وصف الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المتظاهرين الغاضبين الذين بدأوا يخرجون إلى الشوارع منذ 25 جانفي الجاري ب"الأحرار"، مضيفا أنه يحيِّي "انتفاضة شعب مصر المباركة" في الحصول على الحرية والكرامة. وأفتى القرضاوي بحرمة إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، في المقابل حرم الاعتداء على رجال الشرطة، على خلفية الاشتباكات بين قوات الشرطة والمتظاهرين الغاضبين في عدة محافظات مصرية منذ الثلاثاء الماضي. وقال القرضاوي في حوار لصحيفة "الشروق" المصرية، إنه يتمنى أن يكون لهذه "الانتفاضة المباركة" دورٌ في إحداث التغيير، وأن تتحقق مطالب الشعب في الحصول على حقوقه من حرية و كرامة. وأضاف القرضاوي: "لا شك أن ما حدث في تونس درس عظيم، ولابد أن يتكرر وأن تتغير الأوطان العربية إلى الأفضل، وأن تنال حقوقها وحريتها". وثمن القرضاوي دور "الأحرار الذين خرجوا إلى الشوارع ليعبروا عن غايتهم ولم يدفعهم أحد ولا يمثلون حزباً أو قوة سياسية لكنهم يمثلون مصر"، مضيفاً: "مصر التي تنشد الحرية والكرامة ومستوى الحياة اللائق بها وأن يكون لها مقعدُها تحت الشمس". وأضاف "من خرجوا إلى الشوارع هم أبناء مصر رأيتهم بنفسي، وأنا أمر في شوارع القاهرة، هؤلاء يتطلعون إلى غد أفضل وهذا من حقهم". وأبدى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أسفه على التعامل الأمني العنيف مع المتظاهرين والذي وصل إلى حد إطلاق الرصاص الحي، وأسفر عن مقتل 7 شهداء بحسب إحصائيات شعبية إلى غاية ليلة الخميس إلى الجمعة. وتابع القرضاوي: "كنت أود أن تكون مصر كغيرها من الدول التي تتعامل مع المتظاهرين بتحضر، لاسيما أن المتظاهرين لم يتطلعوا إلى العنف، فالتعبير عن الرأي حق إنساني". واستنكر القرضاوي تصريحات رموز الحكومة والحزب الوطني الحاكم حول الأحداث الأخيرة، قائلا إنها "لا تعبر عن رؤية أو إدراك لم يحدث"، مضيفاً "كلامهم دليل على ضيق أفقهم فهم لا يحسون بالتغيير الذي حدث في نفوس الشباب المصري". وأفتى القرضاوي بتحريم إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وقال "أي شرطي يطلق النار على متظاهر لم يبدر منه ما يستحق القتل مجرم وآثم". وطالب القرضاوي رجال الشرطة بعدم الاستجابة لقادتهم في إطلاق الرصاص على المتظاهرين، قائلا: "من يقول إنه عبدٌ المأمور أقول له أنت عبد لله والقتل حرام". وفي المقابل حرم القرضاوي تحريما قاطعا الاعتداء على رجال الشرطة من قبل المتظاهرين، وقال "هم منا ونحن منهم ودماؤُهم محرمة، ولعلهم يشكون مما نشكو، ولو أتيحت لهم الفرصة لانضموا إلى الجمهور"، مشدداً على حرمة المساس بالممتلكات العامة والخاصة. وترحم القرضاوي على شهداء "يوم الغضب" الذين سقطوا ضحية، مؤكداً أن دماءهم لن تذهب سدى، ومن الممكن أن تتحول هذه الدماء إلى الشرارة التي تشعل النار، وقال "فليحذر من يعيش في القصور بعيداً عن مطامح الناس من تلك الشرارة". وختم كلامه بالقول "من واجب السلطة أن يكون لها أُذن تسمع وقلب يعقل وعين ترى أما أن تحدث تلك التحركات والتغيرات وتكون عين السلطة عمياء، وأن تسمع السلطة تلك الأصوات وتسد أذانها، وتغلق قلبها، فتلك هي المصيبة". * "لا شك أن ما حدث في تونس درس عظيم، ولابد أن يتكرر وأن تتغير الأوطان العربية إلى الأفضل، وأن تنال حقوقها وحريتها". * طالبالقرضاوي رجال الشرطة بعدم الاستجابة لقادتهم في إطلاق الرصاص على المتظاهرين، قائلا: "من يقول إنه عبدٌ المأمور أقول له أنت عبد لله والقتل حرام". وفي المقابل حرَّم القرضاوي تحريما قاطعا الاعتداء على رجال الشرطة من قبل المتظاهرين، وقال "هم منا ونحن منهم ودماؤُهم محرمة، ولعلهم يشكون مما نشكو، ولو أتيحت لهم الفرصة لانضموا إلى الجمهور".