برامج التنمية لا أثر لها والسكان مستاؤون حي الصفصاف بمفتاح في طيِّ النسيان ! مليكة حراث يشكو سكان حي الصفصاف التابع إقليما لبلدية مفتاح المعروفة سابقا ب بقالم بالبليدة من الظروف القاسية والعزلة والتهميش جراء الغياب التام لضروريات الحياة الكريمة في مقدمتها غياب شبكة الغاز الطبيعي والإنارة العمومية تدهور الطرقات بالإضافة الى تصدع قنوات الصرف الصحي والمياه. أكد ممثل السكان ل أخبار اليوم أن المعاناة التي يتخبطون فيها تعود إلى 35 سنة دون أن يعرف حيهم أي برمجة لمشاريع تنموية ومن بين أهم المشاكل التي نغصت عليهم حياتهم تدهور قنوات الصرف التي رفعوا بشأنها العديد من الشكاوي لمصالح البلدية التي اكتفت حسبهم بتوفير أنبوب واحد لا يفي الخدمة المرجوة والأدهى من ذلك أنه تم إيصاله بطريقة عشوائية بالمعنى بريكولاج أدى بعدها الى انسداده وتسبب في كارثة وسط الحي مما اجبر العائلات على جمع اشتراكات من مالها الخاص لإعادة انجاز القنوات خوفا من كارثة وبائية وأمراض معدية وهذا بعد رفض رئيس البلدية استقبالهم في العديد من المرات لطرح انشغالاتهم كما يضاف الى مشاكلهم غياب الإنارة العمومية التي فتحت المجال الى توسيع نشاط مجموعة من المنحرفين الذين يزرعون الرعب أوساط السكان بالاعتداءات والسرقة ويحدث هذا أيضا في ظل غياب مركز امن بالمنطقة واستطرد محدثنا قائلا: أنهم معذبون فوق الأرض نتيجة الحياة البدائية التي تلازمهم والسلطات خارج التغطية متسائلين أليسوا ضمن خريطة البلدية ولهم الحق المشروع في البرامج التنموية التي سخرتها الدولة لصالح المواطنين وأضاف أن أقصى المناطق والقرى استفادت من المشاريع التنموية إلا أن حيهم لازال في طي النسيان وكأنه في كوكب آخر والزائر لهذه المنطقة يكتشف للوهلة الأولى مدى معاناة السكان وتهميشهم من طرف السلطات خصوصاالحالة الكارثية التي تتواجد عليها الطرقات المتهرئة والحفر والمطبات التي باتت تعرقل الحركة المرورية بالنسبة للسكان و للمتمدرسين وأصحاب المركبات حيث بات هؤلاء المتضررون يقومون بركن سياراتهم في الأحياء المجاورة بعد الأعطال التي أصيبت بها هذه الأخيرة. وفي السياق ذاته يقول أن سكان الحي تعرضوا لعدة أمراض وإصابات من الحساسية والطفح الجلدي وغيرها من الأمراض التي أجبرتهم على التردد على الأطباء نتيجة قنوات الصرف الصحي التي اختلطت بالمياه -حسبهم- الأمر الذي أثار حفيظتهم وأعربوا عن تذمرهم وتخوفهم من استمرار الحالة الكارثية التي ربما تتحول إلى كارثة وبائية تتسبب في ضحايا لأناس أبرياء ذنبهم الوحيد أنهم مواطنون لا حول ولا قوة لهم سيما وأن الحي تحول إلى برك ممتلئة بالمياه القذرة التي تسربت عبر الأرجاء مما يصعب على المارة التنقل بسهولة كما انجر عن ذلك جلب كل أنواع الحشرات الضارة والحيوانات الضالة. ولم تقتصر معاناة السكان عند هذا الحد بل اشتكى المواطنون من غياب الإنارة العمومية على مستوى حيهم ما جعلهم يغرقون في ظلمة حالكة الأمر الذي تسبب مؤخرا في العديد من حالات السرقة والاعتداءات التي راح ضحيتها السكان ما جعلهم يعيشون حالة من الخوف والرعب المستمر خاصة مع إمكانية تجدد مثل هذه الاعتداءات وأمام هذه المشاكل التي فاقت طاقة السكان فإنهم يطالبون السلطات المحلية على رأسها والي البليدة بالتدخل العاجل بأخذ مشاكلهم ومعاناتهم بعين الاعتبار وعدم الاكتفاء بتقديم وعود دون تجسيدها باعتبارهم سئموا من سماعها منذ أزيد من 35 سنة. وأمام هذه الوضعية الكارثية التي يتخبط فيها سكان أحياء بلدية مفتاح خصوصا حي الصفصاف جدد هؤلاء استنجادهم بوالي البليدة بالتدخل الفوري لإنصافهم ورفع الغبن عنهم وإخراجهم من الحياة البدائية التي عايشوها منذ عقود متهمين السلطات المحلية بالتقصير اتجاه المعاناة التي ضاقوا ذرعا منها مطالبين بإعادة الاعتبار لحيهم في أسرع وقت من خلال الاهتمام بكافة الضروريات كتعبيد الطرقات وتزويدهم بالإنارة العمومية وإعادة إنجاز قنوات الصرف بالشكل المطلوب حسب المقايس وكذا إيصال بيوتهم بشبكة الغاز الطبيعي.