجزائري الذي يدين بالإسلام كما أن العرف والتقاليد يحرمان كل هذه الممارسات الشاذة.