اجتمع مجلس الدفاع المصغّر في باريس لبحث الهجوم الذي استهدف الجمعة مصنعا للغاز في ليون بجنوب شرق البلاد، فيما ذكرت مصادر اكتشاف أدلّة إضافية تعزّز الاتّهامات ضد المشتبه في تنفيذ الهجوم. وضمّ قصر الإليزيه في باريس اجتماعا طارئا لمجلس الدفاع المصغّر بهدف بحث الهجوم الذي استهدف أمس مصنعا للغاز في ليون بجنوب شرق البلاد، حيث يضمّ المجلس رئيس الحكومة ووزراء الدفاع والعدل والداخلية والخارجية. من جهة ثانية، أفادت مصادر قريبة من ملف الهجوم بأن المشتبه في تنفيذه ياسين صالحي كان قد اِلتقط صورة ذاتية (سيلفي) تجمعه مع رأس الضحية الذي تمّ قطعه أثناء الهجوم، وأنه أرسلها بواسطة خدمة (واتس أب) إلى أحد الهواتف في أمريكا الشمالية. وأوضحت المصادر أن السلطات لم تتمكّن حتى الساعة من تحديد مكان وجود الشخص الذي أرسلت إليه الصورة، وأن المحقّقين يعملون على تعقّب مسارها. وتستجوب السلطات حاليا عامل التوصيل صالحي (35 عاما) الذي يشتبه في أنه قطع رأس رئيسه في العمل وحاول نسف مصنع الغاز المملوك لشركة أمريكية في ليون، لكنه اعتُقل أثناء محاولته فتح أنابيب تحتوي على مواد قابلة للاشتعال. وحذّر المدّعي العام الفرنسي فرانسوا مولان من استنتاجات سابقة لأوانها، وقال: (ما تزال الأسئلة قائمة بشأن تسلسل الأحداث، ماذا حدث عندما وصل؟ ما هي ظروف قطع الرأس؟ ما هي الدافع؟ وهل كان هناك شركاء؟) وإثر الحادث، قطع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس مشاركته في القمّة الأوروبية في بروكسل عائدا إلى بلاده، وأعلن تشديد الأمن القومي لمستويات قال إنها لم يسبق لها مثيل منذ عقود. * 500 فرنسي (داعشي) قدّرت أوساط فرنسية عدد الفرنسيين المرتبطين بمجموعات مسلّحة ب 1800 شخص، من بينهم 473 مسلّح هم حاليا في سوريا والعراق، في حين عاد 217 إلى فرنسا. واستطاعت أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية تحديد هويات 473 مسلّح فرنسي موجودين الآن في سوريا والعراق، حسب حصيلة أعدّت هذا الأسبوع واطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية السبت من مصدر قريب. وأوضح المصدر أنه بالإضافة إلى هؤلاء أحصت أجهزة مكافحة الإرهاب 119 مسلّح فرنسي قتلوا في مناطق النزاع، بينما عاد 217 إلى فرنسا. ويضاف إلى أولئك من هم في طريقهم للالتحاق بالمجموعات المسلّحة في سوريا والعراق أو من أبدوا رغبة حقيقية في اللّحاق بهم، ممّا يجعل عدد المسلّحين الفرنسيين -حسب تقديرات- يصل إلى نحو 1800. * فرنسا تعرض تعاونها الأمني مع تونس أكّد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس الأحد أن فرنسا مستعدّة ل (تكثيف) تعاونها الأمني مع تونس، حيث أوقع اعتداء 38 قتيلا الجمعة في مدينة سوسة السياحية. وقال رئيس الوزراء في برنامج سياسي على إذاعة (أوروبا1) وشبكة (أي تيلي) وصحيفة (لوموند): (إن الإرهاب أراد ضرب تونس لأنها بلد نجح في ثورته الديمقراطية التي استبعدت التيّار الإسلامي المتطرّف ونجح في ربيعه العربي واعتنق قيم الديمقراطية والعلمانية). وأكّد فالس (أننا مستعدّون لتكثيف تعاوننا الأمني خاصّة لتوفير حماية أفضل للحدود مع ليبيا)، وذكر أن (خطّة تحرّك في مجال الأمن أعدّت مع التونسيين وتشمل التدريب وإرسال خبراء لقوّات الشرطة والتعاون في مجال القوّات الخاصّة التي ندرّبها والتزويد بمعدّات متخصّصة، نجري محادثات في هذا الوقت حول حاجاتهم إلى المروحيات)، وأضاف: (نريد أيضا دعم تونس على الصعيد الاقتصادي). واعتبر رئيس الحكومة الفرنسية أن على أوروبا (أيضا تحمّل مسؤوولياتها في تقديم المساعدة لتونس)، معتبرا (أنه أمر حيوي بالنّسبة لتونس لكنه حيوي أيضا لأن مكافحة الإرهاب والدفاع عن قيمنا وعن الديمقراطية تحسم أيضا بكلّ تأكيد في أوروبا لكنها تحسم أيضا في الطرف الآخر للمتوسّط).