تنتشر عبر الكثير من الأحياء العاصمية بعض الأنفاق والممرات الأرضية التي يستغلها الراجلون لتفادي قطع الطرقات المخصصة للسيارات، أو من أجل الوصول إلى الطرف الآخر من الشارع، باعتبارها الطريق الوحيد المؤدية إليه، غير أن هذه الأنفاق وإن وجدت أصلا لحل مشاكل الراجلين وإنقاذهم من مخاطر السيارات وغيرها من المركبات الأخرى، فإنها في بعض الحالات قد تشكل خطرا أكبر بكثير، خصوصا في أوقات معنية من اليوم كالصباح الباكر أو في ساعات المساء المتأخرة أو في فصل الشتاء، حيث يحل الظلام بسرعة ولا يطل ضوء النهار إلا في ساعات متأخرة، ما يضع عددا من مستعملي هذه الأنفاق الأرضية في مواقف لا يحسدون عليها، خاصة بالنسبة للجنس اللطيف أو الأطفال الصغار والعجزة وحتى بالنسبة للشبان وغيرهم من المارة بهذه الأمكنة، بالنظر إلى وحشتها وانعدام الإنارة بها في بعض الحالات، وانعدام الأمن، الذي يعد المطلب الأساسي لمستغليها تفاديا للاعتداءات التي قد يتعرضون لها أو محاولات السرقة والاختطاف والتحرش وغير ذلك، هذا ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها، واستغلالها من طرف بعض المشردين والأشخاص بدون مأوى وجملة من المشاكل الأخرى، التي حولت هذه الأنفاق من ممرات لإنقاذ الراجلين من تهديدات السيارات، إلى أماكن خطيرة تختبئ فيها تهديدات أخرى كثيرة. ومن بين هذه الأنفاق أو الممرات الأرضية ذلك المتواجد على مستوى حي لاقلاسيار، حيث يعتبر الممر الأكثر أمنا بالنسبة للمواطنين الراغبين في المرور إلى الجهة الأخرى دون قطع الطريق، إلا أن مجرد الاقتراب من مدخله يبعث على الخوف والرعب، وإن كان في الأيام العادية وفي الساعات التي تشهد حركة مرورية كثيفة من المواطنين آمنا فإنه في الحالات الأخرى وخاصة خلال الأوقات المتأخرة يصبح وكرا للمنحرفين واللصوص الذين يتربصون بشكل خاص بالفتيات لاسيما وأنه مظلم وأرضيته مليئة بالحفر، ومتواجد في حي يعتبر أكثر الأحياء التي تزداد فيها حوادث الاعتداءات بالعاصمة. وإذا كان هذا النفق المتواجد بحي لاقلاسيار يفتقد إلى الإنارة والأمن فإن النفق المتواجد على مستوى حي بلكور بمحاذاة الطريق السريع، بعد النزول مباشرة من الممر العلوي لأجل الدخول إلى هذا الحي العتيق بالعاصمة، كان في وقت ماض طريقا مملوءا بالمفاجآت _ غير السارة طبعا- إلا أنه بعد تحسينه وترميمه وإدخال الإنارة إليه، وكذا كثرة الحركة به، ووجود العشرات من الطاولات التجارية المخصصة لبيع أنواع من المنتجات والسلع من طرف شبان من الحي أو من الأحياء المجاورة، يجعل المرور منه أمرا ميسورا، إلا أن الروائح الكريهة المنبعثة منه، تجعل المرء مضطرا إلى كتم أنفاسه إلى غاية الخروج منه ما يتطلب من مستعمليه بذل سرعات قياسية لأجل المرور منه دون تضييع الكثير من الوقت. أما بقلب العاصمة وبأحد أكثر أحيائها حركية وشهرة »ساحة موريس أودان« فإن النفق المتواجد على مستوى هذا الحي يشهد إقبالاً كبيراً من طرف العديد من المواطنين بفضل المحلات التجارية المتخصصة في تجارة الألبسة والأحذية على وجه الخصوص، يكون في بعض الأوقات أيضاً غير آمن، ومكاناً لتجمُّع بعض المنحرفين ويحدث ذلك بصفة خاصة في أيام الجمعة، حيث يتفادى الكثيرون المرور عبره تفادياً لأية حوادث غير متوقعة. وتعدُّ هذه الأنفاق وسيلة نقل مهمة بالعاصمة خصوصا مع تزايد أعداد السيارات، والمخاطر الكبيرة التي تهدد المواطنين أثناء محاولاتهم قطع الطرقات، ما يستدعي ضرورة الانتباه إليها بشكل أكبر والاهتمام بتطويرها وتحسينها ورفع مستوى الأمن بها، لراحة المواطن قبل كل شيء.