في عملية تعدّ الاولى والضخمة من نوعها، تقوم مصالح الأمن المشتركة بقيادة الجيش الوطني الشعبي ومنذ الساعات الأولى من فجر أوّل أمس الخميس بعمليات تمشيط واسعة النّطاق على مختلف المرتفعات الحدودية الرّابطة بين ولايات تيزي وزو، البويرة وبومرداس كما يطلق عليها مثلّث الموت· حيث عمدت الجهات المختصّة إلى التشويش على الاتّصالات الهاتفية لمنع الدمويين من البحث عن نجدة خارجية، وذلك منذ يوم الخميس· الإجراء الوقائي جاء حسب المصادر التي أوردت الخبر من أجل عرقلة شلّ نشاط الجماعات الإرهابية التي تعرقل نشاط الجيش الذي يقوم بتمشيط معاقل أتباع درودكال، وذلك بتفجير الألغام والقنابل التقليدية الصُّنع عن بعد باستعمال الهواتف النقّالة· ولإنجاح هذه العملية الضخمة من نوعها قام الجيش بتعزيز صفوفه بقوّات ووحدات إضافية مستعينا بعتاد حربي ثقيل تتقدّمه المروحيات العسكرية التي تعمل على تحديد المواقع التي تتّخذها الجماعات الإرهابية كمعاقل حصينة لتمركزها، وكذا تدميرها· وذكرت مصادر إمنية متطابقة أن الجيش تحرّك وفقا لمعلومات دقيقة أفادت بها العناصر الإرهابية التي تمّ القبض عليها في الأيّام القليلة الأخيرة وذلك بولايتي تيزي وزو وبومرداس مفادها التحضير لتجمّع إرهابي كبير يضمّ أمراء وقادة منطقة الوسط من أجل إعادة ترتيب بيت درودكال الآيل للانهيار، وذلك نظرا لزعزعة بناه التحتية بعد الانشقاقات والنّزاعات التي تعرفها الكتائب والسرايا وإقبال العناصر الإرهابية الحديثة الالتحاق بصفوف الجماعة السلفية للدّعوة والقتال على تسليم أنفسها لمصالح الأمن تلبية لنداء الأسماء ذات الوزن الثقيل في التنظيم الإرهابي· وتشهد جبال سيدي علي بوناب التي لاتزال من المعاقل الحصينة للتواجد الدموي بمنطقة القبائل تطويقا أمنيا مشدّدا، حيث تمّ تطويق المسالك والطرقات المؤدّية إلى أدغال هذه الجبال الرّابطة بين ولايات تيزي وزو من أجل القضاء على بقايا أتباع زعبيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي· وبدورها، جبال ياكوران ميزرانة الكائنة بشمال وشرق تيزي وزو والحدودية بباية وبومرداس تتواجد تحت الحصار الأمني المشدّد للعناصر الأرهابية النّشطة بهذه المناطق، وقد عملت مصالح الأمن حسب نفس المصادر على تكثيف عمليات التمشيط لتضييق الخناق على الإرهابيين ومنعهم من الفرار والتسلّل إلى المناطق التي لاتزال تعتمد عليها كحصون منيعة· وأضافت ذات المصادر أن العملية الضخمة ستستمرّ لأيّام أخرى، ولم يتمّ الإفصاح عن الحصيلة الأوّلية للعملية العسكرية هذه· وأوردت معلومات أوّلية تفيد بوجود ما لا يقلّ عن 60 عنصرا إرهابيا محاصرا، من بينهم قيادات كبيرة ممّن يعتمد عليهم درودكال في تنفيذ أعماله الإجرامية وخططه الإرهابية المستهدفة للعزّل والمدنيين·