** كيف أزكي المال الذي جمعته من راتبي، وهل يجزئ عن الزكاة إخراج نسبة 2.5% شهرياً؟ - يشترط لوجوب زكاة الأموال النقدية توفر النصاب، ففي سنن أبي داود من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا كَانَتْ لَكَ مِائَتَا دِرْهَمٍ وَحَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ وَلَيْسَ عَلَيْكَ شَيْءٌ يَعْنِي فِي الذَّهَبِ حَتَّى يَكُونَ لَكَ عِشْرُونَ دِينَارًا فَإِذَا كَانَ لَكَ عِشْرُونَ دِينَارًا وَحَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ فَفِيهَا نِصْفُ دِينَارٍ فَمَا زَادَ فَبِحِسَابِ ذَلِكَ...»، ونصاب المال النقدي يقدر اليوم بسعر 85 غراما من الذهب عيار 24. ويشترط كذلك في زكاة المال النقدي المدخر مرور سنة قمرية من حين تملك النصاب، ففي الموطأ أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول: (لا تجب في مال زكاة حتى يحول عليه الحول). وأما المرتبات التي تضيفها شهرياً إلى النصاب المدخر، فهل تزكيها بعد مرور سنة على أصل النصاب أم تحسب لكل منها حولاً مستقلاً؟ فالأصل في هذه المسألة أنه يُجعل لكل مال من هذه المرتبات حولٌ مستقل، قال العلامة خليل رحمه الله في مختصره: (واستقبل بفائدة تجددت، لا عن مال: كعطية...). ومما يشق على المزكي أن يجعل حساباً مستقلاً لمدخراته كل شهر، كما يشق عليه أن يزكي كل مدخر عند حولان حوله، لهذا كان الأرفق والأيسر أن يزكي جميع مدخراته خلال العام حين يحول الحول على أول نصابٍ ملكه منها، وهذا أعظم ُ لأجره وأرفع لدرجته، وأوفر لراحته وأرعى لحقوق الفقراء والمساكين وسائر مصارف الزكاة، وما زكاه من هذه الرواتب التي لم يتم حولها، فهو من باب تعجيل الزكاة قبل حولان الحول، وهذه القاعدة معمول بها في الأرباح الناتجة عن المال، قال العلامة النفراوي رحمه الله في الفواكه الدواني: (وحول ربح المال حول أصله، فيضم لأصله، قال خليل: وضم الربح لأصله...). والعمل بتحديد يوم من السنة القمرية أسهل لأصحاب المرتبات، ذلك أنك إذا عرفت اليوم الذي ملكت فيه النصاب فإنك تنتظر مقابله من السنة التالية وتزكي عن مجموع ما عندك، والزكاة عبادة سنوية ولا يقوم مقامها دفع مبلغ شهري من الراتب، والله أعلم.