فرارا من العنوسة وللظفر بفارس الأحلام عروض الزواج عبر الجرائد تستقطب اهتمام الفتيات * سبيل آخر للزيجات الناجحة تحصي الجزائر في السنوات الأخيرة ارتفاعا كبيرا في نسبة العنوسة بين الفتيات وكذا تأخر سن الزواج عند الرجال وقد أرجع العديد من المختصين شيوع الظاهرة إلى أسباب اجتماعية وأخرى اقتصادية وهروبا من دائرة العزوبية فر الكثير من الشبان والشابات إلى الصحف اليومية والأسبوعية واهتموا كثيرا بالصفحات التي تحوي عروض الزواج قصد الظفر بفارس الأحلام بالنسبة للفتيات والعثور على زوجة المستقبل بالنسبة للذكور ورغم الريبة والشكوك التي كانت تحوم حول تلك الزيجات إلا أن العينات الحية جسدت نجاح الكثير منها. عتيقة مغوفل كان وإلى وقت قريب في المجتمع الجزائري ميزة التحفظ وأنه ممنوع أن تعرض الفتاة نفسها للزواج إلا أن الكثير من الفتيات كسرن حاجز الصمت الذي فرضته العادات والتقاليد وأصبحن يبحثن لأنفسهن عن أزواج حتى لا يسكنهن شبح العنوسة وعلى ما يبدو أن هاته الآفة انتقلت حتى للرجال وقد استنجدت هاته الفئة من المجتمع بصفحات الجرائد يومية كانت أم أسبوعية حتى ينشروا عروضهم للزواج مع تحديد مواصفات شريك الحياة المرجو ليقوم بعدها كل مهتم أو مهتمة بالموضوع بالبحث في تلك الصفحات من أجل إيجاد النصف الثاني. والجدير بالذكر أن الكثير من هذه الزيجات قد تحققت فعلا وهناك أخرى فشلت مثلها مثل أي زيجة فالفشل والنجاح محتملان في كل الظروف. زيجات ناجحة عبر الجرائد حتى نتمكن من إنجاز موضوعنا قامت أخبار اليوم بالتقرب من إحدى المشرفات على صفحات إعلانات الزواج بالأسبوعيتين الوطنيتين الجميلة و سيدتي اللتين تعدان رائجتان في مثل هذا النوع من الصفحات التي تعنى بمثل هذا النوع من الخدمات شرحت لنا المشرفة على صفحات عروض الزواج أنها تستقبل العديد من الاتصالات التي لا تعد ولا تحصى للعديد من الرجال والنساء الذين يبحثون عن شريك الحياة عن طريق صفحات الأسبوعية وقد أكدت لنا أنها تتلقى الاتصالات من كامل ولايات الوطن ومن العاصمة وقد كانت في بداية الأمر مع بداية مشوارها في العمل تتلقى فقط الاتصالات من النساء ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت تتلقى الاتصالات حتى من طرف الرجال وتضيف قائلة قبل ظهور الهاتف النقال كان الوسيط هو البريد العادي والرسائل الذي كان يتطلب عملا ومجهودا كبيرين أما اليوم وبعد انتشار وسيلة الهاتف النقال فقد أصبح الاتصال يتم بيسر وقد أوضحت لنا المتحدثة أن الكثير من الزيجات نجحت عن طريق الأسبوعتين اللتين تعمل بهما والدليل على ذلك أن العديد من الأشخاص الذين تم تزويجهم عن طريق الجريدتين يتصلان لشكر الطاقم القائم على الصفحة على المجهود الذي يبذله نظير فتح بيوت في الحلال والتقريب بين الأزواج.
عروض زواج من كامل ربوع الوطن وحتى نتمكن من التغلغل أكثر في موضوعنا قمنا بتصفح بعض الجرائد الوطنية التي تهتم بتنظيم مثل هذه الصفحات فوجدنا فيها بعض الطلبات الرجالية ومن نوع خاص بعض الشيء فمثلا وجدنا شابا يبلغ من العمر 38 ربيعا يبحث عن زوجة الحلال تملك سكنا خاصا بها لأنه لا يملك سكنا ولا يستطيع أن يوفره إلا أنه ومن جهته سيوفر لها الحياة الزوجية السعيدة والحب والحنان الذي تحلم به أي امرأة من جهة أخرى شد انتابهنا شاب من ولاية ورفلة موظف يبلغ من العمر32 سنة يبحث عن زوجة آية في الجمال شريطة أن تكون بيضاء البشرة وشقراء الشعر وعيونها خضراء لأنه هو رجل صحراوي أسمر لذلك يحلم بزوجة شقراء حتى يكون أبناؤه ذوي بشرة بيضاء مثل أمهم. من جهة أخرى تشدد النساء في طلباتهن وعروضهن على زوج يملك وظيفة مستقرة وأن يكون له مسكنا وهناك من تطلب سكنا خاصا في حين هناك من ترضى بسكن العائلة وتتنوع الطلبات الأخرى للطرفين بين الإخلاص في الزواج وعدم إعطاء أهمية للجمال والمستوى التعليمي بالإضافة إلى ذلك فهناك من يبحث عن التعدد وهناك المطلق والمطلقة وهناك من تأخر زواجه سواء بالنسبة للشاب أو الشابة ويبحثان عن النصف الآخر وكذلك كانت تلك الفضاءات متاحة للمتعلمين ولمن دون المستوى دون تفرقة أو تمييز لكنهم يشتركون كلهم في مراسلة الصحف لتقوية الحظوظ في البحث عن شريك العمر. سبيل آخر لفتح بيوت في الحلال على الرغم من الشكوك التي تحوم حول تلك العروض والإعلانات إلا أن ما حققته تلك الصفحات لدليل قاطع على مصداقيتها والنوايا الحسنة لطالبي وطالبات الزواج عبر تلك العروض خاصة في الوقت الحالي الذي يشهد تأخر الزواج بالنسبة للجنسين وهو ما أكدته لنا المشرفة على صفحة طلبات وعروض الزواج بكل من أسبوعيتي الجميلة و سيدتي وللتأكد أكثر بحثنا عن بعض النساء اللائي تمكن من إيجاد العريس المناسب عن طريقهما من بينهن السيدة ن. ف التي تبلغ من العمر 42 سنة هذه الأخيرة تعمل مدرسة بإحدى ابتدائيات العاصمة روت لنا تجربتها مع ثماني خطاب فقالت طرق بابي العديد من الخطاب حين كنت في العشرينات من العمر ولكني كنت في كل مرة أتكبر عن الخاطب وأجد له عيبا ولكن العمر كان يجري بي وأنا لم أحس به إلى أن بلغت سن 36 ربيعا ولم يعد يطرق بابي أحد فأدركت حينها أن قطار الزفاف قد فاتني لذلك نصحتني إحدى صديقاتي أن أقوم بوضع إعلان في إحدى الأسبوعيات النسوية التي تهتم بعروض الزواج علّني أحظى بزوج في بداية الأمر رفضت اقتراحها جملة وتفصيلا ولكني فكرت بعدها مليا فوجدت أنها قد تكون على حق فقمت بعدها باقتناء إحدى الأسبوعيات وفتحت الصفحة الخاصة بتلك الإعلانات فعجبت من كثرة العروض والطلبات المنشورة بها وقلت في نفسي لما لا أكون مثلهم وأقدم عرضا اتصلت بعدها بالأسبوعية فردت علي المشرفة وأعطيتها طلبي وبعد حوالي شهرين من نشره جاءني اتصال من أحدهم يخبرني أنه وجد عرضي في الأسبوعية هذا الأخير زوجته متوفية وله طفلين صغيرين فأراد لهما زوجة حنونة تكون لهما الصدر الحنون الذي يعوضهما حنان أمهما المتوفية وبعد لقائنا في أحد المطاعم بالعاصمة مرتين أو ثلاث وجدنا أننا نشترك في العديد من النقاط أنا وهو فقبلت الزواج به فتقدم لخطبتي من والدي ثم أقمنا حفل الزفاف مثل أي زوجين وها نحن اليوم متزوجان منذ سنتين والحمد الله أنا سعيدة معه وقد رزقت بطفل اعتبرته طفلي الثالث بعد ابني زوجي اللذين أعتبرهما ولداي وأسهر على تربيتهما وتوفير كل متطلباتها.