بقلم: خيري منصور لو اتسعت مساحة هذا المقال بحيث تتيح لي تقديم قائمة بأسماء مفكرين وفنانين وشعراء وناشطين من مختلف الجنسيات ومن خارج الأبجدية انحازوا بقوة الى الضحية الفلسطينية لذكرت أكثر من ألف اسم بدءا من يانيس ريتسوس اليوناني وجان جينيه الفرنسي ويوجين غيفيللك والموسيقي ووترز والمخرج غراد ولانغر الكاتبة والمحامية والكاتبة ميشيل مزراحي والكاتب شلومو رايخ واريك رولو والان غريش ورسول حمزاتوف وهارولد بنتر وشلومو ساند وغيرهم وغيرهم ! هؤلاء ليسوا عربا ولم يحفظوا بيتا واحدا للمتنبي ولم يقرأوا الجاحظ ومهدي الجواهري ومحمود درويش وفدوى طوقان وقد لا يعرفون شيئا عن الخنساء وخولة واسماء او عن جول جمال ونساء السويس والإسماعيلية والنبطية والكرامة والفالوجة وهؤلاء لا يعرفون ان الفاعل مرفوع في لغتنا والمفعول به منصوب لكنهم قرأوا تاريخ أوطانهم بدءا من اثينا أم الفلاسفة قبل الميلاد إلى الماكناغارتا وجان دارك. ومنهم من سمع من والديه عن الاحتلال النازي لفرنسا وقرأ قصائد ايلوار واراغون ومنهم من هرب من المانيا ليكتب في المنفى عن جرائم النازيين من أمثال ريمارك وغراس ولو قدّر لهؤلاء ان يحتشدوا في ساحة بإحدى عواصم العرب لأعلنوا للعالم بأن فلسطين هي اعسر اختبار تاريخي للمثقف وهي رمانة الميزان في معادلة العدالة! لم تعد فلسطين خنجرا منحوتا من الصخر على الشاطىء الشرقي للبحر المتوسط ولم تعد مساحتها تقاس بالأميال المربعة وتعدادها الديموغرافي يقاس في دوائر الأحوال المدنية لقد تأنسنت ودخلت بكامل عافيتها التاريخية الى المعاجم كلها لهذا لم يجد العالم كله ترجمة دقيقة للانتفاضة فاستضافها كما هي! قالها اليوناني ريتسوس ... حتى لو تنكر لك الأبناء سأناديك باللغة الإغريقية يا أمي وقال لي رسول حمزاتوف في موسكو آنت أخي لأننا رضعنا من الثدي ذاته !!