الجزائر أكبر الخاسرين في حال حدوث ذلك *** كشفت تقارير أمنية وإعلامية النقاب عن تحرّكات عسكرية ومخابراتية في محيط ليبيا وسط تواتر أنباء مفادها أن أمر شنّ عملية عسكرية غربية داخل التراب الليبي بات محسوما وهو مسألة وقت فقط هذا التدخّل السافر إن حدث سيدمّر كلّ جهود الجزائر السابقة لتكريس الحلّ السياسي ويفتح جبهة شرقية من نار لما يصاحب التدخّلات العسكرية عادة من انتشار للسلاح والجماعات الدموية والمهرّبين. تصاعدت مؤشّرات التدخّل العسكري الغربي في ليبيا وقال محلّلون غربيون إن ليبيا ستكون ساحة الحرب الأهمّ والأخطر بالنّسبة للعالم ضد تنظيم (داعش) الإرهابي نظرا لما يشكّله من خطورة كبيرة على أوروبا لقربها الشديد منها فضلا عن اتّساع جبهة المواجهة سواء في ليبيا ذات المساحة الشاسعة أو في منطقة الصحراء الكبرى فضلا عن وجود العشرات من التنظيمات المتطرّفة في شمال إفريقيا ومالي ونيجيريا وفي حال اتحادها مع التنظيم ستشكّل خطرا لن يستطيع أحد في العالم مواجهته. وأكّد خبراء بريطانيون لصحيفة (الأوبزرفر) البريطانية أن أوروبا تعيش في كابوس منذ اتّساع نفوذ (داعش) في ليبيا لأنه إذا ما تمكّن من السيطرة على الثروات النفطية الهائلة فيها سيكون ما حدث في العراق وسوريا مجرّد نزهة لما يمكن أن يفعله في ليبيا لأن قدرات التنظيم المادية والعسكرية ستتضاعف عدّة مرّات خاصّة وأن القدرات النفطية الليبية الحالية تقدّر بنحو 100 مليار دولار لو سيطر عليها (داعش) سيتغيّر وجه العالم أجمع. وأشار أحد مسؤولي جهاز المخابرات الخارجية البريطانية إلى أن (داعش) يسعى بالفعل لإقامة قواعد عسكرية له في ليبيا ومع اتّساع مساحتها وانتشار تنظيمات متطرّفة في منطقة الصحراء يمكن تحقيق هذا بسهولة فضلا عن تدفّق الإرهابيين عبر عدّة دول على رأسها السودان بسهولة إلى ليبيا. وفقا لصحيفة (التايمز) فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن استعداد بلاده لنشر 1000 جندي من القوّات الخاصّة في ليبيا وتزامن هذا مع تقارير أشارت إلى وجود قوات برّية إيطالية وأمريكية بالفعل استعدادا لتدخّل برّي في ليبيا ضد تنظيم (داعش). وكانت قوّات خاصّة أمريكية قد وصلت بالفعل إلى قاعدة الوطية العسكرية غربي ليبيا وبالقرب من الحدود التونسية إلاّ أن الجيش الليبي طلب منها المغادرة فورا لعدم وجود تنسيق مسبق بين القوّات الأمريكية والجيش الليبي. ودخلت فرنسا على الخطّ وذكرت صحيفة (لوموند) الفرنسية أن طائرات تجسّس فرنسية تحلّق باستمرار فوق ليبيا لرصد تحرّكات (داعش) ومراقبة كلّ ما يجري هناك استعدادا لعمليات عسكرية ضد التنظيم وأن هناك اتّجاها قويا لشنّ غارات قوية ضد معسكراته. وتكلّلت الجهود السياسية والدبلوماسية الأممية في ليبيا أخيرا بتنصيب حكومة الوفاق الوطني بيْد أن القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكاوفرنسا وبريطانيا وإيطاليا تسير عكس التيّار وتعِدّ العُدّة لتدخّل عسكري سافر تحت غطاء (مراقبة داعش) من جهة و(تدريب الجيش الليبي) من جهة أخرى ما يضاعف من حدّة التهديدات الأمنية المتربّصة بالجزائر ويفتح جبهة شرقية من نار لما يصاحب التدخّلات العسكرية عادة من عمليات انتشار للسلاح والأعمال الإرهابية والمجرمين.