احتج منذ صبيحة أمس، عمال مكاتب بريد عاصمة الولاية المدية وتوقفوا عن العمل احتجاجا على الظروف القاسية التي أصبحت تطبع ساعات عملهم، في ظل أزمة نقص السيولة النقدية التي تعيشها مكاتب بريد الولاية لأزيد من 6 أشهر متتالية· وحسب الكثير من المضربين فإن توقفهم عن العمل جاء احتجاجا على عدم رد الوصاية على مطالبهم الاجتماعية والمهنية، يتصدرها مشكل غياب الأمن في مكاتب البريد والضغوطات التي يواجهونها يوميا، خاصة بالمركز الرئيسي المتواجد بوسط المدينة الذي أصبح يعج بالمواطنين على مدار ساعات اليوم، لدرجة أن الطوابير تمتد إلى غاية الساحة المجاورة المقابلة لمسجد النور، أين يدخل عمال البريد في كثير من الأحيان في مشادات كلامية مع الزبائن الذين يقضون ساعات طوال بداخل هذه المكاتب الضيقة لدرجة حدوث ظاهرة نقص كمية الأوكسوجين، كما أكد المحتجون في حال عدم توصل ممثلي العمال لاتفاق مع المديرية لحل المشكل مواصلتهم الإضراب· وحسب ملاحظتنا الميدانية والمعلومات المتطابقة فإن كل مراكز البريد المتواجدة عبر ال 64 بلدية تعرف نقصا فادحا في السيولة النقدية لأكثر من 6 أشهر ما يجعل بعض الزبائن ينتقلون إلى الولايات المجاورة كالبليدة والعاصمة والبويرة على وجه الخصوص لأخذ أموالهم، وللعلم فإن زبائن مكاتب البريد كثيرا ما تعلو ملامحهم علامات التذمر القصوى، لدرجة السخط على النظام من طرف بعض الزبائن الزواولة الذين كثيرا ما يشيرون إلى تفشي ظاهرة المحسوبية التخليص بالمعرفة والرشوة من قبل بعض القائمين بهذه الشبابيك لنقص السيولة المالية التي اشتدت حدّتها مع بداية السنة الجارية، دون التلويح بانفراج لهذه الأزمة.