* المياه لا تزور حنفيات سكان ساحل بروك إلا ساعتين يوميا فقط لم يعد العطش معضلة تؤرق سكان القرى الجبلية بولاية بومرداس فقط، بل حتى بعض الأحياء التي تقع في قلب عاصمة الولاية تعاني تذبذبا كبيرا في التزويد بهذه المادة الحيوية على غرار حي ساحل بروك الذي تزور المياه حنفياتهم ساعتين في اليوم فقط وفي عز الشتاء، في وقت يستنسخ وزير المياه والموارد المائية تصريحاته في كل زيارة إلى الولاية وهو الذي حل بها أمس الأول ووعد كما جرت العادة بإنهاء مشكل العطش الذي يبقى مشروعا ينتظره السكان من سنة لأخرى. ل. حمزة تتواصل معاناة حي ساحل بروك ببومرداس، مع ظاهرة العطش وجفاف الحنفيات لعدة شهور، وقد عبر هؤلاء عن تذمرهم من الوضعية التي أصبحت تلازم يومياتهم طيلة السنة حتى في عزّ الشتاء، الأمر الذي بات يؤرق راحة السكان الذين نددوا بالوضع، وطالبوا بتدخل الجهات المحلية لحله، حيث اضطر السكان في العديد من المناسبات إلى الخروج للشارع و شن حركات احتجاجية تعبيرا عن سخطهم الكبير ضد الأمر وشل حركة المرور على مستوى الطرقات الوطنية وكذا غلق المقرات الإدارية على غرار البلديات والدوائر وكذا مباني مؤسسة الجزائرية للمياه، لا لشيء سوى للفت انتباه المسؤولين المعنيين لحل أزمة العطش والجفاف الذي أصبح يكبدهم متاعب كبيرة، كما تعيش المئات من العائلات على وعود المنتخبين المحليين، الذين يمطرون السكان في كل مرة بتسوية وضعيتهم، إلا أن آمالهم تبخرت وبقيت الوعود مجرد حبر على ورق، بعدما اتخذها المسؤولون في الحملات الانتخابية وسيلة لإسكات غضب السكان إلى أن تتأجل إلى عهود أخرى. وهو الأمر الذي وقف عليه وزير الموراد المائية حسين نسيب خلال زيارته إلى الولاية وتفقده لبعض المشاريع المهمة التي صرح في كل مرة أن مشكلة العطش في بومرداس ستنتهي، إلا أن الملاحظ حسب ما أكده سكان ساحل بروك الذي يقع في قلب عاصمة الولاية، أن مشكلة مع التذبذب الحاصل في المياه الصالحة للشرب تلازمهم لسنوات، رغم الوعود المتكررة التي يتم تلقيها من طرف الجهات الوصية. السكان ينتظرون تجسيد وعود المسؤولين من سنة لأخرى هذا بالنسبة إلى حي يقع غير بعيد عن قلب عاصمة الولاية ، ما بالك بالقرى التي تقع أقصى شرق الولاية بكل من بلدية أعفير بغلية و وبن شود أين يصبح الوضع يؤرق السكان ويطيل من معاناتهم، في ظل البحث المستمر عن هذه المادة الضرورية، واضطرارهم لشراء صهاريج بأثمان خيالية للاستفادة منها، معرضين بذلك حياتهم إلى الخطر بسبب انعدام أدنى شروط النظافة وهو ما يزيد من مخاوفهم من الإصابة بأمراض متنقلة عن طريق المياه، نظرا لجهلهم لمصدر تلك المياه المعبأة، في وقت يستغربون فيه عن تموين العاصمة من سد تاقصبت الواقع بالقرب من الولاية، بينما لم يستفد السكان المحليون من هذه الثروة المائية التي يكتنزها السد من مياه الأمطار والثلوج، بعد سقوطها في فصل الشتاء، ويتفاقم الوضع معهم في الفترات الصيفية مع الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، حيث أن سكان العديد من المناطق الواقعة بالجهة الشرقية للولاية محرومون من عنصر الحياة، هذا في وقت يقاوم فيه سكان دائرة دلس العطش منذ عقود، الأمر الذي دفع بهم إلى الخروج بعيدا بغرض البحث عن منبع يتزودون منه. وللإشارة فقد حل أمس الأول وزير الموارد المائية حسين نسيب بولاية بومرداس في زيارة تفقدية، حيث أكد خلالها أن وزارتي الموارد المائية و الداخلية عازمتان على تدعيم تزويد سكان المناطق الريفية والنائية عبر الوطن بالماء الشروب، كاشفا عقب استماعه لعرض ببلدية خميس الخشنة حول قطاع الري والموارد المائية و المحيطات المسقية بالولاية أنه تم الأسبوع الماضي عقد اجتماع بين الوزارتين الموارد المائية والداخلية خصص لدراسة ووضع خطة عمل طموحة في المجال، موضحا أن الوزارتين على (استعداد) لرصد المبالغ المالية الضرورية لتنفيذ مختلف المشاريع التي سيتم برمجتها لتدارك كل النقائص في المجال.