ق·حنان خلف قرار قيام المصالح البلدية ببعض أحياء العاصمة الخاص بجمع بعض الحيوانات الضالة كالقطط والكلاب أساسا، ارتياحا كبيرا لدى المواطنين، خاصة وأنهم قد تعبوا كثيرا من الإزعاج المستمر لتلك الحيوانات التي كانت تنتشر في كل مكان تقريبا، وتسبب لهم الكثير من القلق والخوف أحيانا، سيما في الأوقات التي يكون فيها الوقت مبكرا أو متأخرا للغاية، نتيجة خوفهم من احتمال تعرضهم لهجوم بعض الكلاب الضالة، والجائعة، هم أو أطفالهم· فبالمدنية مثلا، قالت إحدى المواطنات إن حيهم كان يعج بالقطط الضالة، التي كثيرا ما تسببت في إتلاف أكياس القمامة وبعثرتها على الطريق، بالإضافة إلى إزعاجها المستمر بأصواتها خاصة أثناء فترات الليل، ناهيك عما كانت تسببه من قلق لدى الأمهات بسبب اتجاه بعض الأطفال إلى اللعب معها، وهي على تلك الحالة من القذارة والميكروبات، نتيجة بقائها فترات طويلة في مكبات النفاية على مستوى الحي، واضطرارهن في كل مرة إلى فرض رقابة مشددة على أطفالهن، ومنعهم من الخروج أحيانا، أو تعنيفهم بشدة وتحذيرهم يوميا من مغبة اللعب مع تلك القطط الضالة، لاحتمال ما يمكن أن تنقله من أمراض لهم قد تكون خطيرة للغاية· في نفس الإطار، تقول سيدة أخرى، إنها كثيرا ما لاحظت قيام الأطفال باللعب معها داخل مكبات النفايات نفسها، أو يقومون بالجري خلفها، والإمساك بها، رغم أنها تقوم بخدشهم، أحيانا أو التمسح بملابسهم ووجوهمم أحيانا أخرى، ولأن هؤلاء الأطفال لا يدركون خطورة ما يقومون به، فإنهم كانوا مهددين دائما بمخاطر الأمراض التي يمكن أن تنقل إليهم من هذه القطط، وقد جاء قرار جمعها نهاية الأسبوع الماضي، مثلجا لقلوب الكثير من الآباء والأمهات الذين كانوا قلقين دائما اتجاه صحة أطفالهم، وسلامتهم، إضافة إلى ارتياحهم من منظر القطط المتجولة في كل مكان، وبالقرب من المحلات التجارية، مع عودة الهدوء إليهم وقدرتهم على الاستمتاع من جديد بنوم هادىء سواء بالليل أو بالنهار، بعدما ظلوا محرومين، خاصة لمن يقطنون بالطوابق الأرضية، من لذة النوم بسبب الأصوات المزعجة للقطط التي تنطلق في ساعات متأخرة جدا من الليل بصفة يومية تقريبا· مواطن آخر بحي جسر قسنطينة، قال إنه ينتظر بفارغ الصبر أيضا أن تنتبه مصالح البلدية المذكورة إلى مخاطر انتشار الكلاب الضالة تحديدا على مستوى بعض الأحياء، خاصة بالقرب من محطة السكة الحديدية، سيما في الصباح الباكر، إذ تعرف المحطة إقبالا كبيرا للمواطنين، نتيجة تفضيل عدد منهم للقطار كوسيلة نقل أسرع وأوفر مقارنة بوسائل النقل الأخرى، غير أن انتشار الكلاب، في الصباح الباكر تحديدا، حرم الكثيرين وخاصة الجنس اللطيف من الالتحاق بالمحطة في أوقات مبكرة خشية التعرض لهجوم تلك الكلاب، التي تجد حريتها كاملة في التنقل هناك·