تنقل مشاهد مرعبة من أسواق العاصمة هكذا يشتري العاصميون الموت من الطرقات بأبخس الأثمان * لهيب الأسعار يلقي بالمواطنين في شباك باعة الأرصفة سجل التجار الفجار بصمتهم بقوة خلال الأسبوع الأول من رمضان بحيث تحول المواطن إلى فريسة سهلة الوقوع في فخ الغش ولهيب الأسعار وبين باعة الطرقات الذين يعرضون الموت الرمضاني بأقل الأسعار ولقد غصت بعض المراكز الصحية بالعاصمة بمواطنين فضلوا المغامرة بصحتهم على حساب ما تبقى في جيوبهم! روبورتاج: مليكة حراث اتخدت مصالح التجارة إجراءات وقائية واسعة منذ بداية الشهر الفضيل من خلال حملات تحسيسية كبرى التي نظمتها مديرية التجارة للمراقبة التجارية والاقتصادية والممارسات التجارية والنوعية وقمع الغش بمناسبة شهر رمضان والقيام على تكثيف ومضاعفة مجهودات أعوان التجارة على مستوى مختلف القطاعات منها الخدمات الصناعية الفلاحية الغذائية والصناعة بشكل عام من أجل وضع حد للتجاوزات المسجلة على مستوى الإنتاج والبيع بالجملة والتجزئة ومن ثم ضمان صحة وأمن المستهلك سيما وأن شهر رمضان يتزامن مع فصل الصيف وعليه جندت المديرية حوالي 800 عون ما يعادل 342 فرقة موزعة عبر مقاطعات ادارية للجزائر كل هؤلاء مجندون في شهر رمضان لمراقبة الأسعار والمنافسة المضادة وخاصة أن نشاطهم ومراقبتهم في الأسواق يزداد خلال هذا الشهر الكريم وأن هؤلاء الأعوان موزعين على 13 مفتشية للتجارة والتركيز في الرقابة يكون في النصف الأول من شهر رمضان على المواد السريعة التلف على غرار الحليب ومشتقاته والللحوم البيضاء والحمراء وحتى الأسماك بالإضافة الى مراقبة سلسلة التبريد وهذا كله من اجل حماية المواطن إلا أن اللهث وراء الأسعار الزهيدة تدفع هذا الأخير خلال شهر رمضان للركض وراء اقتناء مواد وسلع من الأسواق الفوضوية والمعرضة للشمس دون مراعاة ما ينجر عنها من مخاطر على الصحة وما يجنيه من وراء ذلك الاستهتار المهم الوسيلة وتتكرر الظاهرة مع حلول كل شهر رمضان حيث أضحت مألوفة وعادة لدى العام والخاص حيث تنتشر حيثما توجهنا وفي أغلب بلديات العاصمة من حي بلكور العتيق ومارشي 12 إلى سوق باش جراح و سوق الساعات الثلاث بباب الوادي إلى أماكن أخرى بساحة أول ماي و بمحاذاة مستشفى مصطفى باشا. البيع انتشر ايام قبل حلول هذا الضيف العظيم كالفطريات حتى على السلالم التي تعتبر معابر هامة تقي من حوادث المرور لكن الواضح في العاصمة أنه مباح أن تبيع ما تشاء ومتى تشاء وحيثما تشاء. تنتشر تجارة بيع الأرصفة كالطفيليات حتى في الأسواق الثانوية التي زحفت إليها ظاهرة بيع الأجبان ومختلف المواد سريعة التلف شيئا فشيئا رغم الخطورة التي تشكلها تلك المواد المعرضة للشمس والغبار إلا أنها عرفت رواجا واسعا بين فئات عريضة من المجتمع بحجة أثمانها البخسة التي تختلف كثيرا عن أسعار عرضها في المحلات التي توفر لها أوفى شروط الحفظ ضمانا لسلامة المواطنين أما تلك المعرضة للشمس فهي سريعة التلف وسريعة التعفن وقابلة أكثر من غيرها للاحتواء على الميكروبات. جولة في الأسواق انتقلنا إلى بعض الأسواق الشعبية بالعاصمة لرصد الوضع عن قرب فوجدنا أن الأمر نفسه في جلها و الصورة تتكرر في كل الأسواق طاولات تعرض عليها مختلف أنواع السلع والمواد الغذائية خاصة منها المواد الاستهلاكية السريعة التلف ولعل ما شدّ انتباهنا هو أنها تلقى إقبالاً واسعاً من المواطنين الذين يصلون إلى حد التلاسن والتصارع من اجل الحصول عليها وتحتل الأجبان بمختلف أنواعها المرتبة الأولى من حيث الإقبال على غرار الجبن العادي و أرقى أنواعه كالجبن الأحمر الباهظ الثمن على مستوى المحلات وهو يعرض بالأسواق الممتدة عبر الأرصفة بأثمان خيالية أحيانا كما يعرف الكومنبير من جهته إقبالا خاصة رغم أن سعره يقارب سعر المحلات. وبعيدا عن الأجبان تعرض الكثير من أنواع الكعك والحلويات للشمس لكن المواطن يقتنيها وفي غالب الأحيان دون الاطلاع على تاريخ انتهاء الصلاحية وحين استفسرنا بعض المواطنين على ذلك عللوا بأنها سلع جديدة وأنهم جرّبوها وليس فيها ضرر ومن جانب آخر يعرض السمك المعلب وسمك الطونة والى جانبه الكثير من أنواع الفطر أو الشامبينيون المعلب والزيتون دون احترام لا شروط العرض ولا الحفظ مما يفتح المجال للتساؤل حول كيفية تقبل المواطن لاقتناء الأمراض بأثمان بخسة و تعريض حياتهم للضرر. عندما يتحول الأكل إلى قاتل! وعلى مرمى النظر على طاولات البيع ترص علب المايونيز وهي من اخطر المواد المسببة للتسمم الغذائي دون مراعاة عدم تعريضها للتلف وإلى جانبها مواد أخرى مثل الطاولات الفوضوية وغيرها من المواد الأخرى السريعة التلف والتي يدخل في تركيبها الحليب ومختلف المتبلات الأخرى والمواد الغذائية على غرار الهريسة. وما لاحظناه هو أن الأتربة تتراكم على السلع حاملة معها مختلف الأمراض التي لا يعيرها المواطن أي انتباه الغبار والأتربة المتطايرة من هنا وهناك في ظل الأشغال المنتشرة في كل مكان والتي أصبحت صورة دائمة وديكورا يوميا للشوارع العاصمية وتتسع رقعة الظاهرة كل شهر رمضان. الباعة الغير الشرعيين الذين لم يرق لهم استطلاعنا قالوا بأنهم غير مسؤولون عن المواد التي يبيعونها طالما هم يأتون بكميات قليلة فيما تحفظ الأخرى وفق الشروط العادية في أماكن خاصة بالتخزين لكن ما يراه المتردد على هذه الأسواق المفتوحة على كل شيء لا يرى إلا بيع الأمراض و الفيروسات التي يقبل عليها الزبون مقابل بعض الدنانير الناقصة من ثمن السلعة يحدث كل هذا بالرغم من الحملات التحسيسية التي نظمتها وزراة التجارة والتي تحمل شعار ( التسمّمات الغذائية قصة الجميع) إلا أنه أمام طغيان ثقافة الربح السريع وجشع التجار أطلق العنان لمختلف الممارسات التجارية الفوضوية المهددة للصحة العمومية وللاقتصاد الوطني.