منحرفون يستخدمون السيوف وقارورات المولوتوف * حرب قذرة ألحقت خسائر بالمنشآت الجديدة للأحياء تتزايد ظاهرة العنف في الجزائر يوما بعد يوم وأصبحت مجرد مناوشات فردية بسيطة تتحوّل إلى معارك دامية تستعمل فيها السيوف والأسلحة البيضاء وأحيانا الزجاجات الحارقة، والملاحظ اليوم أن عمليات الترحيل من السكنات الهشة إلى الأحياء الجديدة نقل المعارك الطاحنة إلى هذه الأخيرة، فبدل أن تكون الأحياء الجديدة فضاء ينعم فيه السكان بالراحة بعد معاناة طويلة مع القصدير أصبحت أوكارا للمعارك والاقتتال يسودها منطق القوة والعنف. محمد بكير
تنامي العنف في الأحياء الجديدة استوقفنا لتحليل هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها وخلفياتها، قصدنا الحي الجديد 5 جويلية بمدينة الأربعاء وكان قد شهد الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة خلفت خسائر في الممتلكات ولم تتوقف إلا بتدخل قوات مكافحة الشغب فلفت انتباهنا كثرة حواجز الدرك الوطني عند مدخل الحي والتفتيش للسيارات والمارة. دخلنا الحي وكان الهدوء يسود المكان والمحلات مفتوحة، سألنا بعض السكان فأعربوا عن امتعاضهم لتجدد مثل هذه الأحداث، مطالبين السلطات المحلية والأمنية بإنشاء مراكز أمنية داخل الحي وتسيير دوريات ليلية لردع المتسببين في أعمال الشغب. وكانت أحياء عديدة عرفت مثل هذه المناوشات وأعمال العنف على غرار حي 1032 مسكن بأولاد منديل وحي 1680 مسكن ببئر توتة ما يؤكد انتشار هذه الظاهرة واستفحالها ويشكل تهديدا لتماسك المجتمع الجزائري وانسياقه نحو العنف والجريمة. صراعات تقودها عصابات مافيوية لتحليل هذه الظاهرة اجتماعيا تحدثنا إلى الأستاذ حمزة شريف مختص في علم الاجتماع فأرجعها إلى وجود ترسبات أخلاقية واجتماعية، فانتشار رفقاء السوء والاحتكاك بهم من بين السبل المؤدية إلى تلك الحوادث والصراعات الدامية وعادة ما تترأسها عصابات جل أفرادها من المسبوقين قضائيا الذي يغلب على طباعهم العنف فيأخذون بفكرة عصبية الحي وكأن الأمر أصبح شبيها بصراع القبائل، إضافة إلى أن تعاطي المخدرات والأقراص المهلوسة وانتشارها في الأحياء حوّلها إلى أراضٍ خصبة لصراع العصابات، هذا مع غياب الرادع العقابي ما يجعل المتسببين في هذه الأحداث يجنحون إلى العنف لفرض منطقهم، وعن الحلول المقترحة لهذه المعضلة التي استفحلت في مجتمعنا وأصبحت تهدد تماسكه أشار الأستاذ إلى ضرورة إنشاء مرافق ترفيهية في الأحياء الجديدة مثل الملاعب الجوارية وتنظيم دورات كروية لخلق ثقافة التسامح والألفة بين السكان. الشيخ دراراني: لابد من تقوية الوازع الديني لدى الشباب لمعرفة رأي الدين في ظاهرة العنف التي تشهدها الأحياء الجديدة توجهنا بالسؤال إلى الشيخ إبراهيم درارني إمام مسجد بوحمامة بالمدية وعضو جمعية العلماء المسلمين شعبة البليدة فرأى أن هذه الظواهر دخيلة على مجتمعنا وسببها البعد عن قيم ديننا الحنيف الذي يدعو إلى السلام والأمن، فغياب النصيحة بين أفراد الأسرة والحي أجج هذه الظاهرة، حيث يبدأ المشكل صغيرا وتافها ليتطور بفعل الحقد والغضب فيشكل تهديدا على أمن السكان وممتلكاتهم. ومن هنا يدعو الشيخ إبراهيم المجتمع بكل فعالياته (الأسرة، المسجد، المدرسة ...) إلى نشر ثقافة التسامح والنصح للآخر عملا بقوله تعالى (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)، وتشير أرقام الدرك الوطني أنه خلال السداسي الثاني من سنة 2014 تم تسجيل 1807 قضية ضرب وجرح عمدي واعتداء تورط فيها 2530 فرد وأودع خلالها 2034 شخص الحبس المؤقت في انتظار فصل العدالة. كما أن قضايا الضرب والجرح العمدي تأتي في مقدمة الترتيب وتنتشر بكثرة في الأحياء والمدن الحضرية.