يبدو أن ألوان الراية الوطنية التي غمرت شوارعنا وأزقتنا في هذه الأيام لم تعد تفارق الجزائريين طويلا، وجسّدها شروع العديد من التجار تزامنا مع اقتراب مباراة تصفيات كاس أمم إفريقيا 2012 التي ستجمع المنتخب الوطني مع نظيره المغربي في ترويج السلع والمقتنيات الرياضية الحاملة لألوان الراية الوطنية وهي خاصة بالصغار وكذا الكبار وعرفت جل الأسواق الشعبية تدفق سيل من الزبائن الباحثين عن تلك المقتنيات من مختلف الأعمار تبعا للعد التنازلي للمباراة. خباجة نسيمة وما ساعد العائلات على خلق تلك الأجواء قبل المباراة هو تزامنها مع العطلة المدرسية للأطفال ما دفع اغلب التجار إلى ترويج ألبسة للجنسين لتشجيع الفريق الوطني وهو الأمر الذي لا يتأخر عليه المواطنون في كل مرة كلما تعلقت القضية بحمل الألوان الوطنية سيما مع أهمية الفوز في المباراة التي ستُكسب الفريق الوطني الكثير من الحظوظ في تصفيات كاس أمم إفريقيا 2012 في حالة الفوز، والعكس إذا كانت الهزيمة التي لا يتمناها الكل دليل ذلك تهافتهم على اقتناء بعض الأغراض الرياضية المستعملة في مناصرة وتشجيع الفريق الوطني بعد أن تسارع التجار إلى اغتنام الفرص لاستكمال ترويج سلعهم المتبقية من المناسبات الرياضية الكثيرة التي مرت علينا في الآونة الأخيرة، فكانت المناسبة لاستكمال ترويجها ما جسده اصطفاف العشرات من تلك الطاولات عبر العديد من الأسواق الشعبية على غرار ساحة الشهداء ومارشي 12 بالعاصمة وباش جراح... مما أتاح الفرصة للعائلات للتجول وسط تلك الأجواء الخاصة التي تقترن في كل مرة بمثل تلك المواعيد الرياضية الهامة التي يخوض غمارها أفناك الصحراء وتحولت إلى منبع يسترزق منه بعض البطالون بين فترة وأخرى تزامنا مع تلك المباريات. اقتربنا من بعض التجار على مستوى ساحة الشهداء بالعاصمة وسألناهم عن مستوى الإقبال على المقتنيات الرياضة التي كانوا يعرضونها والتي تمثلت في بدلات رياضية مخصصة للصغار والكبار بثمن 600 و800 دينار وكذلك فساتين للإناث الصغيرات بثمن 100 دينار، خاصة وان الألوان الوطنية باتت ملتصقة بشتى أنواع الملابس حتى تلك المخصصة للنسوة. فرد محدثنا أن الإقبال تزايد بوتيرة سريعة تزامنا مع العطلة المدرسية وتفرُّغ الأطفال وكذا أوليائهم بعد فترة صعبة وشاقة من المراجعة فكانت الفرصة لهم للتنزه وسط هذه الأجواء البهيجة التي تقترن دوما مع المناسبات الرياضية من اجل تشجيع الفريق الوطني ومساندته إلى آخر قطرة من الدم خاصة وان القضية تتعلق بالألوان الوطنية . وما جذبنا هي تلك الفساتين ذات المقاس الصغير والتي خصصت للرضع فما فوق والأكثر من ذلك أثمانها البخسة وشكلها الجذاب وكانت النسوة يتفقدنها وبيّن إعجابهن بها منهم إحدى السيدات التي اقتنت اثنتين ولم يكلفاها إلا 200 دينار قالت أن الشكل الجذاب لتلك الفساتين جعلها تقتني منها اثنتين واحدة لابنتها وأخرى لابنة أختها، وهو الشيء القليل الذي يبرهن على المعزّة الخالصة التي يكنها الجميع للفريق الوطني الذي ندعو الله أن يحقق نتائج مرضية وان يكون حليفه الفوز في هذه المباراة المهمة على حد قولها. وما شدنا انتباهنا انه وعلى الرغم من عقد اللقاء في ولاية عنابة التي كان لها الحظ في استضافة الخضر في هذه المرة إلا أن العاصميون لم يفوتوا الفرصة من اجل مناصرة الفريق الوطني وخلق تلك الأجواء المميزة التي سوف تكون على نفس الوتيرة في اغلب الولايات شرقا وغربا، شمالا وجنوبا كدليل على انشغال كافة الجزائريين بالمواعيد الرياضية الهامة التي تبرز فيها الألوان الوطنية.