أنكر أمس أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو المدعو ر. محمد المكنّى موح الطولي جميع التّهم المنسوبة إليه بخصوص تفجير مقرّ الاستعلامات العامّة بتيزي وزو سنة 2008، والمتمثّلة في الانخراط في جماعة إرهابية تعمل على بثّ الرّعب في أوساط السكان وخلق جوّ انعدام الأمن من خلال الاعتداء المعنوي والجسدي على الأفراد وتعريض حياتهم للخطر والمساس بممتلكاتهم وحيازة متفجّرات بدون رخصة من السلطات المعنية وجناية وضع متفجّرات في الطرق العمومية وفي بنايات ذات منفعة قصد هدمها وقصد القتل سبّبت من خلالها تخريب بنايات عمومية وخاصّة وجروح أصابت أشخاصا، والتي نسبت كذلك لأمير كتيبة النّور ببني دوالة المتواجد في حالة فرار، ويتعلّق الأمر بالمدعو غ. توفيق. حيث صرّح الشابّ البالغ من العمر 25 سنة، بأنه حقّا توسّط لقريبه المدعو بن دحمان أحمد الذي يكون ابن خالته، والذي طالبه بالبحث عن مركبة لنقل الخضار والفواكه دون أن يعلم بنية اقتنائها أو بانخراظ قريبه في مجموعة إرهابية وكلّ ما كان يعلمه هو محاكمته في قضية إرهابية خرج منها بالبراءة، ونفى كلّ ما تعلّق بالعمل الإرهابي· وبالعودة إلى قرار الإحالة، فإن وقائع هذه القضية وقعت في ال 3 من شهر أوت 2008 أين أقدم انتحاري على تفجير مقرّ الاستعلامات العامّة بمدينة تيزي وزو بواسطة سيّارة مفخّخة، وذلك حين قام باقتحام مدخل مركز الأمن الخاصّ بمرقد العزّاب الموجود بالقرب من مركز الاستعلامات العامّة المستهدف. وهو الانفجار الذي تسبّب في أضرار بليغة في المقرّات المستهدفة وكذا البنايات المجاورة لها ومركبات سكان حي الكاليتوس. وبعد المعاينة الميدانية لمسرح الجريمة من طرف عناصر الأمن والحماية المدنية بعد التكفّل بالجرحى وإسعافهم تمّ تحديد الخسائر والأضرار النّاجمة عن العملية الإرهابية وتتمثّل في ثقب عمقه أكثر من متر واحد وعرضه 4 أمتار وتحطيم كلّي لمقرّ الاستعلامات العامّة ومرقد العزّاب والمؤسسات العمومية المجاورة لها. وبعد استغلال أشلاء الانتحاري وتحويلها إلى مخبر الشرطة العلمية تبيّن أن الانتحار ي هو الرهابي المدعو صحري مخلوف المنحدر من ضواحي العاصمة والملقّب ب أبي مريم حذيفة، كما استغلتّ لوحة ترقيم المركبة المستعملة في عملية التفجير في التحقيق المفتوح، وتبيّن أنها كانت ملكا للمدعو ر. لوناس الذي باعها للإرهابي المدعو بن دحمان أحمد الذي قضي عليه مع الإرهابيين ال 12 ببني دوالة، وقد توسّط له الشابّ المدعو موح الطولي من أجل عملية البيع· وخلال التحقيقات تبيّن أن الإرهابي غازي توفيق هو أمير كتيبة النّور النّاشطة بمنطقة بني دوالة، وهو مبحوث عنه لدى مصالح الأمن منذ سنة 1997، وأن العملية الانتحارية تبنّتها ذات الكتيبة التي أدين أميرها أمس غيابيا بحكم الإعدام، في حين استفاد الشابّ الموقوف من البراءة من التّهمة المنسوبة اليه. حيث أكّد الشاهد في القضية المدعو ر. لوناس وهو المالك الحقيقي للمركبة المستعملة في الانفجار، أنه يعرف المتّهم في القضية بحكم اشتراكهما في مهنة بيع الخضار والفواكه وهو كان الوسيط بينه وبين الإرهابي المقضى عليه كونه كان يضع شارة -معروض للبيع - على مركبته، وبعد اللّقاء الأوّل والاتّفاق على المبلغ المحدّد اتجه رفقة الإرهابي بن دحمان أحمد لكتابة عقد الشراء لدى الجهات المعنية وأحضر برفقته نسخة منه، حيث لم يكن الشابّ المتّهم برفقتهما. ممثّل النيابة العامّة لدى محكمة الجنايات التمس إنزال عقوبة السجن المؤبّد في حقّه، وبعد المداولة القانونية قضت المحكمة ببراءة المتّهم لانعدام الأدّلّة التي من شأنها إدانته·