تخوفات كبرى من تمدد خريطة الهجمات الإرهابية باريس تستنجد بواشنطن لمواجهة الدواعش انتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة اقتراح المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب بإغلاق باب الهجرة كليا أمام المسلمين واتهم ترامب بإقحام مصطلح الإسلام المتطرف لأغراض سياسية. و توعد الرئيس الأميركي تنظيم الدولة وقال إنه يصعب منع عمليات منفردة على شاكلة الهجوم الذي استهدف ملهى للشواذ في أورلاندو بولاية فلوريدا ووصف منفذ الهجوم بأنه مضطرب عقليا. وقال أوباما في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي متوجها إلى قادة تنظيم الدولة إذا استهدفتم أمريكا فلن تكونوا بمنأى عن الانتقام . وفي هذا السياق أشار إلى وجود قوة جوية أمريكية تضم الحاملة ترومان وقاذفات بي 52 على مقربة من مناطق سيطرة تنظيم الدولة في سورياوالعراق خصوصا. وكان تنظيم الدولة قد تبنى المسؤولية عن الهجوم الذي نفذه أميركي من أصل أفغاني يدعى عمر متين صديق (29 عاما) على ملهى للشواذ جنسيا في مدينة أورلاندو مما أسفر عن مقتل 49 شخصا بالإضافة إلى المهاجم. وقال أوباما في كلمته إن متين بايع تنظيم الدولة بعد أن تأثر بدعايته على الإنترنت مما جعله يتحول من شخص غير مستقر نفسيا إلى إرهابي . وأوضح الرئيس الأميركي أنه يصعب منع هجمات ينفذها أفراد أو خلايا صغيرة مؤكدا في المقابل أن أجهزة الأمن الأميركية أحبطت كثيرا من الهجمات. وفي علاقة بالهجوم دعا أوباما إلى تشديد القيود على الأسلحة الهجومية في بلاده حتى لا يتمكن إرهابيون محتملون من شن هجمات مماثلة لهجوم أورلاندو. وكرر أوباما تصريحات سابقة بأن بلاده تريد تدمير تنظيم الدولة وأنها مستمرة في حربها عليه في العراقوسوريا فضلا عن تجفيف منابعه المالية وذكر أن سلاح الجو الأميركي شن منذ خريف 2014 نحو 13 ألف غارة وقتل 120 قياديا من التنظيم. كما تحدث عن مساهمة القوات الأميركية في استعادة مناطق بمحافظة الأنبار غربي العراق وفي العمليات الجارية ضد تنظيم الدولة شمال مدينة حلب السورية. وقال أوباما إن تنظيم الدولة خسر نصف أراضيه في العراقوسوريا وأضاف أن الخناق يضيق عليه في البلدين مؤكدا تصريحات أميركية سابقة بأن تدفق المقاتلين الأجانب إلى مناطق سيطرة التنظيم في البلدين بات في أدنى مستوياته. كما تحدث الرئيس الأمريكي عن استمرار دعم بلاده اتفاق وقف الأعمال العدائية الساري في سوريا منذ نهاية فيفري الماضي كما تحدث عن دعم واشنطن حكومة الوفاق الوطني في ليبيا. انتقادات لترامب وفي كلمته الموجهة للشعب الأمريكي انتقد أوباما خطاب دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر القادم. واتهم ترامب بأنه يسعى إلى كسب نقاط سياسية من خلال مواقفه المناهضة للمسلمين ومنها دعوته إلى منعهم من دخول الولاياتالمتحدة. وفي هذا السياق قال إن وضع أكثر من مليار مسلم في خانة التطرف يحقق أهداف من وصفهم بالإرهابيين الذين يدعون أنهم يمثلون المسلمين. وأضاف أنه ينبغي عدم الوقوع في هذا الفخ مشيرا إلى أن منفذي هجمات أورلاندو وفورت هود وسان برناردينو أميركيون. تعاون أمريكي فرنسي وفي السياق اتفق الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرانسوا هولاند على تعزيز التعاون بين أجهزة بلديهما في مواجهة التهديد الإرهابي الذي يتطور باستمرار. وقال البيت الأبيض إن الرئيسين ناقشا أمس هجومي باريسوفلوريدا وأضاف أكد الزعيمان التزامهما المشترك بتفكيك وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية والوقوف ضد آفة الإرهاب الأوسع . وأعلن البيت الأبيض أن المسؤولين الأمريكيين على اتصال بنظرائهم الفرنسيين للتعاون معهم في التحقيقات المتعلقة بمقتل شرطي فرنسي وزوجته على يد مسلح شمال غرب باريس. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست في موجز صحفي أن بلاده ستفعل كل ما في وسعها لمساعدة السلطات الفرنسية أثناء التحقيق وأن المسؤولين في البلدين سيقومون بما يعتقدون أنه ضروري لاستمرار حماية بلادهم . من جهته أكدت الرئاسة الفرنسية في بيان لها أن فرنسا وحلفاءها مستمرون في مواجهة البربرية بقوة الديمقراطيات . الداخلية الفرنسية تقر بالعجز ومن جهتها أقرت السلطات الفرنسية بإمكانية تعرض البلاد لهجمات على غرار الهجوم على شرطي فرنسي وشريكته مساء الاثنين أمام منزله بمدينة مانيانفيل شمال غرب باريس وبالعجز عن درء خطرها. وحذر وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف من أن الخطر ما زال قائما بعد مقتل الشرطي الفرنسي وشريكته الشرطية أيضا في هجوم تبناه تنظيم الدولة بمانيانفيل وقال الوزير إن الخطر سيستمر لفترة طويلة في ظل وجود عناصر قد لا يكونون معروفين لدى الأجهزة الأمنية موضحا أنه حتى وإن كانوا معلومين فإن أجهزة المراقبة لا تستطيع درء مخاطرهم. وقال كازنوف بعد اجتماع طارئ إن الحكومة مستنفرة بالكامل للتصدي لخطر الإرهاب موضحا أن ما جرى في وقت متأخر من مساء الاثنين هو عمل إرهابي مقيت تمثل بقتل قائد في مركز شرطة في دائرة ليزيفلين. وأشار الوزير إلى اجتماع رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند مع أعضاء الحكومة المعنيين لبحث هذه الحادثة وتداعياتها والخطوات التي يجد اتخاذها وأقر هولاند بأن بلاده تواجه خطرا إرهابيا كبيرا جدا. وفي سياق متصل ذكر المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولانس أن منفذ الهجوم على الشرطيين كان تحت المراقبة الأمنية ونفذ العملية استجابة لدعوات تنظيم الدولة وكان يخطط لاستهداف شخصيات عامة فرنسية. ويظهر ملف منفذ الهجوم أنه سجن قبل ثلاثة أعوام لمشاركته في شبكة تنظيمات مسلحة بين فرنسا وباكستان وخضع للتحقيق مؤخرا بشأن شبكة سورية. وحذر المسؤولون الفرنسيون مواطنيهم من احتمال تعرض فرنسا لهجمات أخرى ومنهم وزير الداخلية الذي قال نواجه مخاطر تتمثل في إمكانية أن ينفذ عدد من الأشخاص هجمات بعد تلقيهم رسائل عبر الإنترنت من جماعات إرهابية .