استفاد من إعانة استثنائية ب 20 مليون دينار إدراج أكبر مسجد في وهران ضمن الأقطاب السياحية أدرج المسجد الكبير الذي يحمل اسم العلامة عبد الحميد بن باديس في وهران ضمن المسار السياحي للمدينة نظرا لجمال الهندسة المعمارية التي يزخر بها هذا القطب الديني الذي أصبح وجهة للعديد من السياح المحليين والأجانب الذين اعتنق العديد منهم الإسلام داخله وفق الإمام الرئيسي. تحقق حلم الوهرانيين خلال سنة 2015 بإنجاز المسجد الكبير الذي يحمل اسم العلامة عبد الحميد بن باديس وذلك بعد انتظار طويل دام أربعين (40) سنة ففي يوم الجمعة 17 أفريل 2015 تم افتتاح هذا الصرح الديني الكائن بحي (جمال لدين ) شرق وهران وقد جاءت فكرة إنجاز مشروع المسجد القطب عبد الحميد بن باديس بمبادرة من الوهرانيين في السبعينيات من القرن الماضي وفي سنة 2000 بعد تأخر تنفيذ المشروع دام قرابة ثلاثة عقود أسندت الأشغال لشركة جزائرية ثم واصلت الأشغال شركة صينية غير أنها توقفت بفعل نقص الاعتماد المالي المخصص لمشروع. واستأنفت الأشغال فيما بعد بفضل الغلاف المالي الذي خصصه للمشروع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من ميزانية الدولة 2008 حيث بلغت تكاليف هذا المشروع الذي أسند استكماله لشركة تركية في سنة 2013 حوالي 5ر8 مليار دج حسب مديرية الشؤون الدينية والأوقاف. ويتميز مسجد عبد الحميد بن باديس بمنارته المغطاة بالزجاج البالغ ارتفاعها 104 أمتار زينت سماء مدينة وهران وبالطابع المعماري الأندلسي المغاربي. ويتوفر على قبة بعلو 64 مترا و8 أبواب اثنان منها مصنوعين من الخشب والبرونز. و يشمل المسجد الكبير عبد الحميد بن باديس الذي خصص له مساحة 4 هكتارات قاعة للصلاة للرجال وأخرى للنساء بالطابق العلوي وفضاءات أخرى للصلاة بطاقة إجمالية تقدر بنحو 25 ألف مصلي. ويتوفر هذا المركب الإسلامي المسمى ب (المسجد الرئيسي القطب) على هياكل أخرى على غرار معهد ومدرسة قرآنية وقاعة محاضرات تحمل إسم مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر تتسع ل 400 مقعد و13 محلا تجاريا تم كراء 10 منها وحظيرة تتسع ل 400 سيارة ومكتبة غيرها من الهياكل وفقا لما ذكره مدير هذه المؤسسة السيد مويلح أحمد. ومن أجل التكفل بأعباء المسجد القطب الذي تشرف على تسييره مؤسسة عمومية أنشئت لهذا الغرض فقد استفاد من إعانة استثنائية تقدر ب 20 مليون دج في إطار الميزانية الأولية للولاية لسنة 2016 حسب ما ذكره مدير الإدارة المحلية خلال عرضه للميزانية في أشغال الدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي. وأصبح القطب الديني عبد الحميد بن باديس مند تدشينه مقصدا لآلاف المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية والتعليمية الذين يؤدون صلاة الجمعة يأتون من مختلف جهات الولاية والوطن حيث شهد خلال شهر رمضان الماضي توافدا كبيرا لأداء صلاة التراويح حتى لم تعد قاعة الصلاة تكفي للوافدين مما اضطر آخرون على أداء الصلاة بالفضاءات الملحقة حسب ما لوحظ. ويعد هذا الصرح الديني إضافة جديدة لمدينة وهران من النواحي الثقافية والعلمية ونشر الوعي و الإرشاد الديني لا سيما في هذا الظرف التي انتشرت فيه الوسائط الإعلامية -يفيد- الإمام الرئيسي لهذا المسجد. وفي هذا الإطار فإن هذا المركب الديني الذي يتوفر على عدة مرافق يسعى إلى استقطاب مختلف شرائح المجتمع لنهل من هذا المسجد الثقافة و المفاهيم الدينية الصافية والنقية البعيدة عن التشويه وذلك حفاظا على المرجعية الوطنية --يضيف--السيد محمد إبراهيمي. مبرزا بأنه مشروع نسعى إلى تحقيقه مع مختلف الشركاء الشؤون الدينية والأوقاف ومديرية التربية والجامعة كما يعمل هذا الصرح الديني الذي تدعم بمجلس علمي على استقطاب فئة الشباب لتمكينهم من الاستفادة من تعليم القرآن والدعم المدرسي ومحو الأمية مثلما أشير إليه.