أكثر ضحاياها رجال في العقد الرابع السكتة القلبية تطارد الجزائريين! الدكتور سعيد خالد: المشاكل الاجتماعية وحالات الاكتئاب من أبرز الأسباب أصبحت تحصي استعجالات الكثير من المستشفيات في السنوات الأخيرة عددا كبيرا من حالات الوفاة بسكتة قلبية مفاجئة والجدير بالذكر أن أغلب الحالات التي يتم إحصاؤها هي من جنس الرجال وأغلبهم من الشباب والكهول فالعديد من الحالات لا يتعدى فيها سن المتوفين الأربعين سنة وعلى الرغم من أن الموت حق وهو قضاء وقدر من عند الله هناك من يربط ارتفاع عدد حالات الموت المفاجئ بالوازع الديني ويعتبرها علامة من علامات قرب الساعة في حين يربطها أشخاص آخرون بالظروف والضغوطات الاجتماعية السائدة في البلاد. عتيقة مغوفل يعتبر الموت حقا لكل إنسان فهو نهاية لوجوده على هذه الأرض وهناك من يعتبره أنه راحة من مشاكل الحياة ومصاعبها إلا أنه يخلف حزنا عميقا وجرحا كبيرا عند أهل المتوفي خصوصا إن توفي بسكتة قلبية مفاجئة وغير متوقعة. سكتة قلبية تحرمه من السكن في بيته الجديد عاشت إحدى العائلات خلال الأيام القلائل الماضية صدمة كبيرة بحي باب الوادي العتيق على إثر وفاة ابنها البالغ من العمر 39 سنة بسكتة قلبية مفاجئة مع العلم أن هذا الأخير كان في كامل عافيته ولم يشتك يوما من أي مرض يذكر فالمرحوم كان يسكن في أحد أحياء ولاية البليدة خرج من عمله مبكرا لتتصل به خالته التي طلبت منه الحضور إلى بيتها حتى يأخذ بعض الملابس لابنه الصغير التي جلبتها له كهدية من أوروبا ولكن هذا الأخير فضل في بداية الأمر أن يذهب إلى بيته الجديد الذي كان يبنيه وبعد أن أخذ قسطا من القيلولة هناك ذهب إلى أحد المحلات حتى يقابل بعض أصدقائه وبينما هو هناك جالس وإذا به يشعر بآلام في صدره لكن الألم لم يتوقف بل ازداد حدة ما استدعى أخذه على جناح السرعة لمستشفى البليدة أين لفظ أنفاسه الأخيرة هناك وحتى يتم تحديد أسباب الوفاة أخضعه الطاقم الطبي المتوفي لعملية التشريح ليكتشف فيما بعد أن سبب الوفاة كان سكتة قلبية وقد أحدث خبر الوفاة صعقة كبيرة في نفوس أفراد عائلته التي لم تكن تنتظر خبرا مثل هذا خصوصا وأن المتوفي كان يتمتع بصحة جيدة. سقط فجأة وسط أبنائه ميتا على ما يبدو أن السكتة القلبية أصبحت تحصد أرواح الجزائريين كثيرا هذه الأيام وعلى غرار الشاب الأول عرفت بلدية بولوغين نهاية الأسبوع الفارط وفاة أحد سكانها بنفس الطريقة فهذا الأخير يبلغ من العمر 42 ربيعا متزوج وأب لأربعة أطفال خرج في الصباح لعمله كعادته وعاد إلى بيته في المساء وبعد أن دخل شرب قهوته ثم خرج من جديد لقضاء حاجة له مع أحد جيرانه ولم يطل الوقت وعاد مباشرة إلى بيته وبقي وسط أبنائه يتبادل أطراف الحديث معهم يكلمهم ويمازحهم ولم يكن يشتكي من أية علة تذكر وبعد مضي زمن من الوقت بدأ يشعر بالقلق الذي ازداد حدة ثم أمسك صدره إلى أن وقع بين أبنائه الذين أصيبوا بهلع كبير فركضوا إلى أعمامهم الذين قاموا باصطحابه على جناح السرعة إلى مستشفى لامين دباغين وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة وقد أخضع لعملية تشريح من أجل تحديد أسباب الوفاة ليتم في الأخير تشخيصها على أنها سكتة قلبية عادية ليشيع بعدها الفقيد في أجواء كبيرة من الحسرة والاندهاش لوفاته المفاجئة. سكتة قلبية تودي بحياته وهو بين أصدقائه كما شهد حي باب الجديد بأعالي بلدية القصبة منذ حوالي عشرة أيام وفاة رجل يبلغ من العمر 41 عاما فجأة وبدون سابق إنذار وهو الأمر الذي أدخل سكان الحي في حيرة كبيرة فهذا الأخير تم ترحيل عائلته إلى حي الشعايبية ببئر توتة في إطار عملية إعادة إسكان العائلات التي تقطن في المباني المتضررة إلا أن هذا الأخير لم يرد أن يغادر الحي الذي كبر فيه ويرحل عنه لذلك قام بتأجير أحد المحلات بحي باب الجديد واتخذ منه مسكنا وفي إحدى الأمسيات كان جالسا فيه رفقة مجموعة من أصدقائه وإذا به يشعر بألم حاد بصدره أين تم اقتياده على جناح السرعة للاستعجالات مستشفى لمين الدباغين أين لفظ أنفاسه الأخيرة هناك ليحدد الطبيب المعاين أسباب الوفاة على أنها سكتة قلبية مفاجئة إلا أن خبر وفاة هذا الأخير أحدث حزنا كبيرا وعميقا في أنفس سكان حي باب الجديد الذين بكوا كثيرا لفراقه فقد كان يعرف هذا الأخير بالخصال الحميدة بين الجميع.
الدكتور سعيد خالد: السكتة القلبية أسبابها متعددة وحتى نعرف الرأي الطبي في ارتفاع نسبة الإصابة بالسكتة القلبية التي تؤدي في الكثير من الأحيان إلى الوفاة ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالدكتور(سعيد خالد) رئيس الاتحاد الطبي الجزائري الذي أوضح لنا بدوره أن أسباب السكتة القلبية بصفة عامة تكون عند المصابين بالأمراض المزمنة كداء السكري الضغط الدموي وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم بالإضافة على هذا فإنها تصيب بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض الربو والسمنة المفرطة وهي عادة من الأسباب التي تؤدي إلى السكتة القلبية ليردف الطبيب أيضا أن هناك بعض الأشخاص الذين يصابون بالسكتة القلبية جراء ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وعدم شرب الكثير من الماء وهو الأمر الذي يؤدي إلى جفاف بعض الأوعية الدموية بفعل جفاف الجسم من جهة أخرى أكد لنا الدكتور أن هناك أسبابا اجتماعية قد تؤدي بالأفراد في الكثير من الأحيان إلى الإصابة بالسكتة القلبية على غرار العصبية والنرفزة الزائدة عن اللزوم بالإضافة إلى الإصابة بالاكتئاب الشديد الذي تخلفه العديد من المشاكل الاجتماعية.