ابتزاز... جنون وانتحار ألعاب إلكترونية خطيرة تدمّر الأطفال والمراهقين * لم يتم حظرها ولازالت تحصد الأرواح لا تزال الألعاب الإلكترونية تشكل هاجساً لدى التنشئة الاجتماعية لما تمثله من آثار سلبية على النشء والشباب الذين يستخدمونها ويتركون عقولهم فريسة لها فقد انتشرت في الآونة الأخيرة ألعاب إلكترونية وأخرى في الهواتف الذكية تهدد سلامة الاطفال فلا يكاد يخلو بيت من هذه الألعاب التي تطالب الأطفال بمعلومات شخصية بل باتت تشكل جزءًا لا يتجزأ من حياة الأبناء الكبار منهم والصغار والغريب في الأمر أن بعض الأولياء يجلبون تلك الألعاب بغرض المتعة والتسلية متجاهلين بذلك مدى خطورة هذه الألعاب بالنسبة لأبنائهم. خ.نسيمة /ق.م انتشرت على شبكة الإنترنت في السنوات الأخيرة ألعاب إلكترونية مجانية كثيرة لكنها قد تكون خطيرة أكثر مما نتصور حيث جذبت هذه الألعاب اهتمام الكثير من الأطفال والمراهقين الباحثين عن التسلية والمتعة وانتهت بهم إلى القتل والانتحار من خلال تعليمات افتراضية. وقد رصدت وسائل الإعلام العديد من حالات الاختفاء والجنون والاعتداء والسرقة من خلال الألعاب الإلكترونية التي تنشر السلوكيات الخاطئة والمقلقة بين أفراد المجتمع حول العالم فقد لقي أحد الأطفال مصرعه بسبب اقتنائه لعبة الحوت الأزرق في إحدى الدول الأجنبية إضافة إلى لعبة مريم التي لاقت إعجاب الكثيرين واهتمامهم وهي إحدى الألعاب المستخدمة لجذب الأطفال وغسل أدمغتهم ومعرفة أسرارهم لهدف ما فضلاً عن العديد من الجرائم والحوادث الأخرى التي ارتكبها اللاعبون الذين يبحثون عن المتعة والتسلية ولا يدركون مدى العقبات والمخاطر التي تتهددهم فيما بعد الأمر الذي يتطلب زيادة الرقابة من قبل الأسر والأهالي مع الجهات المختصة ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. حذار 5 ألعاب تقتل الأطفال سنستعرض خمس ألعاب تعتبر من أخطر الألعاب التي تقود الطفل نحو المجهول والى المغامرة بحياته عن طريق بعض الإملاءات البعيدة عن المنطق وهي كالاتي : * لعبة الحوت الأزرق: تعد من أخطر الألعاب الإلكترونية الحالية في العالم ورغم ما رافق ظهورها منذ 2015 من جدل واسع إلا أنّها مازالت متاحة للجميع ولم تحظر إلى الآن ومنذ ظهورها تسبّبت هذه اللعبة في انتحار ما يفوق ال 100 شخص عبر العالم أغلبهم من الأطفال. * لعبة مريم: انتشرت خاصة في دول الخليج وسببّت الرعب للعائلات إذ أنها في مرحلة من المراحل تحرض الأطفال والمراهقين على الانتحار وإذا لم يتم الاستجابة لها تهددهم بإيذاء أهلهم وأبرز ما يميّز هذه اللعبة هو الغموض والإثارة والمؤثرات الصوتية والمرئية التي تسيطر على طبيعة اللعبة. * لعبة البوكيمون غو: ظهرت في 2016 واستحوذت على عقول الملايين عبر العالم وعلى الرغم من التسلية التي تحققها اللعبة لمستخدميها إلا أنها تسببت في العديد من الحوادث القاتلة بسبب انشغال اللاعبين بمطاردة والتقاط شخصيات البوكيمون المختلفة خلال سيرهم في الشوارع. * لعبة جنيّة النار: تشجع هذه اللعبة الأطفال على اللعب بالنار حيث توهمهم بتحولهم إلى مخلوقات نارية باستخدام غاز مواقد الطبخ وتدعوهم إلى التواجد منفردين في الغرفة حتى لا يزول مفعول كلمات سحرية يرددونها ومن ثم حرق أنفسهم بالغاز ليتحولوا إلى جنية نار وقد تسببّت في موت العديد من الأطفال حرقاً أو اختناقاً بالغاز. * لعبة تحدّي شارلي: تسببّت في حدوث عدة حالات انتحار لأطفال وشباب وكذلك في حالات إغماء بينهم وهي لعبة شعبية انتشرت من خلال مجموعة فيديوهات على شبكة الإنترنت في 2015 وساهم في انتشارها استهدافها لأطفال المدارس حيث تعتمد في لعبها على اللوازم المدرسية وبالتحديد الورقة وأقلام الرصاص لدعوة شخصية أسطورية مزعومة ميتة تدعى تشارلي ثم تصوير حركة قلم الرصاص مع الركض والصراخ. متعة ...رعب وجوسسة تثير العديد من الألعاب على متاجر الهواتف المتحركة العديد من التساؤلات والتكهنات حول حقيقتها والغرض منها وهل هناك أهداف وأبعاد لها غير المتعة والتسلية على سبيل المثال لعبة البوكيمو جو ومريم والحوت الأزرق والتي لاقت اهتماماً كبيراً من المجتمعات خصوصاً وأنها تلامس الجوانب النفسية والعاطفية للاعبيها فبعض الاستفسارات الشخصية تلامس العواطف في بعض الأحيان لذلك يتعلق بها اللاعبون خصوصاً الأطفال والمراهقين الذي يرون بها فضاء واسعاً من الحرية فمثل هذه الألعاب والتطبيقات تعتبر ممتعة ومخيفة في ذات الوقت ويجب الحذر من تحميل هذه الألعاب لأنها تتجسس على مستخدميها ولها تأثير نفسي على الأطفال والمراهقين. اختراق خصوصيات الطفل إن هذه الألعاب من شأنها التلاعب بأدمغة لاعبيها وخاصة الأطفال والمراهقين حيث إنها تطلب معلومات شخصية كالموقع الجيوغرافي لكي يعلم القائمون على اللعبة من أي دولة ينتمي اللاعب ثم يسأل عن سنه لكي يعلموا كيفية مخاطبة عقله وعدد أفراد أسرته لكي يعرفوا هل هو لوحده أم أنه برفقة أحد ليكون بمقدورهم خداعه دون صعوبات كما أن بعض القائمين على مثل هذه الألعاب يعانون أمراضاً نفسية تجعلهم يستهدفون هذه الفئات بهدف أذيتهم وأذية أسرهم أو حتى قتلهم من باب التسلية! ويدعو المختصون الى ضرورة وجود جهات رقابية للألعاب كي تقوم بعملية فلترة لها للسماح لما هو آمن منها ومنع ما هو غير ذلك. زرع الأفكار الهدامة كما أن الألعاب التي تحتوي على محادثات كتابية أو صوتية هي إحدى الآفات وبشكل خاص المحادثات الكتابية والصوتية في اللعبة وهي إحدى الوسائل التي تنتشر من خلالها الظواهر السلبية منها كما أنها بيئة خصبة لزرع الأفكار الهدامة التي تفسد وتهدم تعب سنين من التربية والتنشئة كما أن أولياء الأمور بذلك لا يعرفون هل من يحدث ابنهم في اللعبة في سنه أم يكبره سناً؟ ومن أي بيئة هو؟ وهل هو سوي أم له أفكار خبيثة؟ وكل تلك الأسئلة على أولياء الأمور التفكير بها والعمل على حماية أبنائهم من عواقبها. وبتنا نسمع في كل مرة عن ألعاب غريبة تدخل بين فترة وأخرى إلى حيز اهتمام الأطفال والمراهقين مثل لعبة مريم أو الحوت الأزرق تنشد الإثارة والتشويق إلا أنها في الحقيقة تهدف إلى تدمير المجتمعات ويجب التصدي لها ومحاربتها ومنعها حماية لأنفسنا كما يجب علينا توعية الأهالي بوجوب مراقبة ما يقوم به الطفل أو المراهق. تجنيد الأطفال في الجماعات الإرهابية يشير بعض المختصين إلى قيام الجماعات الإرهابية باستهداف الأطفال والمراهقين وتجنيدهم عن طريق بعض هذه الألعاب كما أن الجماعات تطلب معلومات شخصية بغية معرفة تفاصيل حياة اللاعب ولمعرفة الطريقة المناسبة لتجنيده وحسب التجارب التي سمعناها في الفترات الماضية تشير إلى قيام مراهقين بمبايعة هذه الجماعات وقتل ذويهم ما يؤكد أن قيام هذه الجماعات باختراق الألعاب هي إحدى طرق التجنيد لديهم طارحين أسئلة وأفكاراً وشبهات تؤثر على عقل الطفل والمراهق. عدم نشر المعلومات الشخصية على الإنترنت إن الكثير من الألعاب على الهواتف الذكية تشير في شروط وأحكام التطبيقات الخاصة بها بأن الموافقة على تحميل التطبيق تعني السماح بالنفاذ لحسابات المستخدمين والإطلاع على رسائلهم الإلكترونية والولوج إلى استديو الصور وبعض تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي وجميع هذه الشروط تكون واضحة ومكتوبة ولكن اعتدنا جميعنا على عدم قراءة الشروط والأحكام الخاصة بالتطبيقات والضغط على موافق والبدء باستخدام التطبيق. أصبحنا مؤخراً نبالغ في مشاركة تفاصيل حياتنا الشخصية في تطبيقات الهاتف المتحرك غافلين عن وجود من يراقب كل تحركاتنا ولذلك يجب زيادة حملات التوعية لأفراد المجتمع بعدم مشاركة المعلومات والبيانات الشخصية ونشرها على الإنترنت. حماية الأطفال مسؤولية مشتركة إن الانجراف وراء هذه الألعاب الإلكترونية الخطيرة يرجع إلى مروّجي ومنتجي الألعاب الذين لا همّ ولا غاية لهم سوى جني المال مهما كان السبب مشيرا إلى أنه من الضروري تعزيز وتقوية صمام الأمان من خلال الثقة بالأبناء وخاصة من هم في سن المراهقة واستغلال أي وقت للجلوس والحديث معهم وعدم إهمالهم وتثقيفهم بمخاطر هذه الألعاب الإلكترونية التي لها بالغ الأثر في فكر الشباب والتأثير على سلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم حيث يمكن أن يتم هناك حدوث تطرف في سلوكيات جيل الشباب ما يدخل الريبة والشك في التعامل مع سلوكياتهم ناهيك أن هذه الألعاب تعد عاملاً رئيساً في تغيير فكر وثقافة الشباب وجعلهم محاربين ومعارضين للعادات والتقاليد التي تربوا عليها. لابد من وضع سياسة وطريقة مبتكرة في التعامل الأمثل لتثقيف وتوعية الشباب من خلال عدة قنوات مؤثرة وفعّالة والتي تتضمن بشكل رئيس رقابة الوالدين والجهات الرسمية والمختصة إضافة إلى دور وسائل الأعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وعمل برامج توعوية وندوات ومحاضرات للتوعية من خطر هذه الألعاب الإلكترونية التي غزت عقول الشباب. للمعلم دور كبير في النصح ان التوعية مطلوبة في مثل هذه الأمور ولا تأتي من المنزل فقط بل من جميع من له اتصال مع الأطفال والمراهقين ويأتي هنا دور الجهات المختصة والمؤسسات التعليمية وعلى المعلم هنا دور كبير في هذا الأمر خصوصاً وأنه من الذين لديهم تواصل مباشر مع الطلبة الذين هم من هذه الفئات والطلبة لديهم الاستعداد لتقبل المعلومة والفائدة من المعلم ومناقشتها معه أكثر من الوالدين في بعض الأحيان لذلك نطالب المعلمين بتوضيح مثل هذه الأمور للطلبة بعدم مشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء وتطبيقات الهواتف المتحركة وأيضا ذات الأمر بالنسبة لتحديد الموقع. تشديد الرقابة الأسرية دور الأهل هو فعال في تحصين الأبناء من الأفكار الهدامة وفي مراقبة ما يقومون به وخاصة في أوقات الفراغ خاصة واننا على ابواب عطلة صيفية طويلة المدى ويجب على الأولياء مراقبة الأطفال والمراهقين وخاصة تلك الممارسات التي يظن الأهل أنها مسلية ويجب عليهم عدم الوثوق بشكل كامل فيها كما يجب على وسائل الإعلام تنظيم حملات توعية وتثقيف للمجتمع بكافة فئاته بخطورة هذه النوعية من الألعاب التي تكون جسرا للجماعات الإرهابية للوصول إلى فلذات أكبادنا وعلى الجهات المختصة مراقبة الألعاب الإلكترونية قبل فوات الأوان. يتعين على الأسر والأهالي والجهات المختصة عمل رقابة شديدة على الأبناء وخاصة الصغار منهم وذلك نظرا لانتشار الألعاب الإلكترونية الخطيرة والتي تطالب اللاعبين والمشتركين في بعض الألعاب بإعطاء معلومات شخصية عن الشخص وعمره وماذا يعمل وعن بعض الخصوصيات من أفراد أسرته الأمر الذي انتشر كثيرا في الآونة الأخيرة والمشكلة ليست هنا فحسب ولكن في كيفية سماح أو إهمال أو تكاسل بعض الأهالي عن رقابة أبنائهم من فترة لأخرى. ان مثل هذه الألعاب باتت تخترق عقول الشباب والفتيات بل إن الأمر تعدى هذه المسألة بحيث أصبح اللاعبون يعطون معلوماتهم الشخصية ولا يكترثون لما يمكن أن تحدثه هذه المعلومات من مخاطر تتهدد حياتهم في المستقبل وذلك نظراً لغياب الرقابة الواجبة من قبل الوالدين بشكل خاص والجهات الرسمية المختصة بشكل عام. إيجاد ألعاب بديلة وآمنة يتعين أن تقوم الجهات المختصة بمراقبة هذه الألعاب وعدم السماح لمروجيها بإدخال هذا النوع من الألعاب في دولتنا وأنه من الواجب أن تقوم الجهات المختصة بتوفير ألعاب بديلة وآمنة وسليمة وترفيهية وبعيدة عن الألعاب التي تجلب أخلاقيات وسلوكيات منافية للعادات والتقاليد أو التي تتعدى على خصوصية الغير ويجب أن تكون هناك حلقات متكاملة بين الأسر والأهالي والجهات المختصة لكي يقوم كل منهم بدوره للحفاظ على الأبناء من الضياع والوقوع في براثن مروجي الألعاب الإلكترونية المسيئة والسلبية والتي تحمل في طياتها كل أوجه الظلام المستتر. خطأ تسبيق الماديات على التنشئة! إن الرقابة غائبة بشكل كبير وغير متصور لكثير من الأسر والأهالي الغير مدركين لمدى خطورة هذا النوع من الألعاب الإلكترونية الذي يؤثر على الآداب والأخلاق التي تربى عليها أبناء المجتمع العربي المسلم الذي لا يساوم أو يجاري في مبادئه وسمو أخلاقه مهما كان السبب ولكن ما يحدث في زماننا هذا لهو شيء محزن والسبب في ذلك يعود إلى أسباب منها: كثرة انشغال الوالدين بالعمل واستبدال دورهما بحاضنة تحل محلهما وتوفير كل ما يريده الأبناء من مأكل ومشرب وملبس وألعاب وترفيه وحياة كريمة متناسين أو متجاهلين عما يمكن أن يحدث لأبنائهم في هذا العالم. وحسب التجارب الكثير من الاطفال يطبقون ما يرونه في هذه الألعاب فقد أفسدت هذه الألعاب أخلاقهم واصبحوا ذو سلوكيات عنيفة. دور بارز لوسائل الإعلام لابد من عمل برامج توعوية عبر محطات الإذاعة والتلفزيون وبرامج التواصل الاجتماعي بين الفينة والأخرى لرفع الجانب التوعوي لأفراد المجتمع بشكل عام إلى جانب عمل اللقاءات بين الأسر والأهالي فإذا كان هذا النوع من الألعاب يؤثر على الأطفال فهناك ألعاب أخطر تؤثر على الكبار والتي تحتوي على عبارات وصور وفيديوهات مسيئة للأخلاق الحميدة والعادات والتقاليد. فوسائل الإعلام أيضا تقع تحت طائلة اللوم كونها ساهمت في انتشار هذه الألعاب بين فئات المجتمع من خلال كثرة الحديث عنها مما يجعل توسعها في تزايد ومرتادوها ومستخدموها في تكاثر فلابد من جعل تنسيق مسبق بين الإعلام والجهات الرقابية والمسؤولة في الدولة بغية التحذير منها والعمل على الحد منها دون الحاجة إلى بهرجتها فالطبيعة البشرية - والأيام أثبتت ذلك- تسعى خلف كل ما هو مشهور أو متداول سواء بالسلب أو الإيجاب وإذا سمع أفراد المجتمع عن وجود لعبة لها أجندات خطيرة سيقوم بعضهم لا إرادياً بالبحث عنها وتجربتها من باب الفضول لذا نتمنى من الإعلام والجهات المختصة محاربة هذه الألعاب بطريقة أذكى.