عادة ما يهرب العشاق من الأعين إلى الأماكن الخالية، والتي لا يراهم فيها أحد، من الأحراش والغابات وحتى الشقق التي يستأجرونها، ولكن كذلك قاعات الشاي والخيمات الفاخرة، والتي توفر بعضها للزبون الحرية التامة، ولكن كذلك تعرضهم إلى كاميرات بعض الأشخاص الذين يستغلون تلك المواقف للتهديد والابتزاز· مصطفى مهدي "أنت جبتها لروحك" هكذا قال صاحب قاعة شاي فاخرة بالجزائر الوسطى، لأحد الزبائن·· لم نفهم في البداية ونحن نمر من المكان الأمر، ولكن عندما اقتربنا من الشاب الذي كان يتشاجر مع صاحب المحل، باح لنا بكل شيء بأنه كان رفقة صديقته في القاعة، وأنهما كانا في وضعية فاضحة عندما التقط لهما أحد صورة، أو بالأحرى صورهما بكاميرا الفيديو، وهو الأمر الذي من المفروض حسبه، أن لا يحدث، إلا إذا كان صاحب المحل قد اتفق مع هذا المصور على ابتزازه، حيث أن صديقته تلك تلقت تهديدات على هاتفها بفضحها، فلجأت إليه، وعندما أتى إلى القاعة، أنكر صاحبها كل علاقة له به، وقال إنه ابتكر ذلك لكي يهدده، وأنه وحده المسؤول عن تصرفاته· كان صاحب القاعة محقا في جملته الأخيرة، ولو أنه فتح قاعته تلك لممارسات مخلة بالحياء، وحوادث مثل هذه تحدث باستمرار، حيث لا ينتبه الأشخاص إلى الوضعيات التي يكونون فيها، والتي يمكن وبسهولة تامة أن تصور بكاميرا التلفون، وتعرض صاحبها إلى الابتزاز، لكنهم لا يتفطنون إلا متأخرين، وهو ما وقع لجمال أيضا، ولكن حالته خاصة نوعا ما، حيث أن الذي ابتزه لم يكن إلا صديقته التي دخلت معه إلى قاعة شاي، وكان صديق لها آخر اتفق معها على أن يصورهما، ففعل، وادعت أن هذا الشخص قد ابتزها، فاحتار جمال، وطلب منها أن تنفذ طلباته، وكانت أموالا دفعها لها، وكانت في كل مرة توهمه بأن ذلك الشخص عاود الاتصال بها لتعطيه أموالا، ولأن تلك المبالغ كانت بسيطة نوعا ما، من 2000 دينار إلى 6000 دينار فلم يشك جمال في أمر خطيبته، ولكن في النهاية اكتشف أنها هي من كانت تبتزه وليس ذلك الشخص، والذي لم يعمل سوى أن أخذ شيئا من الأموال وذهب· بعض قاعات الشاي صارت تفرض على زبائنها، على الأقل الذين لا تعرفهم، أن يقفلوا هواتفهم النقالة قبل الدخول، وذلك حتى لا تحدث مشاكل من هذا النوع، أما آخرون، ففعلا يتفقون مع أشخاص يختفون وراء الستائر، خاصة وأن ديكور الخيمات عادة ما يكون مليئا بالستائر، يختفون ويأخذون صورا للزبائن، وحتى في الغرف المسماة "خاصة" والتي يوفرها بعض أصحاب تلك المحال للزبائن، حتى تلك يمكن أن تكون ملغمة، ويكون بداخلها أشخاص يعملون على أخذ صور فيديو للزبائن، ومن ثمة تهديدهم بها، وربما حتى بدافع الانتقام، إذ أن البعض يحاول أن ينتقم من خطيبته أو صديقته، فيصورها في ذلك المظهر، ويرسل بتلك الصور إلى أهلها أو إخوتها·