لقد أصبح الاطّلاع على أخبار الفريق الوطني، وعلى أخبار لاعبيه في الأندية التي ينشطون لحسابها أو مع تشكيلة المنتخب، نتائجهم، إنجازاتهم، وحتى إصاباتهم والتي من شأنها أن تؤثر على أداء الفريق في كأس العالم القادمة. أصبح كل ذلك ضروريا في يوميات الجزائريين، حتى أنّ البعض لا يمضي يومه إلاّ بعد الاطلاع على كلّ ذلك واكتشاف كل المستجدات، وإن كانت اهتماماتهم واحدة إلاّ أنّ الطرق التي يستعملونها تختلف من واحد لآخر، وتكاد تتحوّل إلى هوس، ولا تخلو من غرابة عند البعض. الجرائد، شاشة التلفاز، الراديو والأنترنت هي أهم الوسائل التي تمكن المواطن من اكتشاف أخبار فريقه المفضل، أي الفريق الوطني، وإن كان البعض يعمل ولا يكاد يجد وقتا كافيا للاطلاع على تلك الوسائل كلها، لكن مع ذلك فقد صار استقطاع ساعة أو نصف الساعة، حتى لو كان ذلك الوقت في الصباح الباكر، أو في الليل المتأخر ضرورة ملحة. رضوان (33 سنة) يعمل في شركة سياحية، ولا يكاد يجد الوقت الكافي لا لقراءة الجرائد ولا مشاهدة التلفزة، وحتى الحاسوب الذي يمضي أكثر ساعات النهار يعمل عليه، لا يقدر على إيجاد الوقت الكافي للإبحار في عالم الأنترنت واكتشاف جديد الفريق واللاعبين، لكنه مع ذلك لم يعدم وسيلة، فقد صار ينهض مبكرا ساعة قبل الوقت الذي اعتاد أن يستيقظ فيه، ويقابل حاسوبه الموجود في بيته فيطلع على أهمّ الأخبار، وما نشرته الجرائد الوطنية والأجنبية، وحتى المواقع الرسمية للأندية الأوروبية التي ينشط لحسابها لاعبونا، وهو الأمر الذي دأب عليه منذ أن تأهلت الجزائر لكأس العالم، وصار الفريق الوطني فريقا قويّا من شأنه منافسة أقوى الفرق العالمية، كما أصبح لاعبوه محط أنظار الجماهير العالمية وحتى المدربين والفرق الأوروبية لنيل خدماتهم. أمّا حسام، والذي يعمل في ورشة بناء، ولا يسمح له لا الوقت ولا المكان لكي يسمع أخبار الفريق ومستجداته، لكنه ورغم التعب الذي ينتابه نهاية كل يوم، إلاّ أنه يقصد قاعة الأنترنت باستمرار، ويبقى فيها ساعة كاملة أو حتى ساعتين إذا ما استدعى الأمر ذلك، فيطلع على ما استجدّ من أخبار اللاعبين، قبل أن يعود إلى بيته، فينام مباشرة، وقد بدأ هذه العادة قبل أن يدخل الفريق الوطني نهائيات كأس إفريقيا، ولأن عمله لم يكن يسمح له حتى بمشاهدة بعض المباريات التي خاضها الفريق، فقد كان مجبرا على مشاهدة لقطاتها على الأنترنت، وحتى مباريات الفرق الأخرى المُشاركة في الكأس، وخاصّة الفريق المصري الشقيق نظرا إلى التحدي والمنافسة التي جمعتنا وإياهم على كأس العالم. أمّا آخرون فبعضهم صار مداوما على قراءة الجرائد حتى أنهم يشترون يومياً أكثر من جريدة واحدة، وقد يصل الأمرُ بهم إلى اقتناء خمس أو ست جرائد، خاصّة إذا ما دخل الفريق إحدى المنافسات أو لعب مباراة هامة حتى لو كانت ودّية، مثل مباراته أمس مع الفريق الإيرلندي، كما أنّ مستعملي الحافلات والذين يمضون في طريقهم إلى ومن العمل فقد صاروا مداومين على الاستماع إلى الراديو عبر هواتفهم النقالة، ومنهم من اشترى هاتفا يتوفر على خدمة الراديو خصيصا لمتابعة كل جديد عن الفريق الوطني، أو حتى في السيارة التي وبعدما كان الكثيرون يفضلون سماع الموسيقى على الإنصات إلى الراديو، صاروا اليوم وحبا في فريقهم الوطني لا يستغنون عن محطات الإذاعة، ولا صفحات الراديو وشاشات التلفاز وكل ما يمكن أن ينقل لهم أخبار رفيق والآخرون.