أزيد من 20 سنة من انتظار الخروج من أكواخ الموت مئات العائلات عالقة بأعالي الجبل ببوفريزي تعلق مئات العائلات آمالها على عملية اعادة الإسكان في مرحلتها الرابعة للعملية ال21 المرتقبة شهر سبتمبر المقبل حيث تترقب هذه الأخيرة انتشالها من حياة الدمار والهلع الذي ألحق بسكناتها المتواجدة بأعالي الجبل ببوفريزي ببلدية وادي قريش. مليكة حراث تعيش قرابة ال 230 عائلة القاطنة بالبيوت القصديرية بحي بوفريزي بلدية واد قريش معاناة بكل ما تحمله الكلمة من معاني جراء الأوضاع الكارثية التي تتخبط فيها ناهيك عن خطر الموت الذي يحدق بهم جراء تهديدات حدوث انزلاق للتربة وانهيار تلك السكنات الهشة المشيدة من الباربان والصفيح والواقعة على حافة الجبل مما ساهم في تدهور الوضع أكثر وزرع الرعب والهلع أوساط تلك العائلات خصوصا خلال الشتاء المنصرم الذي أدى الى انهيار أجزاء معتبرة من هذه البيوت بسبب انجراف التربة وسيول الأمطار وما زاد الطين بلة هو عدم تدخل السلطات بعد حادثة انهيار أجزاء معتبرة من الجدران والأسقف للسكنات المحاذية والتي أحدثت هلعا وسط السكان وقاموا حينها بإخطار المسؤولين إلا أنها كانت مجرد صرخة في واد لم تلق استغاثتهم أدنى التفاتة أو تدخل عاجل باستثناء الحماية والمدنية ورجال الأمن الذين قاموا بتسجيل تقارير بالحادثة ورغم ذلك لا يزال هؤلاء لم يراوحوا مكانهم لحد الساعة الأمر الذي اثار حفيظة هؤلاء وأجّج سخطهم وغضبهم وفي السياق ذاته قال ممثل السكان في اتصاله بأخبار اليوم أن مخاوفهم تزداد في كل مرة تلقى على مسامعهم خبر انهيار السكنات الهشة هنا وهناك على غرار قاطني السكنات الهشة بجاييس ببولوغين الذين تعرضت هذه الأخيرة الى انهيارات جزئية بفعل انزلاق التربة ووسط هذه الوضعية الخطيرة ناشدت تلك العائلات بضرورة تطبيق وعود الوالي التي تلقوها بترحليهم وتحمل السلطات المحلية مسؤوليتها اتجاههم قبل فوات الأوان التي قالوا في اتصال لهم ب أخبار اليوم أنها تتلاعب بأرواحهم خاصة أن حياتهم بهذه السكنات التي تصل إلى أزيد من 30 سنة باتت مهددة وسط الصمت المطبق من قبل المسؤولين الذين لا يعيرون مخاوفهم ومعاناتهم أدنى اهتمام كما لو كان الأمر لا يعنيهم على -حد تعبيرهم-. وفي نفس السياق أعرب هؤلاء السكان عن امتعاضهم واستيائهم الشديدين من سياسة اللامبالاة والتهميش المنتهجة اتجاههم من طرف السلطات المحلية وقد أكد لنا هؤلاء أن حيهم يتواجد في حالة كارثية بسبب انعدام الإنارة واهتراء الطرقات وخطر انزلاق التربة وأضافوا أنهم وجهوا العديد من الشكاوي لطرح انشغالاتهم لرئيس بلدية واد قريش أكثر من مناسبة لوضع حد لمعيشتهم المزرية من جهة وخطر الموت المتربص بهم من جهة أخرى إلا أن شكاويهم بقيت حبيسة الأدراج دون أن تتلقى أي رد إيجابي جسّد على أرض الواقع بل قوبلت بوعود زائفة لم يتحقق ولو جزء منها حسبهم رغم أن السلطات المعنية على علم بما يواجهونه من أخطار ومشاكل داخل هذه البنايات المهترئة التي باتت غير صالحة للسكن على الإطلاق كونها آيلة للسقوط في أي لحظة خصوصا بعد التقلبات الجوية أو هزات ارتدادية التي أصبحت تنبئ بكارثة إنسانية يذهب فيها أناس أبرياء لا ذنب لهم سوى لأنهم فقراء حرموا من حقهم الشرعي في السكن وقد أكد لنا هؤلاء المواطنون أن سياسة التجاهل والتهميش نتج عنه تعرض العديد من البيوت القصديرية إلى انهيارات جزئية جعلت المواطنين في مأزق حقيقي بسبب انزلاق التربة الذي يهدد حياتهم على مدار السنة وليس حصريا في الشتاء حيث تعيش العائلات في هلع وخوف دائمين تترقب انهيار سكناتهم عن آخرها نتيجة اهترائها وقدمها في أي وقت فضلا عن تواجدها على حافة منحدر الجبل. وأضاف محدثونا أن والي العاصمة وحسب ما أكده هؤلاء فخلال زيارة قادته إلى البلدية كان قد وعدهم بترحيلهم إلى سكنات لائقة تحميهم من الخطر المتربص بهم إلا أنها مجرد وعود انتهجته السلطات لامتصاص غضب تلك العائلات الشبه منكوبة لتبقى تنتظر الفرج والاستفادة من سكنات لائقة تحفظ كرامتهم من الذل والهوان والهلع الذي يلازمهم خصوصا بعد حلول كل فصل شتاء. وأمام هذه الأوضاع المعيشية الصعبة والمخاوف من الموت ردما جددت تلك العائلات مطالبها للسلطات المحلية والوصية على رأسها المسؤول التفيذي الأول بعاصمة البلاد تجسيد وعوده بترحيلهم في اقرب الآجال وذلك بإدرجهم ضمن قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي خلال الكوطة المرتقبة.